Thursday 22nd April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 6 محرم


كبسولات
عروض اتحادية راقية توثق بصمة العميد في السجل الآسيوي!
سحابة آسيوية ممطرة على اليابان,, خراجها هنا
بكأس ولي العهد: الشباب يفتح مدرجاته لقاعدة جماهيرية منافسة ليفرض بقوة واقعاً جماهيرياً جديداً على الساحة المحلية

لم تعد بطولة أندية الخليج العربي لكرة القدم يتيمة اتحادية من الأم غير السعودية فقد عاد العميد من طوكيو هذا الاسبوع مكللا بالتوفيق يحمل كأس الكؤوس الآسيوية التاسعة مستهلا بها عاما هجريا جديدا من الانجازات الرياضية السعودية بمشيئة الله.
ففي ثاني ايام هذا العام اختار الاتحاديون خطف ثاني بطولاتهم الخارجية في موسم دشن فيه الفريق انفتاحا غير مسبوق (في تاريخه) على عالم البطولات الخارجية.
لم تكن مهمة الاتحاد الآسيوية في العاصمة اليابانية سهلة للمحافظة على سعودية اللقب وزيادة الرصيد الوطني على هذا الصعيد,, لكن السفراء الاتحاديين قدموا فيها بمهارة شيئا من السوشي رائع المذاق بالخلطة الاتحادية المبهرة في اجواء مفعمة ب(النور) و(البهجة).
السحابة الاتحادية امطرت في اليابان فجاء خراجها الى هنا,, ،إن هي إلا سحابة من سحب سعودية تكاثفت بالانجازات في الافق الرياضي الآسيوي يستأهلها وطن الاتحاد في مطلع مئويته الجديدة.
قمة شبابية!
بلا جدال,, كان الشباب فارسها المستحق,, فقد انتشلت ادارته فريقها عندما اشتد وميض بطاريته الفنية مع مدربه السابق,, الذي لم يكن ذلك المدرب المناسب للشباب ليقوده إلى هذه الايام,, فالشباب على عتبات تنافسية عالية,, داخليا وخارجيا,, وتحديدا (داخليا), حيث كان لابد من العثور على مدرب بديل لا تنقصه الخبرة ولا المعرفة والالمام بالظروف الفنية والتنافسية في محيط السباق المحلي فكان الاختيار الاداري لافتا عندما رسا على المدرب الاتفاقي السابق فرانسيسكو حتى ان هناك من تساءل (مشككا) عن مدى امكانات هذا المدرب لشغل الموقع الشبابي في هذه الظروف وعن مصير العلاقة بين الجانبين فيما تبقى من الموسم ثم سرعان ما تجلى الشباب الزاخر بالمواهب التي تفرض احترامها على المتابع كائنا ما كانت ميوله! فدخل الفريق بثبات الى عمق منافسات الدوري بالتأهل الى دور الاربعة (المربع الذهبي) ثم انطلق في مسابقة كأس سمو ولي العهد بخطى ثابتة ومستويات رائعة ونتائج قوية,, فكان هذا المشوار نحو القمة بلا رتوش,, مستوى ونتيجة حيث ارتفعت فعالياته الهجومية إلى هدفين في كل لقاء، وذاد دفاعه وحارسه عن شباكه (البيضاء) بامتياز غير مسبوق,, حيث لم يلج المرمى الشبابي طيلة محطات المنافسة اي هدف!,, فأقصى بقوة فريق الاتحاد (بطل الخليج آنذاك) احد ابرز فرق الموسم على الاطلاق وأقصى النصر بجدارة في قمة تألقه حين عادت لصفوفه الحياة بعد ان عذبه البرازيلي الراحل دي سانتوس وعذب بذلك جماهيره ثم توج هذا التألق بالفوز على الزعيم الذي اقصته غيبوبته الفنية الآسيوية المفاجئة في مدينة العين الاماراتية التي لم يفق منها حتى تاريخه,, ليتوج الشباب (باستحقاق قوي ومشرف) فارسا للكأس يفتح مدرجاته لقاعدة جماهيرية جديدة منافسة,, وهذا هو الواقع الجماهيري الجديد على الساحة الرياضية السعودية,.
أوجاع المدربين!
مهما وافقت النتائج فإن المدرب الوطني الكبير خليل الزياني يبقى مدربا متمكنا وذكيا وقادرا على قيادة فريقه للنجاح متى تكاملت بين يديه الشروط الطبيعية لذلك,, وفي مقدمتها وجود الوعي العام بين اللاعبين للالتزام والتنفيذ لان المصلحة واحدة وإلا فهل يحاسب المدرب لحصول لاعبين كبار على بطاقات انذار وابعاد من مباريات حساسة كمباريات الكؤوس والمباريات النهائية؟!, إذا كان هؤلاء يضيعون باهدارهم الفرص خطى فريقهم وبأخطائهم الاخرى يمزقون وحدة الفريق وسمعته, وظروفه المعنوية والفنية على حد سواء لعدم تقديرهم حاجة فريقهم لوجودهم وتقديرهم لما في ذممهم من الامانات فضلا عن حاجة سجلاتهم التاريخية الشخصية لفضائل حسن الخاتمة,, فهل يسع المدرب ان يردم تلك الفجوات ويقوم بدور غيره من هؤلاء اللاعبين ويتجاوز الاخلالات الفنية والنفسية التي تخلفها هذه الممارسات؟,, هو بحاجة إلى ظروف عمل مستقرة,, تسودها الروح الجماعية روح الفريق الواحد وتتضافر فيها الجهود وخاصة من داخل الفريق,, لا ان يجد من يفتح ثغرات مخلة فنيا من هذا الداخل ليحبط اي جهد آخر لادارة الفريق في الملعب ويربك مرحلة التحضير التالية مع ان هؤلاء الذين نشير اليهم هم اللاعبون الكبار الذين لا يمكن تعويض اوارهم بسهولة،ولا الحد من اثار اخطائهم، وانعكاساتها على الفريق وكافة لاعبيه الآخرين.
الخطأ !
الموقف الذي وضع يوسف الثنيان نفسه وفريقه فيه اكثر من مرة غريب، ومؤسف!! والموقف الآخر الذي اختاره سامي الجابر لنفسه في اللقاء الاخير (امام الشباب في نهائي كأس سمو ولي العهد) في وقت حساس ومؤثر اجهض - في بعض الحسابات - آخر الفرص الممكنة في تلك المباراة لادراك الموقف بتحقيق التعادل لصالح الهلال، ومن ثم اهدر الحقن المؤمل لمجهود ضخم سخره النادي وجماهيره من خلفه للفريق طيلة الموسم,, فقد اسهم هذا الموقف بقسط ما (لكنه حاسم) في تبديد جهد هلالي متراكم بلا حدود كان من الممكن (ولا غرابة) ان يتكرر ما حدث العام الماضي عندما عدل سامي الجابر موازين اللقاء الختامي على كأس الدوري في اللحظات الاخيرة امام الشباب ايضا ليوجه فريقه من هناك الى منصة التتويج بطلا للدوري بجدارة,, كان من الممكن ان يفعل الشيء نفسه في نهائي كأس ولي العهد هذا العام لولا خطا غير مبرر لكنه رغم ذلك قابل للتصحيح بالتعويض ولقد احسن الجابر عندما بادر بالاعتذار لاحقا,, بل وقبل خروجه من ارض الملعب حين عاد ليصافح الحكم ممتثلا للقرار بروح اللاعبين الكبار.
اما اعتبار إدارة النادي معالجاتها لموضوع الثنيان والجابر (في هذه المرحلة من المنافسات) شأنا داخليا غير قابل للعرض على صفحات الجرائد فهو نقطة ادارية تربوية سليمة تنم عن وعي مسؤول وهي إشارة إلى ان الادارة الهلالية لا تكابر ولا تتستر على الاخطاء ولا تقر ما حدث وان الجميع امام المصلحة العامة والهلالية خاضع للمساءلة والمجازاة إحسانا وإساءة وهذا دليل وجود خطوات التصحيح الهلالية المناسبة (بصرف النظر عما اتخذه اتحاد الكرة - كجهاز مسؤول - بحقهما في هذا الوقت المؤثر) إذ من الضرورة ان يكون النادي باستقلاليته قادرا من الداخل على اقرار معالجات مناسبة لمثل هذه الحالات.
عملية انتشال !
من الانصاف الا ننسى ما تكون عليه احتمالات النجاح النسبي لاي مدرب مع اي فريق فليس بالضرورة ان يحقق المدرب الاكثر كفاءة (مع فريق ما) النسبة الاعلى من النجاح ولا ان يخفق اخفاقا ذريعا (في هذا الفريق) من هو اقلهم كفاءة!,, بل قد يحدث العكس!!,, فيخسر في الفريق الواحد المدرب الافضل وينجح المفضول!, الامر الذي يفرض في طليعة الحلول قرار التجديد والتغيير بحثا عن الظروف الفنية المثلى مع المدرب الانسب ولا يعد ذلك اساءة لاحد الطرفين لان المسألة مسألة مصلحة عامة فمثلا تجربة الاتحاد الناجحة مع المدرب البلجيكي ديمتري تجربة غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد وهي تؤكد حقائق ثابتة حول قضية نسب النجاح التي نتحدث عنها فديمتري ليس افضل مدرب مر على فرق كرة القدم الاتحادية من حيث الكفاءة الفنية التدريبية حيث لا ننسى على سبيل المثال كرامر الخبير الالماني الناجح في مجاله,, الفاشل في التجربة الاتحادية!,, لكن ديمتري الذي وافق فترة اتحادية ذهبية كان الانجح على الاطلاق لكونه الرجل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب فلا حرج على احد ان يتفقد العروض المتاحة امامه في السوق للعثور على الانسب,, ولا حرج على الهلال ولا على الزياني، ولا اي ناد آخر في بحثه عن المناسب لاستعداداته وتطلعاته، وتطلعات جماهيره خاصة في ظروف ناد كالهلال هذا النادي الكبير الذي يعد خروجه بالمركز الثاني في حسابات جماهيره كبيرة!!,, فكيف يمكن تصور عمل الادارة او المدرب في هذا النادي؟,, يكاد يكون نوعا من العقوبة إلا لمن وفق وامتلك زمام الامور بشجاعة وقدرة, فتساوقت خلاله عمله النتائج والمستويات, والا فان الضغط لا يحتمل! ولا تستطيع الادارة ان تمرر اعذارها لكسب مزيد من الوقت لبقائها او بقاء من تعتمد عليه من المدربين!,, فهذا الاسلوب يصلح في اندية اخرى، وغيرها من الاندية ذات الرجل الواحد أو التي تفوز على منافسيها بنتائج غيرها لكنه بالتأكيد لن يصلح في الهلال!! وعليه كان من الضروري جدا في هذا الظرف التنافسي الحرج بعد مباراة الجمعة الماضية ان تتاح بطريقة او بأخرى حالة انتشال عاجلة (عامة وضرورية) للفريق من تدهور فني ونفسي خطير مرجح ان يؤدي بالفريق لفقد الفرص الاخرى الممكنة بالخروج من منافسة المربع الذهبي في مسابقة الدوري وربما كان ذلك من المباراة الاولى (مباراة الذهاب) امام الاهلي الليلة في جدة فيخسر ما اتيح له من امكانات، وما حقق من نجاحات مرحلية خلال محطات الموسم,, هذا الاجراء الاداري الهلالي بقبول استقالة الزياني او حتى التفاهم معه بشأنها قد يتيح حالة مناسبة لاعادة الاستقرار للفريق وجماهيره التي لا تقبل ان تجد حصيلة موسم كامل تأخذ في التبدد وقد أزف وقت الحصاد حيث سرت في شرايين المنافسين حمى الكؤوس.
هذه الفترة الهلالية ليست سهلة بضغوطها الهائلة، وليست مضمونة لكن التقليد الهلالي المتبع بلا يأس ان يصدر القرار - غالبا كماهو واضح في سيرته الادارية - بعيدا عن الفردية,, حاضرا ومدروسا وعمليا، ومنطقيا، ومرنا، وموقوتا بلا تأخير وهذه من متطلبات نجاح القرار والتهنئة تبقى أخيرا لمن وفقه الله وفاز اما من لم يوفق فعليه ان يبدأ من حيث لا يتنكر لما وقع فيه من اخطاء فيلغي فضيلة الاعتراف بوجودها لتكون الخطوات العملية المقبلة في الطريق الصحيح نحو النجاح المنتظر خاصة وكأس سمو ولي العهد حدث من احداث العام الهجري الماضي ونحن الآن في عام هجري جديد افتتحه السفير الاتحادي بانجاز وطني رياضي تأكيدا وتعميقا لانجازات التفوق السعودية في ميدان كرة القدم الآسيوية.
otaibi-am@hotmail .com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved