Thursday 22nd April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 6 محرم


حب المعرفة يحتاج إلى تنمية
مهارات القراءة,, من يخرجها من سباتها؟

عزيزتي الجزيرة
تعد القراءة في حياة الفرد نافذة تطلعه على الفكر الانساني ، وتمكنه من الاتصال بالثقافات والمعارف الغابرة والمعاصرة.
وتعد القراءة ايضا قوام الشخصية في تكوينها وتميزها وبها تتحدد ميول الانسان واتجاهاته ويكتسب نمواً في تفكيره وعمقا في معارفه.
ولذلك فان القراءة في حياة الطالب وسيلة له في دراسته وطريقاً الى اشباع حاجاته ووسيلة الى تنمية ميوله.
ولو نظرنا نظرة فاحصة لمفهوم القراءة في العصر الحديث لوجدنا انه تطور ليشمل بعدا عميقاً لهذا المفهوم الذي ظل ردحاً من الزمن محصوراً في عملية تحويل الرموز المكتوبة الى رموز منطوقة وفهم المقروء فقط.
اما اليوم فان مفهوم القراءة يجب ان يقوم على ابعاد هي التعرف والنطق والفهم والنقد والموازنة وحل المشكلات.
وبهذا المفهوم يتحدد الدور الفاعل للمعلم في بلورة هذا المفهوم واكساب الطلاب المهارات الرئيسية في تعلم القراءة وقبل ذلك تنمية حب القراءة عند الطلاب لكي يعتادوها وتصبح عادة متأصلة في نفوسهم.
ان حب المعرفة والاطلاع موجودان عند الطالب منذ صغره وعلينا اذاً ان ننمي هذا الحب ونجعل الطلاب يقرؤون ويطالعون ويفكرون ويميزون.
ان دورنا لا يقتصر على جعل الطلاب قارئين فقط وانما دورنا ان نجعلهم مواظبين على القراءة والمطالعة وعندهم القدرة على اقتناء الكتب الجيدة وقراءة كل ماهو مفيد وهادف ولديهم القدرة ايضاً على استخدام اسلوب التفكير العلمي عند القراءة والتعود على طريقة القراءة الناقدة, ولقد سئل فولتير مرة عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجاب الذين يعرفون كيف يقرؤون.
ولهذا فان مهمة المعلم في المدرسة لا تقتصر على تعليم الطالب ما يقرأ بل تعليمه كيف يقرأ ومتى يقرأ وقبلها لماذا يقرأ.
ان الطريقة المملة والتقليدية التي يقع بها بعض المعلمين في تدريس القراءة تجعل من درس القراءة ثقيلاً وحملاً عند الطلاب.
فلا يعني تدريس القراءة قيام المعلم بشرح درس القراءة في بداية الحصة ثم تكليف الطلاب المتميزين بالقراءة المتتابعة ودعوة بقية الطلاب الى المتابعة.
لا يمكن بهذه الطريقة ان تحقق اهداف تعليم القراءة بل اننا بطريقتنا تلك نعلم كل شيء الا القراءة.
ان القراءة لها مهارات ولها انواع واسس علمية تبنى عليها مطلوب من كل معلم الالمام بها وتطبيقها اثناء تعليمه في درس القراءة وبقية فروع اللغة.
ومهارات القراءة عديدة منها الاستماع والسرعة والفهم والطلاقة وهذه هي المهارات الرئيسية اما المهارات الفرعية فمنها الدقة في تعرف الكلمات والسير في ادراك الكلمات من اليمين الى الشمال وتعرف الاشارات والرموز والطريقة الصحيحة في امساك الكتاب والجلسة المناسبة عند القراءة والتفاعل مع القراءة وغيرها من المهارات.
وتنقسم القراءة الى قسمين القراءة الجهرية والقراءة الصامتة ويدخل ضمن هذين النوعين الهدف من القراءة هل هي للاطلاع ام للدرس ام للاستماع ام للتلخيص ام للتذوق ام غير ذلك من الاهداف التي يحددها القارىء.
وجملة القول إن ما يطلب من المعلم الكثير نظراً لسمو هدفه وشرف مهنته وتعليم القراءة تطور وتغير وتطوره ذاك يقود المعلم الى مواكبة هذا التطور حتى يستطيع ان يقدم درس القراءة لطلابه بطريقة حديثة تواكب التطور السريع الذي يشهده العالم اليوم وتتمشى مع المعلم العصري الذي نريد.
* اشارة
قيل للمأمون: ماألذ الاشياء
قال: التنزه في عقول الناس
يعني القراءة في الكتب
محمد بن شديد البشري
مشرف تربوي/ الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved