عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تطالعنا بعض الصحف بين الفينة والفينة بقيام الجهات المسئولة بمعاقبة الشباب لاقترافهم مخالفات، ومن ضمن هذه المخالفات (المعاكسة) او مضايقة النساء في الاسواق العامة او عند مدارس البنات, والمعاكسة ظاهرة غير صحية تبناها بعض الشباب مع الأسف وهم قلة وهي ظاهرة تستحق الدراسة والتمحيص من قبل المسئولين في عدة جهات وليس فقط في وزارة الداخلية, وطبقا لنظرية السببية فإن لهذه الظاهرة اسبابا أظهرتها على وجه المجتمع السعودي وادعو المسئولين في كل من وزارة الداخلية والجهات التعليمية وهيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للبحث عن اسباب هذه الظاهرة وتقصيها والقضاء عليها, اما من ناحية اخرى فأركان هذه الظاهرة او اطرافها اثنان الشاب والفتاة، فالمعاكسة تتم من قبل بعض الشباب للفتيات وقد يحدث العكس الا ان الملاحظ ان نتائج هذه العملية الوخيمة خاصة تقع على الشباب فقط,, وانا هنا لست في موقع المدافع عن الشباب ولكن بما ان كلا الطرفين اشتركا في ظهور هذه الظاهرة، فلماذا يتحمل طرف واحد نتائجها,, بينما الطرف الآخر يكون في موقف المتفرج الشامت؟ ان الاسلام منذ ظهوره قام على اساس المساواة بين الرجل والمرأة في التكاليف وفي الجزاء والعقاب, فالمسلمون نساء ورجالا مطالبون بنفس التكاليف من صلاة وصيام وزكاة وحج، فالله يقول في كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم) فالرجل والمرأة متساويان في الجزاء والعقاب دون تفريق,, ومن هذا المنطلق اقدم للقارىء الكريم عدة تساؤلات راجيا ان تتطابق وجهات النظر عند الاجابة عليها وهي:
- أليس ظهور بعض النساء بعباءة قصيرة او شفافة او كلتيهما مدعاة للمعاكسة,.
- ألم يسبب التقلص الواضح في غطاء الوجه الذي اصبح يكشف اكثر مما يغطي دعوة صريحة للمعاكسة.
- أليس ظهور بعض النساء بملابس باكمام قصيرة او بدون، وبفتحات صدر واسعة دافعا نشطا للشباب للمعاكسة.
- أليس المبالغة في وضع الزينة والعطور الفواحة من مختلف الماركات مدعاة للمعاكسة.
- اخيرا أليس خروج الفتيات للاسواق العامة ذات الغرض المشترك دون محرم مدعاة كذلك للمعاكسة.
الاجابات الواقعية على هذه التساؤلات هي بالايجاب وعلى ضوء الاجابة على هذه التساؤلات نستطيع ان نخرج بنتيجة هي ان (الشباب) ليس هو المسئول الوحيد عن هذه الظاهرة وبناء عليه فليس من العدل تحمله للمسئولية والنتائج وحده، بل على الطرف الاخر ان يشارك في تحمل النتائج وألاّ ينصب العقاب فقط على (الشباب) بل تتحمل الفتاة جزءا من هذا العقاب اذا كانت تظهر بمظهر التبرج وعدم الاحتشام،كالذي ورد في التساؤلات الخمسة,, ثم أليس في اشكال بعض (النساء) في اسواقنا مخالفة تامة,, لقوله تعالى في سورة الاحزاب: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) وقوله تعالى في موضع آخر: (ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها) فلقد بلغت بعض النساء من التبرج درجة جعلتها اكثر تبرجا من تبرج الجاهلية الاولى التي نهى الله نساء المؤمنين عنها بقوله: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)الآية.
ويقول بعض المفسرين ان تبرج الجاهلية الاولى هو ان تظهر المرأة قرط اذنها او ضفيرة شعرها, فأين البعض من مجرد اخراج القرط او الضفيرة, وعليه فعلى كل مسلم يغار على محارم الله ان يعمل بالقضاء على هذه الظاهرة، ومن الاسباب عدم إغفالها عند الحديث عن هذه الظاهرة هو خروج بعض النساء الوافدات سواء كن عربيات او مسلمات او اجنبيات للمحلات العامة بملابس شفافة او قصيرة, او ضيقة فاضحة تكشف اكثر مما تغطي.
والجدير بالذكر ان إلزام هؤلاء (النسوة) بالاحتشام امر ممكن بل وبسيط وذلك بإلزامهن عند القدوم الى (المملكة) للعمل سواء كن مع ازواجهن او مع غيرهم,, بتوقيع تعهد بضرورة الاحتشام عند ارتياد الاماكن العامة.
وقبل الختام هناك شيء يجب ألاّ يغفل وهو ان بعض (النساء) من القادمات، وهن كثيرات ولله الحمد، قد ضربن مثلا اعلى في الاحتشام ولهؤلاء نقدم الشكر الجزيل والدعوة بالاستمرار على ما هن عليه لان الله سيجزيهن خير الجزاء,, وما يدعو للاستغراب هو هذا الاتجاه المعاكس من قبل بعض فتياتنا للتبرج في الوقت الذي نلاحظ (الفتيات) في الدول المجاورة يعدن للحجاب بعد هجر طويل وعلى الرغم من حرية الفتاة في تلك البلدان بالاحتجاب او تركه.
وفي الختام ارجو ان اكون قد تطرقت ولو لجانب صغير من جوانب هذه المشكلة او الظاهرة وارجو كذلك ان اكون قد وفقت لطرحها للقراء بطريقة واضحة ومبسطة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدر ظافر الأسمري
الرياض - حي غرناطة