Thursday 22nd April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 6 محرم


بينما يعتنق الآلاف من الإسبان الإسلام
الكنيسة الكاثوليكية أصبحت معزولة والمسيحية في انحسار مستمر في إسبانيا

*مدريد/ د,ب,أ
يتساءل النقاد عما اذا كانت اوربا الغربية في سبيلها لان تفقد الديانة المسيحية التي حافظت على هويتها لمدة الفي عام.
ومثل هذه الاسئلة تطرح بصورة متزايدة في اسبانيا، وهي واحدة من الحصون المنيعة للرومان الكاثوليك تفقد الكنيسة مكانتها امام العلمانية.
ففي اسبانيا نسبة صغيرة من السكان تعير اهتماما للدين حتى اصبح الناس عامة جاهلين بالتعاليم المسيحية الى الدرجة التي دفعت الكنيسة نفسها الى اصدار تحذيرات صارمة ضد ما تراه ارتدادا عن المسيحية وما تسميه بالوثنية الجديدة .
وكتبت اسبوعية ايبوكا تقول ربما لن تكون اسبانيا دولة ذات غالبية مسيحية في الالفية الثالثة من الميلاد ، مشيرة الى ان نفس الظاهرة تحدث في كافة انحاء اوربا .
ويبدو ان التطور الذي لوحظ حدوثه في شمال اوروبا وصل الى جنوبها ايضاً.
ووفقا لدراسة حديثة فان مانسبته 84,5في المائة من الاسبان لايزالون يعتبرون انفسهم من الكاثوليك، مقابل 94في المائة عام 1993.
ولكن ربع هؤلاء فقط يحضرون الصلوات، وهي حوالي نصف نسبة من كانوا يحرصون على حضور الصلوات منذ عقد مضى التي كانت 47في المائة، وفقا لدراسة اجراها مركز التحقيقات الاجتماعية.
ويقول المنتقدون ان الكنيسة تبدو غير راغبة في نشر الارقام خشية ان تفقد دعم الدولة السنوي الذي يصل الى حوالي 20 مليار بيزيتا (130مليون دولار).
وتعاني الكنيسة من نقص في القسس الذين انخفض عددهم الى 19,000عام 1992، مقارنة بحوالي 26,000عام 1968, ووفقا لما تقوله تقارير صحفية فان النقص في عدد القساوسة وصل الى درجة ان اناسا من غير رجال الدين وراهبات يضطرون لاحياء القداديس في الكثير من الابرشيات.
وقال القس خوسيه مانويل استيبا ان اسس العقيدة تهتز .
ويتنبأ بعض المحللين بان المسيحية الراسخة ستفسح الطريق تدريجيا امام مزيد من الطوائف والعقائد التي يمكن للناس ان ينتقوا منها ما يناسبهم.
وهناك المئات من الطوائف تتراوح بين المورمون وطوائف اخرى صغيرة توجد على الساحة في اسبانيا, كما ان الآلاف من الاسبان اعتنقوا الاسلام وهناك شغف متواصل بالعقائد الاسيوية مثل البوذية.
ويعزو كثير من الاسبان ضعف التدين التقليدي الى التفكير العلمي بينما يلقي آخرون باللوم على كنيسة البلاد الكاثوليكية التي يصفونها بانها مهجورة ويزعمون انها فقدت الصلة بالواقع الاجتماعي.
اما اسبوعية تيمبو فقد اتهمت الكنيسة بانها مؤسسة قمعية تمنع كل المناقشات الداخلية.
اما المدافعون عن الكاثوليكية فيرون ان الكنيسة هي جزء لايتجزأ من الهوية الاسبانية وانه بامكانها ان تصمد امام عواصف القرن الجديد.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved