دينفر - الوكالات
قتل مالا يقل عن 25 من الطلبة والطالبات والمدرسين فيما اصيب مالا يقل عن 18 في مذبحة مروعة في مدرسة ثانوية قام بها طلبة ينتمون لعصابة مدرسية في احدى ضواحي مدينة دينفر امس الاول الثلاثاء.
وتحولت مدرسة كولومبيان في ضاحية ليتلتون الوادعة الى ساحة قتال يخرج منها الطلبة والطالبات وأيديهم مرفوعة فوق رؤوسهم بعد ان اجتاحت قوات الاقتحام الخاصة مبانيها, ورفضت الشرطة حتى السماح بنقل الجثث حتى يتم تمشيط المباني واجراء تحقيق كامل في الحادث.
وقال شهود العيان ان ما بين طالبين إلى ثلاثة طلبة يرتدون معاطف سوداء وأقنعة دخلوا الكافيتريا التابعة للمدرسة قبل الظهر وبدءوا إطلاق النار من اسلحة محمولة باليد وإلقاء عبوات متفجرة واستمرت المذبحة حتى اقتحمت القوات الخاصة المبنى وعثرت طبقا لما ذكرته الشرطة على جثث اثنين من الطلبة المهاجمين في مكتبة المدرسة وقد ماتا على ما يبدو نتيجة لانتحارهما وهما الطالبان اريك هاريس ودايلان كليبولد من طلبة المدرسة.
وقال جون ستون من مكتب شرطة مقاطعة جيفرسون التي تتبعها الضاحية ان المنظر داخل المكتبة كان مريعا , وعندما سئل كيف حدث هذا أجاب فقط بأن ذلك يبدو راجعا لكمية الاسلحة والمتفجرات التي كان يحملها الطلبة المهاجمون وما فعلوه داخل المدرسة, وتم نقل 16 مصابا على الاقل إلى المستشفيات اكثرهم في حالة خطرة فيما عولج مصابان آخران في مكان الحادث وقالت تقارير غير مؤكدة ان عدد القتلى قد يصل إلى ثلاثين.
القبض على ثلاثة مشتبه فيهم
وقالت التقارير التي خرجت من الضاحية التي يقطنها حوالي 35,000 نسمة ان القوات الخاصة كانت ما تزال تقوم بتمشيط المبنى بعد ساعات من بدء اطلاق النار بحثا عن مسلح او مسلحين آخرين من نفس عصابة الطلبة.
ونقلت احدى محطات التلفزيون المحلية عن الطلبة قولهم ان صوت اطلاق النار والصرخات ما زال يسمع في المدرسة وان هناك مخاوف من ان يكون مسلح واحد آخر على الاقل يحتجز رهائن.
ونقلت محطات التلفزيون المحلية صورا لطلبة يخرجون وأيديهم مرفوعة فوق رؤوسهم لينضموا لذويهم بعد ان دخلت قوات الاقتحام الخاصة مباني المدرسة التي يبلغ عدد طلبتها 1800 والتي اصبحت بالفعل تحت الاحكام العرفية.
وألقت الشرطة القبض على ثلاثة من الاشخاص بجوار مبنى المدرسة وقيل انهم أصدقاء لأفراد العصابة وتم اغلاق جميع المدارس في المنطقة خوفا من تسلل مسلحين إليها.
عملية انتحارية
وقال الطلبة الذين نجوا ان المعاطف السوداء هي العلامة المميزة لعصابة معروفة من الطلبة داخل المدرسة معروفة بمواقفها العدائية وغير الاجتماعية، ولكنهم لم يستطيعوا تحديد اي سبب معين للمذبحة التي قالت الشرطة انها تبدو كعملية انتحارية مخططة.
وعثرت الشرطة داخل المدرسة وخارجها على عبوات ناسفة, وقال ديفيس ان العبوات كانت موضوعة بطريقة توحي بأن المراهقين كانا يريدان نسف المبنى بأكمله.
وذكر طلاب في المدرسة ان شخصين على الاقل ملثمين ويرتدي كل منهما معطفا اسود واقيا من المطر دخلا المكتبة والمطعم خلال استراحة الغداء حيث كان حوالي مائتي طالب موجودين.
وأوضحوا ان المهاجمين اللذين كانا يحملان اسلحة خفيفة وقنابل فتحا النار, وقالت طالبة لشبكة تلفزيونية محلية سمعت ضجيجا في الطابق السفلي ثم رأيت الفتيات يجرين وهن يصرخن,, احدهما يحمل سلاحا فاختبأ الجميع تحت الطاولات.
علل اجتماعية
ويبدو ان هذين المراهقين ينتميان الى مجموعة تطلق على نفسها اسم مافيا بالترانشكوت المعطف الواقي من المطر.
وأوضح طالب لشبكة التلفزيون المحلية ان هذه المجموعة تضم عشرين عضوا مهووسين بالموت والعنف ويهاجمون الاقليات وغير البيض والاشخاص الذين يمارسون الرياضة.
وتعتبر المذبحة هي الاخيرة في سلسلة من احداث العنف في المدارس هزت المجتمع الامريكي بأسره ويقول النقاد ان العلل الاجتماعية التي تعاني منها امريكا، اضافة الى قوانين حمل السلاح المتساهلة والحرية الزائدة في المدارس الامريكية، عوامل جوهرية في تلك الظاهرة.