Thursday 22nd April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 6 محرم


نوافذ
حلال الدولة

لقد صنعت الطفرة الاقتصادية التي مرت على هذه المنطقة الكثير من الارصدة الكبيرة والضخمة، والتي بدورها تكون اقتصاداً محليا قويا ومتماسكا أمام الهزات الاقتصادية والمتغيرات العالمية.
لكن بنظرة سريعة عن طبيعة العلاقة بين تلك الارصدة الضخمة الضخمة والبيئة والمجتمع من حولها، فنجد بأنها تفتقد تلك الدائرة التي تمتد من وإلى في متوالية العطاء,فعلى مدى سنين طوال كان الاقتصاد الريعي، يمنح بسخاء ووفرة مما جعل مفهوم (حلال الدولة) ينتشر ويترسخ بين الكثيرين، وهو مفهوم سلبي يخرج الكثيرين من دائرة الاكتراث او الاهتمام بالعطاء (ولو النسبي) لمحيطهم ومجتمعهم.
وما أحاول ان اصل إليه هو ان هذه السنين المتوالية من العطاء، يجب ان يليها سنون من رد الجميل ولو بنسب معقولة.
فمثلا لم لا يحاول اصحاب رؤوس الاموال الضخمة المساهمة بجزء ولو ضئيل لرفع بعض من الالتزامات عن كاهل الدولة؟؟
فمثلا لم لا يتبرع ثري ما بتجهيز غرفة عمليات في مستشفى حكومي يعاني من الاكتظاظ والازدحام؟ لم لا يتبرع احدهم بإنشاء حديقة في الحي الذي يقطنه بدلا من ان يفكر في رفع اسعار قطع الارض الى حدها الاقصى؟؟ لم لا يتبرع احدهم بالصرف على عدد من المقاعد الدراسية في الجامعات، في وقت تكتظ فيه الجامعة بالطلبة.
لا أود ان استرسل فقائمة الاعمال الخيرية طويلة، ،من يطلبها ويرغب فيها فلن يعجزه البحث عنها او ايجاد السبل اليها ولكنها باتت حاجة لا مناص منها ان تتحرك تلك الارصدة الضخمة سواء هنا,, او في الخارج,,؟! لتصنع بعض من شيء لهذا الوطن الام الذي ظل يعطي بسخاء امومي بلا حدود,, بلا مقابل!! وبالتالي كم سيبدو جميلا عندما نطلق اسم ثري معين على حديقة قام بانشائها، او نعلق اسمه بجانب غرفة عمليات قام بتجهيزها او جوار قاعة للعلم قام بتهيئتها لابناء هذا الوطن.
وبات من المحتم ان نعلق آمالنا وطموحاتنا الكبيرة، ونضعها في النصاب الذي يتلاءم مع الظروف الاقتصادية للمرحلة، لنبدأ في خلق علاقة جديدة وجدية مع اقتصاد هذا الوطن,, علاقة تختلف جذريا عن مفهوم (حلال الدولة),,!!؟
* وصلني من معالي وزير التخطيط (عبدالوهاب بن عبدالسلام عطار) مجلدان اصدرتهما وزارة التخطيط تزامنا مع مئوية المملكة, والمجلدان مجهود كبير وجبار اختصر مسيرة التنمية والتخطيط في المملكة.
وكان الاول بعنوان (التنمية في مائة عام) وهو يشمل جميع الانجازات التنموية في المنطقة خلال مائة عام في رصد دقيق وشامل.
أما الثاني فهو بعنوان منجزات خطط التنمية من (1970 - 1998م) حقائق وأرقام.
والمجلدان وافران بالمعلومات الشاملة والمفصلة، بحيث يعتبران مرجعاً ممتازاً لرصد المسيرة التنموية للاكاديميين والبحاثة, وقد أرفق معاليه مع المجلدين رسالة رقيقة بها من الاشادة الامر الكثير والذي اعتز به للغاية، وأجد انه فوق ما استحق.
فله مني وافر الشكر، على مجهود متميز أثرى المكتبة السعودية بكتب كنا نحتاجها لفترة طويلة.
أميمة الخميس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved