* جدة - مريم شرف الدين:
بمشيئة الله سوف ترعى صاحبة السمو الملكي الاميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز آل سعود يوم بعد غد السبت 8 محرم 1420ه الموافق 24 ابريل 1999م في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء المعرض الشخصي الاول للفنانة شادية عالم (اشارات) بصالة روشان للفنون شارع خالد بن الوليد وسوف يحتوي المعرض على لوحة تشكيلية لم يسبق للفنانة عرضها وارادت ان تكون عبارة عن ملامح متبيانة توضح من خلالها مراحل تدرجها التشكيلي خلال ثمانية اعوام منذ بداية انطلاقها حتى الآن.
الفنانة شادية رغم تجربتها القصيرة في عمر الزمن الا انها استطاعت ان تثبت تواجدها كفنانة لها خصوصيتها ولها بصمتها التشكيلية والتي جعلتها تحقق انجازا تشكيليا سعوديا وتحليق هذه البصمة على اجنحة البعض من طائرات الخطوط البريطانية,, شادية ربما منحت احاسيسها للوحة بمصداقية معها, (الفنية) اجرت مع الفنانة شادية عالم هذا اللقاء.
* شادية عالم هذه هي المرة الاولى التي تواجهين فيها جمهورك المتلقي بدون مشاركة آخرين كيف تشعرين من خلال هذا التفرد وهل تختلف مشاعر الفنان في المعرض الجماعي عن الشخصي؟
- وتقول انت ستواجهين جمهور المتلقين سواء كنت ضمن مجموعة او لمفردك سواء اشتركت بلوحة او بعدة لوحات لكن المعرض الجماعي او الثنائي فيه شيء من اختلاط الرؤى الذي يجعل وجود الفرد في حوار مع اعمال غيره فإما ان يتصل هذا الحوار وإما أن ينقطع فيترك الفنان وعمله في وحشة.
في المعرض الفردي اقف ولوحاتي,, روحا واحدة وحوارا واحدا ومتنوعا في ذات اللحظة مع المتلقي, المعرض الجماعي او الثنائي ليست له رهبة المعرض الفردي الا انني في معرضي الفردي الاول لا اقف وحدي فهناك مؤسسة المنصورية تشعرني بالدعم بما لها من رؤية شاملة ونقد متخصصين على درجة من الوعي,, تقف معي وتؤمن بانتاجي مما يدفعني للتفرغ للتحاور مع المتلقي والتأثير والتأثر.
* (اشارات) هو اسم معرضك الحالي,, ما هي الرسالة التي ترغبين ايصالها من خلاله؟ وكم المدة الزمنية التي استغرقتها في الاعداد له؟
- في السابق حقيقة عرضت لوحات متفرقة منذ عام 1991 - 1993 - 1994م ثم واصلت الرسم فتكونت لدي مجموعات لم يسبق عرضها الى ان كانت الفكرة وراء هذا المعرض,, الا وهي التعريف بمجمل انتاجي لمن سمع عن انجازي الذي حققته العام الماضي بتمثيل المملكة على اجنحة بعض طائرات الخطوط البريطانية معرض (اشارات) هو للتواصل مع الجمهور الذي سمع بالانجاز الا ان الفرصة لم تسنح له لرؤية اعمالي التي تأتي في شكل رؤى تنتج عنها مجموعات من 7 - 28 لوحة.
اما عن الاعداد لهذا المعرض فلقد قامت مؤسسة المنصورية باختيار لوحات معينة تمثل بعض المجموعات التي انجزتها من عام 1990 - 1998م وقد امضت مؤسسة المنصورية مدة ستة اشهر في الاعداد والتقييم والتنظيم لهذا المعرض والكتاب المرافق له.
* وهل انت في حاجة لاقامة هذا المعرض ولماذا؟
- بعد معرضين ثنائيين لم اكن متحمسة لعرض مجموعاتي كنت اشارك في معارض جماعية بلوحة او لوحتين من اللوحات الشاردة التي تأتي بين المجموعات لم يكن لدي الوقت ولا الصبر ايضا على الدخول في متاهات الاعداد لمعارض,, واعتقد ان مهمة الفنان الانجاز قبل كل شيء ,, وعدم اضاعة جهوده فيما عدا ذلك.
ولكن مع التسهيلات التي قدمتها مؤسسة المنصورية ونهوضها بالأعباء والمتاعب التي حملتها على عاتقها وذللتها,, كان الاعداد لهذا المعرض مشوقا وثريا,, كان درسا في السعي للكمال في الانجاز واحترام عمل الفنان ووقته وجهده ووضعه في الصورة اللائقة.
المنصورية تعمل بشكل مؤسساتي,, اي لا تترك شيئا للصدفة,, تستعين بذوي الاختصاص في كل خطوة مما يجعل العمل مريحا ويتقدم بثقة ويثري الضالعين فيه.
* اتساءل,, اقامة الفنان لمعرض شخصي ماذا تعني له؟ ايضا لماذا اصبح النسق الواضح لجيل الفنانين الحالي ينحو الى التفكير بشكل مبكر او الاستعجال في اعداد معارضهم الشخصية هذا النسق هل من الممكن ان يخدم الفنان؟
- اقامة الفنان لمعرض شخصي تعني انه يقف على قدميه الاثنتين فقط,, لكن هناك مراحل ومراحل من العرض الفردي تبدأ من الوقوف على قدمين للوقوف على اربع للطيران ,, فالمعرض الشخصي يعني ان هناك جديدا يريد ان يقوله الفنان ويطرحه على المتلقي وكل معرض لابد وان يتقدم عن سابقه والا وجد الفنان نفسه في مأزق.
اي ان معيار العرض الفردي ليس كم اللوحات المتوفرة لدى الفنان,, نوعية تلك اللوحات هل تشكل اضافة لمسيرته خاصة وللحركة التشكيلية عامة؟ والا تحولت المعارض الشخصية لاجترار يستهلك الفنان قبل ان يستهلك المتلقي.
* من خلال متابعتنا لاعمالك,, تلمسنا بأن التراث وانت ملمح واحد قد لا ينفصل احدهما عن الآخر,, ما سر اهتمامك بهذا الموروث الانساني في اعمالك وهل تمكنت فعلا من استغلال مفرداته بالشكل الذي يضمن فعلا المحافظة عليه او ابرازه بالصورة التي توضح قيمته الحقيقية؟
ايضا في تقديرك كيف يمكن للفنان ان يتعامل مع التراث السعودي؟
- كيف يمكن للشجرة ان تغفل جذورها؟ من هذا المنطلق اجدني مرتبطة بما احرزناه من جمال ومكتسب حضاري.
لا اعيد بعثه وانما اعيد توظيفه في مفردة حديثة تتلاءم مع الواقع الذي يشكلني كفرد اي انني لا اتصور نفسي بلا جيناتي الوراثية كذلك لا اتصور اعمالنا معزولة عن جيناتنا الثقافية وبدون ملامحنا الاصلية لن يعود بوسع ابداعنا المنافسة في عالم يدعو للعالمية انطلاقا من الخصوصية المحلية.
* وهل كان لك اسلوب خاص تتعاملين فيه مع اللوحة,, وهذا الاسلوب كيف اصبح بعد حصولك على جائزة الخطوط البريطانية؟
- اتعامل مع اللوحة كحياة اي ان اعيشها بكل تفاصيلها ارفدها بكل مكتسب احرزه,, وهذا ما حصل بعد فوزي بجائزة الخطوط البريطانية وتوظيف تلك الثقة في اعمالي الجديدة,, لا استطيع ان اقول بأنني صرت اشعر بمسؤولية اكبر تجاه اللوحة,, لان علاقتي كانت دائما باللوحة علاقة حب وتكرس اكثر منها مسؤولية.
* الساحة التشكيلية ماذا قدمت لك؟ وماذا كان لها من تأثير ايضا على عطائك التشكيلي؟
- الساحة التشكيلية هي الوسط الذي نتحرك فيه,, ونقف على ارضه سواء كانت وعرة ام ممهدة,, والفنانون في الساحة هم اطراف في ذات القضية الجمالية التي نحاورها,, ونعالجها,, كل من زاويته الشديدة الخصوصية,, اي اننا كلنا في واحد لا احد يستطيع ان ينفصل عن وسطه.
* ماذا استفدت من مشاركاتك الجماعية السابقة؟
- المشاركة في المعارض تعني المؤازرة واحدنا للآخر ولا غنى عنها للفنان.