لماذا يشعر الاحبة من المسؤولين عن الفن التشكيلي بالخوف والتردد تجاه البحث عن الحلقة المفقودة والتي احدثت فجوة تمثلت في ابتعاد العديد من الاسماء المعروفة في الساحة من اصحاب الخبرات والريادة عن المشاركات في المعارض واعني هنا بالمسؤولين رؤساء الاقسام,, في مكاتب الرئاسة او جمعية الثقافة والفنون,, واذا كان هؤلاء (الاحبة) قد وضعوا ايديهم على الجرح فلماذا هذا التباطؤ في علاجه.
لقد وصل بنا الامر الى الافلاس التام من الاعمال التي تستحق العرض وبدت المعارض بشكل باهت وغير مشجع للزيارة لعدم وجود اي فنان يرجى منه تقديم خبرة جديدة او تجربة متميزة.
ويمكن لنا ان نضع بعض التوقعات التي ادت الى هذه الفجوة وفي مقدمتها تلك المعارض الدورية والمقيدة ببرنامج المسابقات وهذا يعني وجود صفة المنافسة,, واذا كان لهذه المسابقات قبول قبل ما يزيد عن العشرين عاما فقد اختلف الوضع في الفترة الاخيرة وهذا بالطبع ناتج عن سوء التحكيم في بعض,,,, اقول بعض - احقاقا للحق مع التحفظ على نسبة هذا البعض مما دفع بالكثير من الفنانين للابتعاد وعدم الدخول في معمعة المنافسة غير المحققة للهدف وغير المنصفة اضافة الى كيفية تنظيم المعارض الجماعية وعدم تخصيص معرض من تلك المعارض للاسماء الرائدة, وهذه المواقف او الاساليب اصبحت عائقا مزمنا اخذت نتائجه تبرز في الاونة الاخيرة فاحالت المعارض التشكيلية الى مواقع جرداء لا تضم سوى محاولات للبدايات واسماء غير مؤثرة او جاذبة للمتذوقين.
قد يقول احد الزملاء في تلك الاقسام كما سمعنا سابقا ان دور مثل هذه المعارض هو تشجيع المواهب ودعم الواعدين فيها - ونحن نضم صوتنا لهؤلاء ولرأيهم هذا ولكن في حدود ضيقة جدا مطالبين ألا يتعدى هذا التشجيع حدود المصلحة الكبرى وهي ابراز الفن التشكيلي السعودي, ومن هنا اطرح مطالبتي بكل صدق عودا على حرصي التام والاتي من حرص الغالبية من الفنانين ووقوفا مع الجهات المسؤولة وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون باعتبارهما الجهتين المسؤولتين مباشرة عن هذا الابداع بأن يعاد ترتيب اوراق تنظيم المعارض ومتابعة مسيرة هذا الفن وتأتي هذه المطالبة انطلاقا من الدور الهام الذي تحرص عليه تلك الجهات فأخذت على عاتقها الدعم بكل معانيه مما دفعنا لنقف معها بالرأي والاقتراح.
فالمسؤولية على اولئك الزملاء كبيرة ونتائج النجاح او عكسه لاقدر الله مناطة بهم,, ولهذا فنحن في حاجة لتطوير التعامل مع معطيات هذا الفن خصوصا في هذه المرحلة التي تضم في جنباتها الكثير من ثمار المراحل السابقة وبقي علينا كيفية التعامل مع هذه الثمار ,, اضافة الى ان واقع الفن السعودي لم يعد في حدود المحلية,, واذا كنا وغيرنا يتابع عطاءات الفنانين التشكيليين من خلال صورة في جريدة او زيارة سنوية لاحد المتاحف او المعارض العالمية فاليوم اصبح الفرد العادي يطلع يوميا على تلك الاعمال عبر الانترنت ويقارنها بما حققه فنان الوطن كما ان اي فرد في العالم اصبح باستطاعته معرفة ما طرأ على هذا الفن من تطور، بمجرد فتح نافذة يطل منها على الفن السعودي والذي نعتز بأن فيه ما يعادل الفنون العالمية وينافسها مع احتفاظه بقيمه ومبادئه - اذاً - فالحاجة ماسة لاضافة معارض جديدة في برامج معارضنا ولتكن متخصصة في التجارب الجديدة وطرح اساليب التقنيات والخامات الناضجة التعامل والمحققة للنتائج الايجابية وليست الاعمال غير المكتملة او المعتمدة على المحاولات غير العائدة الى تجارب سابقة ومعروفة عند معدي المعرض كما يجب حصر الفنانين الرواد والمجددين في عطائهم والمتعاملين مع نتائج خبراتهم واقامة معرض سنوي لهم,, مجرد رأي.
محمد المنيف