Wednesday 21st April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 5 محرم


قصة وأبيات
نومان الحسيني وابن عريعر

*إعداد - ابراهيم اليوسف
الفروسية هي احدى صفات العرب الهامة, والفارس الحقيقي هو الذي يملك صفات الشجاعة والاقدام والقوة والمروءة، ويبتعد عن الغرور، ولايحب ان يتفاخر بافعاله، ويمدح نفسه في المجالس.
ومن الفرسان الذين تنطبق عليهم هذه الصفات نومان الحسيني من قبيلة الظفير، ومن فرسان وقته، ونومان كان ملازماً للشيخ ابن عريعر شيخ بني خالد، إلا ان ابن عريعر عاتبه في احدى المرات عتاباً اعتبره نومان لامبرر له، فترك ذلك العتاب في نفسه اثراً دفع به الى العزلة، والتنحي عن فرسان ابن عريعر، حتى أغار في يوم على ديارهم قوم معادون لهم، فهبوا للدفاع عن ديارهم, وعندما علم بذلك نومان خرج من عزلته، وامتطى صهوة جواده مع كوكبة من فرسان قومه قاصداً ديار المغيرين، فصال معهم وجال حاصداً بسيفه من ظفر به من فرسان اعدائه، حتى تحقق له النصر على اعداء ابن عريعر، واستطاع ان يسترد منهم بعضاً مما سلبوا من دواب، وعاد وفرسانه سالمين الىديارهم، وعندما ذاع النبأ تنازع فرسان قومه وتجادلوا حيث يدعي كل واحد منهم انه هو الذي هزم الاعداء ونومان صامت لمبلغ حزنه، وما يطوي في جوانحه من عتاب، ومر على هذا فترة غير طويلة، حتى بدأت الاجواء تصفو للتصالح، وعندما التقى ابن عريعر بشيوخ من اعدائه ذكروا له الحادثة مشيدين ببطولة فارس لديه، وهم يودون اقامة السباق لمعرفته, ولما أقيم السباق لم يروا من بين الفرسان ذلك الفارس الذي ابهرتهم شجاعته، فبدأ ابن عريعر يتفرس وجوه الموجودين حتى يعرف ايهم الغائب، واستدرك على الفور انه نومان الحسيني، فأتى به واقيم السباق مرة اخرى، فهتف الاعداء بان هذا الصنديد هو الذي انزل بهم الهزيمة، فاستبشر ابن عريعر، وطلب منه ان يتمنى بامنية وهو محقق لها بعون الله، فما كان من نومان الا ان طلب مايؤكد بطولته، ولم يطلب سوى الخيل التي سلبها ليؤكد بطولته بوثيقة موقعة من قومه واعدائه، وكان له ما اراد.
فقال نومان
ياشيخ انا عندي بيوتٍ على الها
افطن لها حيثك للامثال حلال
عيني سهيرة نومها ما دخلها
وقلبي على جمر الغضا له تملمال
بعض العرب ياشيخ مزين خيلها
اصحا ورد الراس في بعض الاحوال
بعض العرب للنايبة ما حملها
ولا كل رجال يعوضك برجال
ثلاث شاياتٍ على غير اهلها
الجوخ والدسمال والثالث الشال
واللي الى جا الخيل عنكم عدلها
هذا من المصفوط ماهو على البال
نفسي زعول وخايفٍ من زعلها
تهوم هومات عريضات وطوال
نفسي الفتى لابدها من جهلها
واخاف ترمي بي على بعض الاحوال
لا اشتدت الشدة تناسا زملها
نبيعها بيع الجلاليب دلال
لاجاك خطو ساعة مابدلها
كم فارس نرميه منها على الجال
يوم الردي لاشاف خوفٍ شقلها
راحت اتقمز به على روس الاقذال

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved