* إعداد - فهد القحطاني
الشاعر الكبير : سعيد بن علي بن كردم آل برمان الحبابي - هذا الشاعر من الشعراء البارزين في الساحة الشعبية حيث يتميز شعره بجزالة اللفظ وسبك المعنى والقافية في اقوى اسلوب مؤثر وهو يغوص في اعماق الشعر المعاصر متمكن من صياغة القصيدة النبطية بأنواعها وقد صدر له ديوانان الاول صدر في عام 1409ه بعنوان : (شعراء من الحباب نظم وجواب) وكان ذلك الديوان مميز في المكتبة الشعبية حيث قدم له الاستاذ الشاعر / معيض بن علي البخيتان مقدمة جيدة اوضح فيها ان هذا الشاعر سيكون له شأن عند متذوقي هذا اللون وان يكون احد الشعراء المعروفين بالمملكة العربية السعودية وذكر البخيتان نسب الشارع المتصل بقبيلته الحباب القحطانية العريقة اما ديوانه الثاني فصدر في عام 1416ه بعنوان ديوان ابن برمان ضمنه القصائد الوطنية والنصائح والمراسلات والغزليات والمرثيات وغيرها وكان مميزاً ايضاً وقدم له الاستاذ الشاعر / خليف بن سعد الخليف وذكر في مقدمته ان هذا الشاعر له شهرة فائقة وشعره ينبع من عاطفة صادقة وهو شاعر قومه ومن اعيانهم والشاعر سعيد بن علي الحبابي من مواليد 1378ه بملحة الحباب الواقعة في عالية تثليث بالمنطقة الجنوبية وله مشاركات في المهرجانات والبرامج الشعبية والصحف والمجلات المحلية والخليجية حيث نشر له بعض المقالات المفيدة والهادفة التي كتبها عن مواضيع عديد وفي هذه الترجمة نقدم بعض المقتطفات من شعره ونرى انه قد نظم اجمل شعره في رجال القيادة الحكيمة ومما قاله في المؤسس الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود يرحمه الله

مرحوم ياجامع شتات البلادي عساك بالجنات مع من نزلها من بعد ما كلاً على الجهل غادي وحدتها وانزاح عنها جهلها كانوا تحت ضرب القنا والزنادي واللي يبي له ديرة ما وصلها ثم واصل اوقاته صباح وهجادي حتى جمع شمل الجزيرة واهلها

وقال ايضا في احدى قصائده الوطنية

حكم عبدالعزيز بحد سيفه خذى حكمة بيمناه الشطيره تخلّص حكم جده واستعاده تقدم ثم جهل خصمه نحيره اخو نوره شجاع مايهاب لامنه سل سيفه من جفيره تتقوا منه صلفين الرجال لامنها جاتهم جيشه مغيره بشير الخير في عهده ينادي وسرّ الناس علماً جابشيره تصافوا عقب ماصفّى كدرها وهم عدوان واشرارٍ شريره بعد ذاك التفرق والعداوه ولا تأمن عشيره من عشيره جمع شمل الجميع وعانه الله وطوّعها وهي صعبة عسيره وبعد منها رحل ساروا عياله على منهاج ممشاه ومسيره

وقال من قصيدة وطنية اخرى

تحيةٍ باسم الحباب اقحطاني لك ياملكنا من صميم القلوبي ونعاهد الله من قديم الزماني ان الفهد عند الجميع امحبوبي وخوانه اعضوده ونعم الاخواني اسود غاب يعطبون الضروبي ولي عهده كامل بالمعاني وافي الخصايل من جميع السلوبي

ومما قال الشاعر / سعيد أبيات من قصيدة في سمو ولي العهد الأمير / عبدالله بن عبدالعزيز

سلامي عدد ماهل من بارق الصيفي على سيدي والي عهد حاكم الدولة عسى الله يجيره من شرور المتاليفي عسى منه بيبان الخطر دوم مقفوله بعيد النظر كامل جميع التواصيفي طلبنا الله ما نفقد وجوده ولازوله

وقال أيضا من قصيدة اجتماعية

قال الحبابي يوم غنا بالأمثال اختار من الأمثال قافٍ بدايه والشعر له في داخل القلب منزال أحب نظمه واتنقاء إعذابه ليت الشعر ماينظمه غير عقال حتى يعيش وهو عزيز جنابه يبقاء على معناه وبيوته اجزال مايظلمه خاطي غشيمٍ عدابه بعض القصائد زينة وتشرح البال من سمعها من الناس نالت عجابه وأما بعضها فيه نقصٍ وخوجال وزنه ضعيف وينقده من قرابه أشعار كنها تطعن الشعر بسلال من اللي بلا شعر النبط وابتلابه شعره تعرّض نقد وعتاب وجدال لاينصح ولايميّز جوابه

وقال في النصائح والارشاد والتوجيه عدداً من القصائد نذكر نماذج منها

أنصحك يا اللي غافل في حياتك إعلم ترى الأيام عجلٍ مدارها الأيام لو تصفي فلاهي بدايمه لابد تنظر بالعيون انكدارها ولا تخلّي واحدٍ ما تزوره تاتيه وتزوره وتكّد مزارها لأول تقفي به والآخر تجيبه لو طوّلت منه فهو بانتظارها كم غافل منها وجاته بغفله واللي تريده تأخذه باختيارها العمر له مده قصيره وينتهي راحت نفوس ما استمرت عمارها عليك بالتقوى وطاعة ربّك تنجا مع الناجين يوم انحشارها

وكما قال في وصف الدنيا وما لها من خداع وزيف وهو ينصح الذين يغترون بها ويوصيهم بالصبر عليها

اصبر على الدنيا لياجاك خذ فها اصبر ولا الله خيّب الصابرينا يوقله اللي ذاق مراً وحالي جرّب وشاف وفاده امجربينا من عاش بالدنيا وجرّب مداها جرّب مرور اشهورها والسنينا درى إنها دنياً غرورٍ دنيه أيامها تلفي بزين وشينا كم واحدٍ ايامها ما صفتله ولاصفت لأسلافنا لولينا خسران ياللي ماتحّسب حسابها ما تدري انا كنا راحلينا بعد الصبا مصيرنا الشيب والفنا ياتي حصاد ارواحنا مادرينا

وقال في النصح

انا بنصح المستنصح اللي يريد النصح نصيحة لمن يبغى النصايح نصحت بها نصيحة لمن هرجه وراء الناس شتم وقدح يحاسب ضميره قبل ربّه يحاسبها نصيحه المنهو يبغي اجر وجميل ومدح يودي لامانه والفرايض يقوم ابها

وقال في احد اصدقائه هذا المقطع من قصيدة طويلة

الرسالة سلّموها صديقي والعميل عارفٍ مضمون خطّي ويدري بمعاه فَز مثل الحر الاشقر عسى عمره طويل يوم جيته ماتعذّر وهرجي مانساه بلّغوه أجمل سلامي مع الشكر الجزيل عد من قد حج بالبيت وأطّاف بحماه عد ما هلّت مزون المطر وبلٍ هميل بارقٍ نشا خياله وغيّم في سماه جعل يسلم من تجمل وعادته الجميل عادته كسب الوفا والردي جعله فداه امدح الطيب وجالي على مدحه دليل لازم أمدح راعي الطيب وابين ثناه ليا نصيت القوم جنب عن الرجل الذليل وانص من فيه الشجاعة ويعجب من نخاه من وصايف ميزته مانقل قولٍ وقيل طول وقته ماتشكا قريبه من خطاه

وله في الغزل عدد من القصائد الرائعة منها

ربيعي وصيفي واختياري ومقصودي وشفي وغاية قلبي زياره الغالي حبيبٍ نحبه بدت الناس وبزودي أنا حالفٍ مافيه غيره على بالي لطيف الحشا ترف القدم ناعم العودي وخده كما برقٍ سرى له تشعمالي عيونه من الله كحلها دايمٍ سودي وساعٍ مناعيس هدبها له إظلالي جديله كثيفٍ فوق الامتان مرجودي يشابه لذيل اكحيلةٍ تحت خيالي

وله أيضاً

كواني وهيضني على نظمي القصيد سمي الحبيب اللي مع الناس يدعابه سقى عالية تثليث بالوصف والتحديد مخالٍ حقوقٍ تالي الليل نشابه سقى دار محبوبٍ غلاه القديم يزيد شفوقٍ عليه وبري حالي من اسبابه حدتني ظروف الوقت عنه وصرت ابعيد مقاسيم ربي والمقاسيم غصابه رماني بسهم العين ماضيع التسديد دخلت الخطر منه ومن جور مضرابه