شوف الحبيّب عليّ عسري ماشفت زوله ولاجانا |
** لاشيء كان يشغل بال الناس,, مثل قضية الماء رغم كل تبعات الحياة والانفراطات الامنية والمعيشية,, والنزاعات الشرسة التي تشتعل فجأة,, كان الماء هو الهم الأكبر,, بل لابد أن يكون كذلك,, خاصة في ارض كجزيرة العرب بتفاصيلها العطشى!!
كان الرواة او السقاة في مجتمع البادية تحديداً هم خيرة الفرسان,, ذلك لأن المهمة التي يقومون بها,, هي في النهاية جزء من الجانب الفروسي,, خاصة في ظل احتمالية نشوب الكثير من النزاعات حول موارد المياه القليلة والعكرة بالطين, ورغم ان الاستخدامات ما كانت تتجاوز كثيراً,, السقيا للناس والحلال ومغتسل لايتجاوز البلل إلا ان المعاناة مع هذا كانت اكبر من الاحتمال, وكثيراً ما تدخل الماء في تحديد حركة واتجاهات الناس وحلهم وترحالهم فضلاً عن خلافاتهم,, وفي المشهدية الأكثر قرباً كان السقاة ينعمون بدخل ثابت لايمكن تهديده,, او التعرض له والى ماقبل قيام شبكات المياه,, ظل هؤلاء جزءاً من الشكل العام لصيانة المدينة والقرية عل حد سواء, اما الآن فقد يبدو من الصعب جداً التقاط صورة السقا,, في ظل امواج المياه العذبة التي استولدتها الحضارة من ملوحة مياه البحر.
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء