عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
تحية لالجزيرة لسان حال المجتمع العزيز وتحية للكاتب الاستاذ عبدالرحمن السدحان على ما كتبه تحت عنوان (انفاس رمادية).
وان كنت اخشى ان المجتمع قد تجاوز اللون الرمادي لا سمح الله,, واتساءل وانا من مجتمع صغير يقال كثيرا فيه (ان مجتمع القرية مايزال افضل من مجتمع المدينة) ومع انني لا اؤكد هذه المقولة ولا انفيها الا ان ما أراه في مجتمعي يعمق خشيتي,.
واعود للتساؤل المباشر,, الى اين يدفعك بعض ابنائك وهم كثر ايها المجتمع المسلم,, الى اين؟
لماذا نعادي من يقول كلمة حق ولا نقف مع من يفعل الخير؟ ولمصلحة من تحور الكلمة الى عكس معناها والفعل الى ضده؟ وهل الفرحة الغامرة بمصيبة الآخرين من شيم مجتمعنا المسلم؟ ماالذي اصاب مجتمعنا بالتفكك واللامبالاة,,!
سؤال لا اريد اجابة مكررة وهي حتما ليست الفضائيات وليست الانترنت وليس لاننا على مشارف القرن الواحد والعشرين!! نعم فالسؤال لازال قائما وتحديد اجابته ليس بالسهولة المتوقعة.
لقد اصبحنا لا نساعد من نجده على الطريق مهما كان حجم المساعدة ولا نسعف من نجده في حادث على الطرق الطويلة مهما كانت اصابته ولا نبلغ عما نراه ايا كانت خطورته على بلادنا ولا نوصل السائر على قدميه مهما كان وضعه ولا ننصح من جاءنا مستنصحا مهما كانت حاجته ولا نكتب استدعاء لغير القادر على الكتابة مهما كانت حالته هل وصل بنا الامر الى ان يطلب منا ذلك,, او نجبر عليه؟ هل الخوف من المساءلة اهم من اسعاف مصاب وانقاذ حياة وحماية وطن او من اعطاء نصيحة او مساعدة او اعطاء منقطع شربة ماء؟
هل الخوف هذا والقلق على النفس او المنصب اصبحا اهم من النخوة والشهامة وقبلهما التعاليم الاسلامية.
واعود لا تساءل في اتجاه آخر: هل هذا هو عصر اللامخلصين؟
وهل اصبح الاخلاص تهمة؟
لقد اصبحت ظاهرة ان يقال للمخلص لن ينفعك اخلاصك الكل يدعوك للاهمال والاهتمام بمشاريعك الخاصة بأغنامك,.
والكل يلومك على مساعدة الآخرين والمحتاجين فهل انقلبت الموازين وتغيرت المفاهيم؟
اصبحنا نسمع وبكثرة (لا تعمل خير,, شر ما يجيك) هل هذا هو عصر (اللهم نفسي) ونغلق على انفسنا الف باب.
هل تشمون بعض رائحة ذلك العصر الذي يصدق فيه الكاذب ويؤتمن الخائن؟
ماذا بقي لمجتمعنا من روابط يفتخر بها؟
ما الذي سنقوله لابنائنا هل نكتفي بالقول (كان اباؤنا واجدادنا رجالا يسارعون للخير وينصرون الحق ويتسابقون للمعروف,, قلوبهم صافية نقية).
الا يستغرب الابناء ويتساءلون (وماذا انتم عليه فلا يكفي ان يكون آباؤكم خيرين واجدادكم حصفاء).
ان الدين الحنيف يأمر بإيتاء ذي القربى وبصلة الرحم وبالجار وبابن السبيل وان تعامل الناس كما تحب ان يعاملوك,, ويأمر بمساعدة المحتاج للمساعدة واغاثة الملهوف السنا مؤمنين نستحق ان نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا او كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى).
ما بالنا نقدم النفاق على كلمة الحق؟ ونحتفي بالوشاية دون البحث عن الحقيقة؟
الى اين يسير بمجتمعنا هؤلاء؟
لماذا يسيئون لهذا ويمكرون لذاك؟ الا يعلمون ان الله سبحانه يقول وقوله الحق: (ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله).
ويقول (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
حمى الله مجتمعنا من امثال هؤلاء وحفظنا بالاسلام واعادنا الى جادة الصواب.
محمد العليان
القريات