عزيزتي الجزيرة,.
يوم يمضي ويوم يأتي,, سنة تموت وسنة تدب فيها الحياة، وزمن يتوقف برهة وآخر يأتي ويرحل بسرعة, فالحياة شروق وغروب, الحياة لقاء وفراق كالزمن تماما ذكريات ونسيان, آمال ومآسي تتجدد وتتكرر وترحل ولا يبقى لدينا شيء سوى أنفاس تذهب وتعود وفي النهاية تموت ونحن نتعلم ونعيش, وفي آخر المطاف لا حول لنا ولاقوة ندرك حقيقة أمرنا وهو يوم الرحيل مهما طالت بنا أيام العمر, لكن علينا ان نرحل ونموت ونحن راضون عن أنفسنا, والآخرون راضون عنا، وأن نأخذ من السنة الماضية العبرة والعظة، وأن تكون السنة الجديدة اشراقة فجرجديد واستيقاظ ضمائرنا من سبات عميق, نودع الأحزان ونغسل قلوبنا بالخير والاحسان، وبالتفاؤل بالسنة الجديدة ونملأ أنفسنا بالأنوار وندفن مآسينا في الأعماق، ونروي قلوبنا بالأمل ونضحك من أعماق اعماقنا ولا نحزن على عام مضى، فالفلك يدور في دوراته ويأتي بعام جديد.
فالسنة الجديدة عبارة عن جرد سنوي نحاسب فيه أنفسنا في وقفة قصيرة ماذا عملنا؟، وماذا قدمنا؟ وماذا بقي علينا؟، وماذا حققنا؟ وكيف قضينا أيامنا؟ وكيف نبدأ العام الجديد؟, نعم علينا ان نراجع أنفسنا فأيامنا محدودة وأنفاسنا معدودة ومحسوبة علينا, وأن نبدأ العام الجديد بالصفاء والنجاح مع الأصدقاء والعامة, وأن نكون صادقين مع أنفسنا أولا ثم مع الآخرين, وأن نجعل في السنة الجديدة فرصة جميلة وكبيرة نضيف فيها لأنفسنا الشيء الكثير, وأن نستفيد من السنة الجديدة في تحقيق أعمالنا وآمالنا وطموحاتنا, ونجعل من أيامنا احساسنا بالآخرين واحساس الآخرين بنا, فالحياة لا تحتمل ان نعيشها في حزن ونكد وحقد وحسد وكراهية, بل نملأ أيامنا الجديدة بالمودة والصداقة.
ونملأ قلوبنا القاسية بالأمل والمحبة, وان نعيش يومنا وننسى الماضي فقد ذهب ولن يعود أبدا ونفتح قلوبنا لكل صادق محب أمين.
والله من وراء القصد والسلام.
ناصر بن عبدالله الناصر
الكلية التقنية ببريدة