عجيب أمر بعض الناس حينما يطلبون المشورة والرأي بعد أن يقوموا بعمل ربما يعلمون عواقبه أو لا يعلمون ولكنهم يدركون بلاشك أنه مجازفة برزقهم ورزق أبنائهم واستقرار حياتهم التي يعرضونها للضياع في حقيبة الأحلام الوهمية,, وعجيب أمر بعض الناس الذين يظنون أن الكاتب أو الكاتبة يستطيعان حل مشاكلهم بعد أن اصبحت تلك المشاكل في الدائرة المغلقة التي أدخلوا أنفسهم إليها,, وهكذا أرى حال ذلك الأخ الفاضل الذي كتب يطلب مني حلا شخصيا أو واسطة لدى الآخرين لحل مشكلته وانقاذه بعد ان أضاع أمواله في مجازفات تجارية كبيرة أكبر من حجمه المالي,, يقول الأخ الكريم في رسالته أنه كان تاجرا وفير الرزق ولكنه كان يسعى لمزيد من الكسب الذي أدى به الى صفقات تجارية كبيرة أودت بثروته وفشل فيها حتى اضطر الى بيع بيته الذي يسكن فيه مع زوجته وأبنائه وهو الآن مدين بمليون ريال لا يعلم كيف يسددها بعد أن خسر كل شيء حتى بيته ويطلب مني ذلك الأخ أن أحل مشكلته بأية صورة أراها وأستطيعها,, والحقيقة أن مثل هذه الأمور ليس في وسعي حلها ولا أعتقد ان أي كاتب آخر يستطيع ذلك,, يقول ايضا ان له من الأبناء عشرة ولا يدري كيف يوفر لهم السكن بعد ضياع المنزل الذي كان يأويهم ولا كيف يوفر الطعام بعد أن أصبح مفلسا.
وأنا حين كتبت مشكلته التي أرى أنها كانت نتيجة للجشع الذي يصيب الانسان وللتفكير بدون تدبير في وضع كل ما يملك في مهب الرياح فيصبح في هذا الوضع الذي لا يحسد عليه,, لا أضع له حلا ولكني فقط أردت أن أجعلها عبرة لكل من يقرؤها فالانسان الذي لا يعيش حسب امكانياته ويجازف بصفقات من صنع أحلامه ربما تؤدي به الى مصير مثل مصير هذا الرجل,, حقيقة أن الطموح شيء جميل ولكن ذلك الطموح الذي لا يضع الانسان فيه كل ثروته ويضع منزله رهينة للبيع ويسير وراء أحلام ربما لا تتحقق,, نعم للتجارة في حدود الامكانيات وفي حدود القدرات المالية التي يستطيع فيها الانسان العمل بدون الوصول الى وضع كل ما له في سلة واحدة تضيع في غمرة الأطماع,, ولكن هل يعتبر الانسان؟ ان الانسان للأسف دائما لا يتعظ بمآسي غيره أو تجربة سواه ولا يتعلم إلا من تجربته,,.
***
الموظفة والهاتف
القطاعات النسائية العاملة أتمنى ان يحصلن على دورات تدريبية قبل تسلم العمل ومباشرة الوظيفة.
ان ما رأيته في مطار الملك خالد الدولي في الرياض في القاعة الداخلية الخاصة بالسيدات جعلني أشعر بالدهشة,,
كان فيه موظفتان احداهما موظفة الأمن التي معها هاتف جوال والأخرى موظفة الخدمة وهي التي تتحدث بالهاتف الخاص بالقاعة وتجلس باسترخاء غير آبهة بالقادمات والمسافرات ودخلت بعض المسافرات والقادمات ولم تتحرك ويبدو لي أنها كانت تتحدث مع احدى صديقاتها,, والحقيقة أنني تحدثت معهما بعد أن رأيت عدم اكتراثهما لهذا الوضع الذي هما فيه والذي لا يجب أن يكون,, فأغلقت الموظفة الهاتف ونظرت إلي برهبة وارتباك,, ولكني أعلم أن ذلك الوضع سوف يتكرر وأود أن ألفت نظر المسؤولين في مطار الملك خالد للاهتمام بارشاد موظفات المطار إلى كيفية التعامل مع المسافرات والقادمات وأنهن ملتزمات بدوام وعمل يجب ان يقمن به,, فهن لم يأتين للتحدث بالهاتف طوال الوقت وكأن لا عمل لهن سوى ذلك.
***
من مفكرتي الخاصة
إذا لم تستطع الحصول على ما تريد فتمتع بما تستطيع الحصول عليه,.
***
مرفأ
فجأة نشعر أن الصدق في الأحلام كذب للحقيقة
والذي يحفر في الليل دروبا,.
ضل تحت الشمس في الليل طريقه
الشاعر المرحوم محمد الجيار
سلطانة السديري