** جلست في صالة انتظار مستشفى,, وتعلمت في الآونة الأخيرة من كثر شوقي للقراءة أن أحمل كتاباً اعيش معه لحظات مسروقة من فم الزمان,, وتعمدت ان احمل كتاباً ظريفاً لعله يرسم ابتسامة في وسط جفوة غير مخطط لها صارت تكبر بيننا وبين الضحك.
والجزء من هذا الكتاب يتحدث عن اتجاهات الادباء مع النساء,, وكان يضرب مثالاً بتوفيق الحكيم وكيف كان يشترط ان يكون اختياره لزوجة المستقبل التي تشاركه رحلة الحياة ان تجيد طهي صينية البطاطس باللحم .
لقد كنت اتوقع ان تكون زوجته قارئة نهمة لإبداعه تحفظ كلماته عن ظهر قلب وتؤمن بآرائه بقناعة تامة,.
وكنت أحسب بتفاؤل ان توفيقاً سيختبر زوجته في براعة الكتابة والتذوق للأساليب الفنية والادراك لمفاهيم وابعاد الفنون الأدبية, كنت ممعنة في التفاؤل كعادتي.
لكن - صينية بطاطس باللحم,,!! كبيرة عليك يا استاذ توفيق!! وهل كانت الصينية يوماً من الصعوبة بمكان!!
وما الذي يجعل اديباً يقيم شرطاً متضاداً مع المتوقع ممن هو مثله!.
كل ذلك طرق رأسي بلا شك,.
واذا ما كان عمّنا توفيق الحكيم يرى ذلك، إذن فما هو حال الرجال الآخرين,, هل يقدّرون زوجاتهم,.
بقدر اجتهادهن في طهي الصينية أو غيرها من الأطباق التي يفضلون,,؟!.
** ومع أنني ومن خلال مشاهدات عدة ادرك ان كثيرا من النساء يزعجن ازواجهن بحجم مصروفات مقادير الطبخات التي تصنف تحت المعجنات وصواني الحلا والتي يفضلها النساء غالباً في مجتمعنا وينصرف عنها الرجال الى ما هو أدسم وأقل كلفة، تلك التي لا ينازعها أحد الكبسة بكل حواشيها واساليب التفنن المحلي فيها.
الا أننا لا نستطيع ان نقول ان الرجل السعودي يعوّل كثيراً على حكاية الطبخ تلك أديباً كان او غير أديب,, لكنه بلا شك وبعد ان يتزوج يريد من زوجته ان تجيد ما لا يقل عن خمسة عشر صنفاً متنوعاً وهي الحد الأدنى لكون المرأة قادرة على استضافة اهله واصدقائه.
** وإن أردتم الحق فلن يكون للمنزل اي ذائقة اذا لم تتعطر أرجاؤه بروائح او حرائق طهي الزوجة,, المهم ان تعبىء القدور وتدخل المطبخ وتكسر صحناً وتغسل آخر,, فالايام ستقوّم اعوجاجها وستجعل منها زوجة بمرتبة تعلو بكثير صينية البطاطس باللحم.
التي قبل أن أنسى ,, نسيها توفيق الحكيم تماماً حين قرر الاقتران بزوجته ولم يعد يذكر لا لحماً ولا بطاطس!!.