* القاهرة وكالات
تبدأ اجتماعات مجلس الوزراء العرب المعنيين بشئون الكهرباء اليوم الاربعاء بالجامعة العريبة في وقت اصبحت فيه شبكات الربط الكهربائي احدى معطيات التغييرات الاقتصادية العالمية وضرورة لدول الوطن العربي,, فشبكة الربط الكهربائي العربية الموحدة خيارا للدول العربية لا مناص من تحقيقه قبل ان تفرض عليهم تكتلات اشمل وباسعار مضاعفة.
ويشير المتخصصون الى انه منذ عام 93م الذي شهد انعقاد المؤتمر التأسيسي لمجلس الوزراء العرب المعنيين بالكهرباء والطاقة والذي بدأ اول دوراته عام 95م برعاية الجامعة العربية بدأت مشروعات ربط الشبكات الكهربائية العربية تتحول الى واقع فعلي من خلال عدد من القرارات التي نصت على البدء في دراسة وتنفيذ مشروعات الربط الكهربائي وتبادل الخبرات والتدريب في مجال الكهرباء وجمع وتسهيل تبادل المعلومات المتعلقة بقطاعات الكهرباء بل وايضا توحيد المصطلحات والمواصفات القياسية المتعلقة بالكهرباء في جميع انحاء الوطن العربي.
وفي استجابة سريعة بدأ مجلس التعاون الخليجي عمل دراسات متخصصة لتنفيذ شبكة كهربائية موحدة تربط بين الكويت والسعودية والبحرين وقطر كمرحلة اولى وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة كمرحلة ثانية وتم رصد نحو 6 مليارات دولار لتنفيذ المشروع.
كما اعد مجلس الاتحاد المغاربي دراسات مماثلة لربط شبكات كهرباء تونس والجزائر والمغرب لتكتمل بذلك الاضلاع المؤهلة لوجود شبكة كهربائية عربية واحدة تمتد من المحيط الى الخليج.
وفي دراسة خاصة للصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي اكد المتخصصون ان شبكة الربط الكهربائي بين الخليج العربي يدعم وجودها مجموعة من الخصائص من حيث المنظومة الكهربائية في هذه الدول التي تعتمد في مجملها على الطاقة الحرارية ووجود عدد كبير من الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة الكهربائية وتشابه وحدات الانتاج الكهربائي بها من ناحية الحجم والنوع واعتمادها على ترددات نمطية بالنسبة لخطوط وشبكات النقل الكهربائي وهو ما يسهل كثيرا اقامة شبكة الربط الكهربائي بين هذه الدول.
واكد عدد من خبراء الطاقة العرب ان الدول العربية مهيأة بصورة افضل من غيرها لتنفيذ مشروعات الربط الكهربائي الشامل وتحقيق الاستفادة القصوى من هذه المشروعات بحيث لا يقتصر على اقامة شبكات الربط الثنائية بين دولتين او حتى على الدول المجاورة لكن ان يؤخذ المشروع في اطار شامل لهذه المشروعات خاصة وان التقنيات التكنولوجية الحديثة بددت ما كان يتردد في الماضي من صعوبة تحقيق الربط المهربائي بين المشرق والمغرب العربيين.
وتلعب مصر دورا حيويا في تحقيق الربط بين جناحي الشبكة الكهربائية العربية في المغرب والجزيرة العربيين من خلال كابل كهربائي يمر بالبحر المتوسط ويربط الشبكة العربية بالشبكة الاوروبية.
وقد بدأ العمل الفعلي في مشروع الشبكة العربية الكهربائية الموحدة تمهيدا لربطها بالشبكة الاوروبية بداية من ربط المشرق العربي الذي يبدأ من القاهرة مرورا بعمان ودمشق وحلب وينتهي في مدينة اسطنبول التركية والثانية ربط المغرب العربي من القاهرة الى طرابلس وتونس والمغرب والمرحلة الثالثة ربط دول الخليج العربي والذي يبدأ من السعودية ويشمل كل دول الخليج ما عدا العراق التي سيتم ربطها بتركيا وبعد استكمال المراحل الثلاث يتم ربط الشبكة كلها بالشبكة الاوروبية عن طريق تركيا والمغرب.
وتدرك الدول الاوروبية وهيئات التمويل العالمية جيدا ان ربط الشبكة العربية الكهربائية الموحدة بالشبكة الاوروبية سيحقق فائدة مزدوجة للدول العربية والاوروبية على حد سواء وهذا ما جعل بنك الاستثمار الاوروبي يوافق على تقديم 35 مليون دولار لتمويل مرحلة الربط بين تركيا والدول العربية.
ومن المقرر ان يبحث الاجتماع الذي يعقد غدا ويستمر لمدة يومين التحديات المستقبلية للطاقة في الدول العربية واحتياجات التنمية فيها والاستثمارات التي تتطلبها مشروعات الطاقة بما يؤدي الى تحقيق الاهداف المرجوة وهي ان تصل الطاقة الكلية المولدة في الاقطار العربية الى نحو خمسمائة مليار كيلووات/ ساعة عام 2000م والتي كانت في عام 93 مائتي مليار كيلووات/ ساعة وهذه الاهداف يمكن ان تتحقق بتضافر الجهود لتلبية هذه الاحتياجات لرفع مستوى شعوب المنطقة.
وتأتي ضرورة التنسيق بين المنظومات الكهربائية في الدول العربي حتى لا تذوب الكيانات العربية في اي ربط كهربائي اشمل بحيث يكون للعرب ميزة تفاوضية فعالة في مجال تحديد الاسعار والاسس التي سيتم بموجبها تبادل الطاقة والقدرة على تحقيق مكاسب متوازنة.
وسيؤدي وجود شبكة كهربائية موحدة الى توحيد المواصفات الاساسية للمعدات الكهربائية كما يؤدي ربط الشبكات العربية الى افساح المجال امام القطاع الخاص من مختلف الدول العربية للمشاركة في مشروعات مشتركة لتوليد الطاقة وادارتها وبيعها للشبكات العربية المرتبطة.
وفي اطار الجهود العربية المستمرة في هذا المجال تمت في منتصف مارس الماضي المرحلة الاولى بين مصر والاردن بطاقة 1300 ميجاوات وسترتفع الى ثلاث الاف وخمسمائة ميجاوات بعد ان يتم ربط بقية الدول وتتواصل الجهود العربية في هذا المجال خلال الاجتماع القادم.