* كتب - عبدالكريم الجاسر
توج فريق الشباب نفسه بطلا لكاس سمو ولي العهد وتشرف لاعبوه بتسلم الكأس الذهبية من راعي المباراة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بعد مباراة كبيرة قدمها نجوم الشباب تفوقوا خلالها على الهلال أداء ومستوى واعدادا,, تألق الشبابيون بالأمس وانتزعوا كأس سمو ولي العهد بهدف النجم القادم عبدالله الشيحان الذي جاء في الدقيقة 24 من الشوط الأول رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بالفريق قبل المباراة ووضعته في موقف لا يحسد عليه,, غير ان الشبابيين ادارة ولاعبين قدموا النموذج الأمثل للعمل والتخطيط والمتابعة ليقطفوا ثمرة ذلك بطولة غالية وفريقا ذهبيا شابا يستحق الاحترام.
قدم المدرب الشبابي بالأمس درسا مجانيا للهلال والهلاليين بتقديم مصلحة الفريق على الأسماء والنجوم,, فأبقى النجوم الكبار والأسماء الرنانة في الاحتياط معطيا الفرصة للعناصر الجاهزة والقادرة على الدفاع عن الفريق والتضحية وسط الميدان لتظهر الروح الشبابية العالية ويترجمها نجوم الفريق أداء رائعا وانجازا مستحقا لفريق المستقبل الشبابي.
كسب الشباب بالأمس لأنه الأفضل طوال الموسم,, فهو وصيف كأس الاتحاد ووصيف بطل العرب وبطل كأس ولي العهد الجديد,, كسب الشباب لأن لديه ادارة واعية مخلصة لديها الغيرة والحماس على ناديها لتقوم بغربلة كاملة للفريق وتقدم هؤلاء النجوم الشبان الذين منحوا جماهيرهم الكأس الثمين.
ظهر الشباب بأداء فني رائع وقدم لاعبوه كرة حديثة سريعة بلمسة واحدة وجمالية مبهرة,, فخلخلوا الهلال ووصلوا لمرماه مرة واحدة وأهدروا العديد من الفرص,, تفوقوا في الشوط الأول بتكتيك واضح اختار له مدربه من يستطيع من لاعبيه تنفيذه ونجح في ذلك,, حيث اعتمد على تكثيف خط الوسط واغلاق جميع المنافذ المؤدية لمرماه مع عدم اعطاء مساحة شاغرة للاعبي الهلال للتحرك من خلالها وفرض رقابة فردية صارمة على مهاجمي الهلال مع الاعتماد على الهجمات السريعة المرتدة حيث ترك الحرية للشيحان والعتيبي للتنقل في المساحات الشاغرة في مناطق الهلال الخلفية يدعمهما ظهيرا الجنب وأحد لاعبي الوسط وغالبا ما يكون الخثران.
وفاجأ البرازيلي فرانسيسكو الهلاليين بهذا التشكيل وطريقة اللعب حين أبعد اللاعبين المعروفين الذين توقع المدرب الهلالي اشراكهم وفاجأة بعناصر شابة نشطة لعبت بحماس كبير وأداء قتالي فاستحقت التهنئة ومعها الكأس الغالي.
الهلال بالأمس خسر كل شيء,, خسر الأخلاق والروح الرياضية,, خسر المستوى والهزيمة بشرف وخسر البطولة الثالثة على التوالي وسط ضياع اداري وفوضى فنية بعثرت أوراق الهلال وأسلحة تفوقه.
لقد نخر التسيب والاهمال والغياب في جسد الهلال ليظهر منهزما هزيلا خذل جماهيره ومحبيه ولم يحمل في لقائه من الهلال سوى شعاره,, فالهلال هذا الموسم هو شبح الهلال زعيم الكرة السعودية,, والسبب ادارته ومدربه المفلس وسلبية أعضاء شرفه,.
خسر الهلال بالأمس وقدم واحدة من أسوأ مبارياته,, ولم يستطع لاعبوه ونجومه الذين احتفلوا بالكأس وأعلنوا حصولهم عليه قبل المباراة لم يستطيعوا تهديد مرمى الشباب بكرة واحدة فقط,, وقدموا أداء مخجلا هزيلا وكرة لا تعرف من كرة الهلال شيئا.
كما كان متوقعا وعند الشدائد تظهر الحاجة للمدرب القدير ويظهر الفارق بين فريق يعد ويتدرب جيدا طوال الموسم وبين فريق اعتمد على الاجتهادات والعشوائية والمجاملات والفوضى طوال الموسم لتأتي النتيجة في النهائي عادلة ومستحقة,, فقد فاز الشباب بنجومه وقدم مباراة فاقت امكاناته وكسب بعناصره الشبابة احترام الجميع وتهنئتهم وهو يتوج بطلا مستحقا.
المباراة
بدأ الفريقان بتغييرات عديدة شهدتها تشكيلة الفريقين حسب آخر مبارياتهما,, فالهلال قام مدربه باجراء أربعة تغييرات دفعة واحدة هزت الفريق وأفقدته تجانسه وانسجامه الذي ظهر في مباراته الأخيرة,, فضلا عن أن اللاعبين الأربعة وهم يوسف الثنيان وابوثنين ونواف التمياط والنزهان كانوا بعيدين جدا عن مستوياتهم المعهودة وغير جاهزين فنيا ولذلك ظهر أداء الفريق الهلالي طوال الشوط الأول متهالكا وبطيئا من دون أي انسجام أو تجانس, قابله تفوق واضح للفريق الشبابي من الناحيتين الفنية والبدنية,,
فالسيد فرانسيسكو دخل اللقاء بأفضل اللاعبين الجاهزين لديه بدنيا,, وأبعد الأسماء المعروفة وكبار السن ليقدم فريقا شابا نشطا قدم شوطا مثيرا كان يمكن ان ينتهي بأكثر من الهدف الوحيد الذي أحرزه الرائع عبدالله الشيحان,, فلعب الشباب في ملعبه بشكل منظم وقوي مع فرض رقابة صارمة على لاعبي الهلال وعدم اعطائهم ساحات فارغة يتحركون بها,, ومن ثم تمرير كرة سريعة خاطفة بين مدافعي الهلال لاستغلال سرعة الشيحان والفراغات الكبيرة التي ظهرت في خط الظهر الهلالي.
منذ بداية المباراة كان الشباب هو الأكثر استحواذا على الكرة ولعب بأسلوب وتكتيك واضح ولياقة عالية واصرار قوي على الفوز,, فلعب لاعبوه تمريرات سريعة جدا ودقيقة اربكت الفريق الهلالي بأكمله وشكل المدرب البرازيلي للشباب حزام وسط قوي امام هجمات الهلال الفردية وضيق الخناق عليها في منتصف الملعب,, وجاء الهبوط الجماعي في أداء خط الوسط الهلالي ليعطي الشباب أفضلية أكبر في اللعب بحرية وتمرير الكرة كما يريد وفي المنطقة التي يريدها دون أي مقاومة للاعبي الهلال,, وهو ما جعل مرمى العتيبي يتعرض لأكثر من هجمة خطرة بواسطة الشيحان والعتيبي وصديق,, وفرضت المنهجية الشبابية أسلوب الشباب وطابعه على الشوط الأول بأكمله رغم الاجتهادات الهلالية الفردية واللعب غير المنظم وحيثما اتفق وهو ما جعل المرمى الشبابي بعيدا عن الخطر الحقيقي لعدم وجود أداء فعال منظم ومدروس, ورغم حصول الهلال على أكثر من ست ضربات ركينة لكنها لم تستثمر كما يجب وجاء تنفيذها بشكل عشوائي.
خط وسط الشباب وتقارب خطوط الفريق ولاعبيه جعلت الجميع يلعبون بحرية وسهولة ليشكل الشيحان والعتيبي والخثران خطرا دائما ومع كل كرة تصل للملعب الهلالي,, ولذلك كان الشباب الأقرب للتسجيل الذي حدث بالفعل.
د24 هدف شبابي أول
فبعد هجمة هلالية أثمرت عن ضربة ركنية تنفذ ويبعدها الدفاع الشبابي سريعة لتجد العتيبي الذي لم يتوان في تمريرها سريعة للشيحان وفي غفلة من الدفاع ينفرد بالمرمى الذي خرج حارسه دون تركيز لتتجاوزه الكرة ويتابعها الشيحان في المرمى هدفا شبابيا أول عكس الفارق بين اداء الفريقين وسط الميدان.
بعد ذلك حاول الهلال عن طريق الدوخي مع خروج سامي للجناح الأيمن في محاولة لتحويل الكرات أمام المرمى الشبابي لكن التنفيذ الهلالي كان بطيئا وسيئا ونجح الدفاع الشبابي في التعامل مع هذه الكرات وتحويلها هجمات سريعة وخطرة على مرمى الهلال,, ووسط محاولات الهلال المستمرة كان الفريق الشبابي يؤدي باتقان ودقة افقدت الهلال ولاعبيه أداءهم المعهود,, ورغم وضوح أداء الشباب وتحركات مهاجميه إلا ان المدرب الهلالي ومدافعيه لم يفرضوا أي رقابة عليهم مما جعل المباراة تبدو مفتوحة من جانب واحد هو الهلال وسهولة وصول الهجمات الشبابية لمنطقته,, حيث كان فيصل ابوثنين ضيف شرف في المباراة ولم يكن له أي دور يذكر في الوسط بل ان منطقته اصبحت ثغرة واضحة في الوسط الهلالي المتباعد عن بعضه البعض.
على أي حال سار الشوط الأول على وتيرة واحدة أداء شبابي فعال وسريع ومنظم وفق تكتيك واضح,, وضياع هلالي وسط محاولات اجتهادية تفتقد للتنظيم والتكتيك والتحركات الواضحة ولذلك كان طبيعيا ان ينتهي الشوط الأول بتقدم الشباب بهدف الشيحان الوحيد.
الشوط الثاني