Sunday 18th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 2 محرم


كلمات في الأفق
براءة الزياني
عبدالعزيز الهدلق

يخطىء اي هلالي لو حمّل المدرب الوطني خليل الزياني اي مسؤولية في الخسارة التي تعرض لها الفريق الازرق في المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد.
فأبو ابراهيم بريء تماماً من تلك الخسارة ولا يتحمل ادنى مسؤولية, رغم التخبط في وضع التشكيل الذي بدأ به الفريق المباراة, كما انه من الظلم والتجني على ابي ابراهيم لوصفنا الطريقة والخطة والتكتيك الذي لعب به الهلال المباراة النهائية بأنه سيىء ويفتقد لأي فكر او منطق كروي, لاننا نلصق به تهمة لم يفعلها فالهلال اصلاً لم يلعب بأي تكتيك او خطة او طريقة فقد كان ضائعاً تائهاً بلا هوية او شخصية ولم يكن له اي حضور فني خلال المباراة.
والسبب في اننا يجب الا نحمّل الزياني اي مسؤولية والتأكيد على انه بريء مما تعرض له الفريق من خسارة مؤلمة وفقد لبطولة غالية ان ابا ابراهيم حُمّل مسؤولية ومهمة تفوق طاقته وقدرته ومن هنا يجب علينا ان ننظر له على انه ضحية وليس متهماً ونحمله مسؤولية ما حصل, مثلما اللاعبين ضحايا ايضا وكذلك كل الجماهير الهلالية التي تجرعت مرارة تلك الخسارة وتجرعت معها الحسرة وهي ترى فريقها (الزعيم) وقد فقد هيبته واصبح مطمعاً و(ملطشة) لكل فريق واي فريق.
لم يكن ما حدث للهلال امام الشباب سقوطاً مفاجئاً بل كان سقوطاً متوقعاً منذ زمن وتم التحذير منه في حينه لان مقدماته واعراضه ظاهرة وواضحة جداً, فلقد (كتبت هنا) وكتب وتحدث غيري كثيرا عن سوء الاوضاع الفنية والادارية التي يعيشها الفريق وتم التحذير من المصير الذي ينتظره ابتداء من خسارة (العين) الشهيرة, وللأسف قوبلت كل تلك التحذيرات باللامبالاة , بل والاستهجان والغضب والتشكيك في أصحابها ووصفهم بالمغرضين.
فرغم ان الكفاءة التدريبية للجهاز الفني معروفة بالتواضع التام في قدراتها قبل استلامها زمام الاشراف على الفريق الا ان الادارة يبدو انها لم تكن تعلم بذلك (وعدم القدرة على التقييم الفني الصحيح مشكلة ادارية كبرى),, وجاءت مرحلة تصفيات العين الاسيوية وكشفت (المستور) التدريبي تماماً واتضح لكل ذي فهم كروي سليم تواضع قدرات الجهاز الفني لكن ذلك لم يتضح للادارة مع الأسف!! وتم التحذير من مغبة الاستمرار في ظل هذه الاوضاع التدريبية المتواضعة,, كما تم التحذير من حالة الفوضى في التدريبات والتسيب بين اللاعبين والتي عجزت الادارة التنفيذية عن السيطرة عليها بل وكانت حالة اللاانضباط في صفوف الفريق تزداد وتستفحل فاللاعبون اصبحوا هم الذين يقررون متى يتدربون ومتى يتغيبون!!.
بل والأدهى والأمر من ذلك انهم صاروا يحددون المباريات التي يرغبون ان يلعبوها والتي لا يرغبون ان يلعبوها!!.
فعندما تساءل الاعلام والجماهير الهلالية عن سبب سفر هداف الفريق المفاجىء في عز المنافسات قيل لهم ان ذلك تم بموافقة الادارة وبشكل مدروس,,!! وعندما تم الالحاح في التساؤل التأكيد بأن ذلك خطأ كبير وفادح جاءت الاجابة,, نحن ابخص!!.
ولم تكن هده حالة التسيب الوحيدة فقد سبقها ولحقها العديد والعديد من الحالات ومن ابرزها ذلك الغياب الجماعي للاعبين بعد اجازة عيد الاضحى المبارك.
وكان اللاعب يتغيب بالاسبوع والاسبوعين ثم يجد نفسه فجأة في القائمة الاساسية لأول مباراة,, وليس هناك ادارة تحاسب اللاعب على الغياب او تحاسب المدرب على هذه الأفاعيل العجيبة.
وقد انسحبت حالة اللاانضباط والفلتان التي يمارسها اللاعبون في التدريبات الى المباريات فاصبح عادياً ان تجد لاعباً يرفع صوته على زميله او يشوح يديه في وجهه (وكأنهم في دوري حواري) واصبح عادياً ان ينال الكابتن كارتاً احمر في احدى المباريات الهامة والحساسة ثم يتبعه الهداف في مباراة اكثر اهمية وحساسية وكل تلك الفوضى التي تحدث في المباريات او التدريبات سببها عدم شعور اللاعبين بأنهم مراقبون ومحاسبون على افعالهم بل على العكس يجدون من يبرر لهم تلك الافعال ويدافع عن تصرفاتهم وفلتانهم.
واذا اردنا ان نعرف كيف وصل الفريق الهلالي الى هذه الحالة المتردية من الفوضى واللاانضباط يجب ان نعود بالذاكرة الى الموسم الماضي والموسم الذي قبله ونتعرف على الاسباب التي دعت الادارة الى عدم اعادة الكابتن صالح النعيمة الى موقعه كمدير للفريق وإلى الاسباب التي دعت الادارة الى عدم التجديد للمدرب الناجح ايلي بلاتشي.
وكلها اسباب متشابهة بل تكاد تكون سببا واحدا وهو ان كلا من (النعيمة وبلاتشي) حريصان على الانضباط بالدرجة الاولى ويرفضان الفوضى والتسيب في التدريبات والمباريات ولان هناك فئة (مقربة) ازعجها ذلك الانضباط والانتظام فقد حققت لها الادارة رغبتها فلم يعد الاداري (الصارم) الى موقعه ولم يستمر المدرب القوي في عمله ويكفي ان نرى البدلاء لنتعرف على حجم (الانقلاب) الفني والاداري الذي تعرض له الفريق الهلالي ما بين الموسمين الماضيين والموسم الحالي.
ومن هنا يجب على الجماهير الهلالية الا تتوقع تغييراً فنياً او انضباطياً في فريقها خلال المباريات الثلاث المتبقية له في الموسم والتي ستبدأ اولاها يوم الخميس القادم بملاقاة الاهلي في مباراة الذهاب للمربع الذهبي لان مباراة الشباب الماضية على نهائي الكأس لم تكن حالة استثنائية للهلال بل كانت استمرارا لوضع سيىء قائم منذ بدء الموسم ولم يتم تغييره او تداركه لذلك سيبقى خلال المباريات الثلاث القادمة.
***
* الهلال بحاجة الى تغيير اداري وتدريبي بالاضافة الى غربلة شاملة وجريئة لعناصر الفريق.
* التعامل الاداري الذي وجده الفريق الهلالي الشاب الذي حقق بطولة ابها الدولية وهزم الأهليين (السعودي والمصري) بكامل نجومهما الدوليين,, هو الذي قاد الهلال الى هذه النهاية السيئة مع ختام الموسم, فذلك الفريق بنجومه الصغار الواعدين قوبل بجحود ونكران وتهميش غريب.
والسبب ان بين صفوفه شبابا سيأخذون مواقعهم بكل قوة في الفريق الاول وسيزيحون بعض العناصر (المقربة) وغير الفاعلة والتي ابعد المدير السابق والمدرب السابق واللاعب الاجنبي السابق بسببها.
* كيف يلعب ابو ثنين في نهائي الكأس بعد غياب طويل,, وكيف يلعب التمياط وهو العائد من اصابة,, وكيف يعود النزهان لموقع الظهير الايسر فجأة ليتخذه لاعبو الشباب معبراً لمرمى الهلال كما اتخذه لاعبو الاستقلال الايراني في العين؟!.
* لماذا لم يلعب الموينع الى جانب العويران لكي يعود الى مركز قلب الدفاع عند خروج ليتانا (المتوقع في اي لحظة) بدلاً من ان يخسر الهلال تغييرين دفعة واحدة من اجل دخول بشار عبد الله,,؟! وكان اضعف الاجراءات اثناء المباراة يحتم عودة ابو ثنين مكان ليتانا بدلاً من خسارة تغيير وادخار التغيير الثالث لتعزيز الهجوم,,؟!.
* مرة اخرى واخيرة اقول واؤكد ان المدرب الوطني خليل الزياني ضحية وليس مسؤولا.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
حوار
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved