الأسبوع الماضي كان لافتاً للنظر بالنسبة الى السعوديين, فالخطاب السامي الذي القاه صاحب السمو الملكي الأمير (عبد الله بن عبد العزيز) ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني المفدى لم يكن خطاباً عادياً, اذ اكد سموه فيه على ثوابت الوطن والتي اهمها كما قال سموه المصير المشترك والهدف المشترك, ثم جاءت الفقرة المهمة والتي تناول فيها سموه (المرأة السعودية) وضرورة معاضدتها والوفاء بحقوقها واعطائها الميزات التي هي من صلب تكوينها, وقال سموه (ان النساء شقائق الرجال) وهو بهذا يرد على الحملات المأجورة حول المرأة السعودية, ومنها من وصل به التدني في الحوار الى وصفها ب(سجينة الجدران) او الذراع المبتورة, متناسين مروجو الحملات ان المرأة السعودية هي اما: ام كبيرة للعائلة, ينفذ حكمها على كبار وصغار العائلة، بحب واجلال للسنين التي قضتها مع زوجها على الحلوة والمرة ولم يحدث ان انفصل زوجان بسبب ظروف المعيشة, واما بنت تذرع ردهات الجامعة, وتقضي نهارها في المختبرات أو في مكتبة الجامعة,، او معلمة (تكد) على ابويها واخوتها وتعلم زهرات الوطن الكتابة والقراءة مفتاحهن الى العالم الرحب الفسيح, او ممرضة (وهي المهنة التي تحظى بتقدير الناس جميعا .
وأذكر انني سئلت يوماً عن نظرتي الخاصة لقيادة المرأة للسيارة, فأجبت بكل امانة وصدق: ان تعليم المرأة اهم كثيراً من قيادتها للسيارة, فالأخيرة اذا ثبت انها ضرورية فلا اظن ان الحكومة العزيزة ستهمل شأنها, ومن الأشياء التي تدحض حملات المسعورين: ان المرأة في السعودية تتمتع بحقوق المواطن الكاملة, فهي تستطيع الاستفادة من كل الخدمات التي تقدم للرجل باسمها, كما ان للزوجة حقوقاً لا يستطيع الزوج التفريط بها والا حق لها اقامة دعوى عليه لدى القاضي بصفتها الشخصية.
وعندما ننتبه الى جزئية صغيرة تتمثل في انه عندما تكون هناك حملات امنية او مرورية لا يقف السائق الذي معه امرأة كغيره, وهذا تقدير من السلطة التنفيذية للمرأة ما بعده تقدير, ويدل على ان تعامل المجتمع مع المرأة هو منتهى الاحترام لرقتها ومواقفها, ولو كانت حبيسة الجدران فلماذا نقرأ لمبدعات طاولن قامات الرجال التي كانت خرافية! وتفوقن ابداعاً ومشاركة في المتن والهامش الثقافيين، ولدينا نساء هنا يمارسن اشكال التجارة اليومية والبسيطة كتجارة الخضار التي من رزقها اعرف نساء يفتحن بيوتاً.
لم تمر المرأة لدينا بفترات تحولات وأنظمة, فظل الطابع الاسلامي المنفتح المتسامح هو طابع المرأة السعودية، بعكس ما يحدث في بلدان اخرى تضطر المرأة الى اعلان توبتها في الصحف وشرائط الفيديو وتتخذ عودتها شكلاً استعراضياً حتى في اللباس (الاسلامي)! في نظرهن! مع مبالغة هي طابع الذي تكون الثوابت بالنسبة اليه دائماً محل أخذ وردومقارنة وردود فعل وتسرع في اتخاذ القرار, وربما النكوص.
ان بعض المظاهر التي تصاحب (احتفالات الزواج) هي الشيء الرديء في القضية, فلو تم القضاء عليها لأصبحت المرأة في عز توهجها, وهناك امور اخرى ولكنها كلها لا تنتقص من الحق الطيب الموفور الذي تأخذه نساؤنا (شقائق الرجال) كما قال ولي العهد المفدى.
الشيء اللافت الآخر وان كنت سأشير اليه بسرعة فقد وصلت الى السطور الأخيرة في الزاوية هوزيارة سمو وزير الخارجية لطهران, والتحضير لزيارة السيد محمد خاتمي للمملكة, فان كل تقارب بين الدولتين الاسلاميتين القويتين هو في صالح الأمة الإسلامية والعربية ايضاً, والمملكة حين تفتح صدرها لكل الرياح فانما لتثبت انها دولة تحترم الحوار وتنبذ العنف مهما كانت مبرراته.
فلتكن اسابيعك ايام رفاه,, يا وطن!.
|