تحت عنوان ولكل سكود باتريوت طرحت قبل مدة تفسيراً بديلاً للمرض النفسي فهو يفسر القلق والخوف والحزن والاكتئاب على انها طاقات سلبية تختزن في النفس والجسد فتجعل الانسان عليلا خائفا متوجسا ومستعدا دائما للاستجابة للمواقف اليومية بطريقة خاطئة تلبك علاقته بالآخرين وتعقد المشاكل البسيطة.
وقد قدمت في وقتها علاجا ذاتيا لتخليص اجسادنا من هذه الطاقة,, ولا أزال حتى الآن استلم استجابات القراء التي أذهلتني لكثرتها والتي تطلب الي اعطاء المزيد من العلاج حيث كما يقول الاخ الذي اسمى نفسه ابوعبدالله ارجوك الا تكتبي في اي شيء ثان غير العلاج لاننا في امس الحاجة اليه .
سوف افعل يا ابا عبدالله، علما بأنني توقفت منتظرة استلام ردود فعل القراء لكي أختبر مدى قدرتي على التواصل مع القارئ في ايصال الفكرة العلاجية,, وها انا اعاود الكتابة في العلاج مستنيرة بالاستفسارات التي وصلتني والتي تختصرها تساؤلات الاخت الجوهرة من القصيم حيث تقول: لدي اخ في الاربعين من عمره يعاني من الاكتئاب المزمن ويستخدم العلاج الدوائي منذ خمسة عشر عاما,, وقد ساعده الاسترخاء بالتنفس الذي قدمته في امان الخائفين حيث صار يتحسن مزاجه كثيرا بعد التنفس الامر الذي افرحنا كثيرا,, ولكنني اريد ان اسألك: هل يستطيع ان يعيد التنفس اكثر من مرتين في اليوم دون ضرر عليه؟ واريد منك ان تتعمقي في هذا الاسترخاء والعلاج طبعا يستطيع ان يعيده على قدر ما يستطيع بل كلما اطال فيه كلما رفع من كفاءة العلاج.
ولمن لم يتابعني فهذا الاسترخاء يقوم على نقل الوعي الى الجسد أثناء التنفس,, اي تركز تفكيرك على جسدك وتتابع نفسك صعودا ونزولا مع إهمال اي فكرة تخطر على بالك,, لا تكافحها ولا تستمع اليها.
واستجابة للجوهرة فسوف أتعمق قليلا في ايضاح استرخاء التنفس:
والمقصود هو ما يسمى بالتنفس البطني تنفس بعمق يندفع معه الحجاب الحاجز الى نحو الاسفل فينتفخ البطن,, ولكي تحس ذلك ضع يدك على بطنك وانت تتنفس لكي تحس بارتفاعها وانخفاضها وليس هناك اي خطر او مضاعفات من ممارسة هذا النوع من التنفس كما توقعت يا الجوهرة الا اذا كان الانسان يعاني من الربو او من ضيق التنفس اصلا,, فالتنفس البطني هو التنفس الاصل لانك لو لاحظت طفلا حديث الولادة لوجدت بطنه يرتفع وينخفض مع تنفسه, ذلك لأنه لم يعرف بعد القلق الذي يقصر النفس,, اي ان الطفل يولد وهو يمارس التنفس الصحي,, الا انه للاسف سوف ينسى هذا التنفس الذي يروي الجسد بسبب قلق الحياة فيصير تنفسه سريعا وقصيرا لا يكاد يصل الى قلبه,, ولذا فكما ترين يا الجوهرة انا لا انادي الا بالعودة الى الاصل اي التنفس الاصل وهذا لا يضر بل العكس وعلينا ان نقوم بهذا التنفس العميق طوال اليوم.
اما اثناء جلسة العلاج الذاتي فالمطلوب منك:
ان تركز تفكيرك فقط على حركة الهواء في جسدك,, وتحس وانت تدخل النفس الى جسدك بأنك ترسل الشهيق الى اجزاء جسدك والى دمك لكي ينقيه,, اما اثناء عملية الزفير فتحس مع كل زفرة وكأنك تخرج التعب والقهر والشك من جسدك جزءا جزءا, وتستطيع ان تتابع جسدك - كما اسلفت - جزءا جزءا,, في البداية تحس بأنك تسحب النفس من قدميك بعد ان ينظفهما، ثم من كعبيك ثم من سيقانك، وهكذا حتى تفرغ جسدك ومخك من التوتر وتستطيع ان تخصص عدة أنفاس لا نفساً واحداً لكل جزء حسب رغبتك,, وجرب ان تكثر من فترة التنفس الذي ترسله الى المخ حين تصل اليه لأن ذلك ينقيه ويقوي مناعته ضد الافكار غير المبهجة ويبعث فيه النشاط والسعادة والراحة,, خصوصا مع التكرار.
اي باختصار عليك ان تعيد هذا التمرين على قدر ما تريد وتستطيع, وعلى الاقل مرتين في اليوم,.
اما التنفس البطني عامة فعليك ان تتقنه كعادة تمارسها دائما.
وسأنتظر اسبوعا لكي تتقن وتسيطر على الاسترخاء عن طريق التنفس لأنني في الاسبوع القادم سوف ابني عليه خطوة أعمق,.
د, هناء المطلق