* لقاء : روضة الجيزاني
الطلاق أبغض الحلال عند الله والى نفوس عباده الصالحين ومع الأسف فان حالات الطلاق في مجتمعنا في ازدياد موحش.
والحقيقة ان الطلاق مصيبة يتحمل وزرها كل من يسعى اليه, وحتى وان كان بناء على رغبة أحد الطرفين فالطلاق عالم مجهول في التوقعات يغلفه القلق والحيرة وعدم الاتزان والاكتئاب احيانا.
وفي هذ اللقاء السريع نقدم بعض النصائح الهامة والفورية لكل مطلق ومطلقة خاصة اذا كان بينهم اطفال.
يقول الدكتور منذر البدري استشاري الطب النفسي بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة الرياض عن موضوع الطلاق يجب إعادة النظر بين الطرفين لمصلحة الأطفال, وذلك بحسن التواصل مع الطرف الآخر, ومهما كان الشعور بالخيبة والكراهية فان على كل طرف ألا يقطع الصلة مطلقا وينظر للطرف الآخر بعين النظرة الإنسانية لأن العلاقة قائمة طالما ان هناك اطفالا, وألا يستغل الأطفال لمصلحة اي طرف منهما او ابتزاز الطرفين لبعض, فيصبح الأطفال شماعة اخطاء والديهم, ووضع مصلحتهم بالمقدمة.
ويواصل الدكتور البدري قائلا:
يجب الا يتردد كل من الطرفين الاتصال بالطبيب النفسي وذلك لأخذ النصيحة الطبية حيث ان الطلاق كحدث ضاغط في الحياة يؤدي الى اضطرابات جسمية ونفسية واجتماعية.
كما يجب الحذر من الاغراق بالعمل والإبداع هروبا في مواجهة واقع الطلاق المرير، وان تكون النظرة شمولية فانت فرد في المجتمع ولديك الكثير لتعطيه ولن يستطيع شريك حياتك السابق ان يحمل لك نواقصك وعليك القيام بكل مسؤولياتك تجاه نفسك, واجه الحياة الجديدة بمفردك بعد اعتمادك على الله سبحانه وتعالى وبأساليب جديدة للتعامل مع الواقع الجديد ولا تبك على ما مضى, ولا تكن إنسانا مثاليا وتظهر كالضحية وما عليك إلا الصمود امام هذا الواقع الذي لا شك يؤثر على جميع نواحي الحياة بلا استثناء.
تحدث مع صديق مخلص لك ولا تنس ان تكون صادقا وصريحا فان مجرد الحديث يخفف الضيق النفسي,, اذن احرص على علاقتك بأصدقائك وأحبابك.
ويحذر البدري من الاندفاع في علاقة جديدة مهما كانت مغرية وكان احتياجك لها ضروريا حتى لا تصنع فشلا جديدا لحياتك يزيد في تعاستك وخيبة املك.
ومن الافضل ان تتروى وان تنظم حياتك الجديدة وان تبقى قليلا بعيدا عن أي ارتباطات خاصة لأن العلاقة الجديدة يجب ان يتاح لها الجو المناسب لتنمو بهدوء ولا تنس ان الطلاق كغيره من الشدائد التي تقع في حياتنا هي في النهاية تضيف الى سعة قدرتنا على مواجهة الصعوبات وتعطينا المفتاح لحل كثير من المعضلات, وبالتالي نصبح أكثر قدرة وأكثر نضوجا وأكثر تفهما وتقديرا للأمور.