في نهاية شهر ديسمبر من كل عام ميلادي يحتفل النصارى بعيدين أحدهما عيد ميلاد المسيح عليه السلام الذي يوافق عند الكاثوليك يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر، والعيد الثاني عيد رأس السنة الميلادية أو ما يعرف اصطلاحا برأس السنة الميلادية، حيث يشاركهم الاحتفال به معظم دول العالم بما فيها بعض الدول العربية والاسلامية التي تعتبره عيداً رسميا تعطل فيه الدوائر الرسمية وغير الرسمية.
وقاس بعض المسلمين المتأخرين الحال على ما يجري حولهم من اتخاذ لرأس السنة الميلادية عيداً وعطلة فجعلوا من رأس السنة الهجرية عيدا وعطلة ابتدعوها من عند انفسهم او لنقل من غير تحفظ اتباعا وتقليدا لمنهج النصارى في اتخاذ راس السنة الميلادية عيداً، نسأل الله الهداية للجميع.
أما استخدام التقويم الهجري للتاريخ فقد انقسم الناس بشأنه في هذا العصر إلى مذاهب: فمنهم من يستخدم هذا التقويم فقط لتاريخ المناسبات الدينية، ومنهم من يستخدمه باستمرار ولكن بشكل ثانوي إلى جانب التقويم الشمسي القريقوري (الميلادي)، ومنهم من يستخدمه بشكل رئيسي في جل الاحوال والظروف كما هو الحال في هذا البلد المحفوظ بإذن الله.
وربما يفهم كثير من الناس ان الهجرة كانت في بداية شهر محرم، ولكن الحقيقة انها كانت في شهر ربيع الاول الذي يوافق سبتمبر من عام 622 ميلادية، فقد ورد في كتب السيرة انه صلى الله عليه وسلم وصل إلى قباء في الثاني (وقيل الثاني عشر) من شهر ربيع الاول, والمعلوم ان الطريق بين مكة والمدينة لايستغرق اكثر من عشر ليال للمسافر على ظهور الابل.
اما عن بداية التاريخ بالتقويم الهجري فيروى ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة امر بالتاريخ، وكانوا يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه صلى الله عليه وسلم إلى ان تمت السنة, وفي روايات أخر ذكر ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من امر بالتاريخ في الاسلام، حيث تذكر بعض تلك الروايات ان أبا موسى الاشعري رضي الله عنه كتب إلى عمر: إنه تأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس للمشورة فقال بعضهم نؤرخ لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم بل يكون التاريخ لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافق عمر رضي الله عنه من قال نؤرخ لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن هجرته فرقت بين الحق والباطل, وكان ذلك في السنة السادسة عشرة للهجرة النبوية على ارجح الاقوال.
واما بداية السنة الهجرية بشهر محرم فذلك كان اجتهاداً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما استشارهم عمر فأشار بعضهم عليه بأن تبدأ السنة بشهر رمضان، وقال بعضهم بل يكون المحرم فهو وقت انصراف الناس من حجهم وهو من الاشهر الحرم فأجمعوا على المحرم وكل عام وجميع المسلمين بخير,.