Thursday 15th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 29 ذو الحجة


فيما يقترع 17 مليوناً و400 ألف جزائري اليوم لانتخاب رئيس لهم
منظمة المؤتمر الإسلامي تدعو شعب الجزائر وأحزابه ومؤسساته للتطلع إلى حياة جديدة

مكة المكرمة - مكتب الجزيرة - الجزائر - الوكالات
دعت الامانة العامة لرابطة العالم الاسلامي شعب الجزائر واحزابة ومؤسساته الحكومية والشعبية الى التطلع الى حياة جديدة يحفها الامن والسلام والاستفادة من فرصة الانتخابات الرئاسية التي سيحل موعدها في شهر ابريل نيسان القادم، واعربت عن الامل في ان يتم نقل السلطة عقب الانتخابات بشكل حضاري وبتعاون جميع القيادات السياسية الجزائرية التي ترفع اليوم شعارات مليئة بالرغبة في ترسيخ الامن في ربوع البلاد وحقن الدماء وتأصيل المحبة واطفاء فتيل النزاع والتفرغ للبناء وتأمين احتياجات الشعب في كافة المجالات.
جاء ذلك في بيان اصدره معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة قال فيه ان الرابطة تتابع بحزن وألم منذ سبعة اعوام حياة الشعب الجزائري الشقيق ومايحيط بها من تقلبات ومنازعات ادت الى ازهاق حياة الآلاف بالاضافة الى ماافرزته من وجود اعداد كبيرة من المعاقين والمخطوفين الذين لايعرف لهم مصير، واضاف معاليه ان ماتتناقله وكالات الانباء ووسائل الاعلام العربية والعالمية عن الصراعات في الجزائر ومايتضمنه ذلك من اشكال الصراع الدموي المريع لهو امر مؤلم للغاية وان رابطة العالم الاسلامي التي تتمثل فيها الشعوب والاقليات المسلمة اذ تتابع فصول المأساة الدموية التي طال امدها في الجزائر لتعلن لشعب الجزائر وحكومته واحزابه وسائر مؤسساته وهيئاته ان مايجري في الجزائر انما هو امر خارج عن طبيعة الامة المسلمة,.
امة القرآن والوسطية، امة الاسوة الحسنة التي امرت باتباع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الرفق والتسامح والشورى والحوار مع الآخرين، كما ان هذا النزاع القائم انما هو من الامور البالغة التحريم لانه يقوم على القتل والخطف والعدوان الذي بات يمارسه الاخ ضد اخيه في هذا البلد المسلم وانه ليؤسفها انه في الوقت الذي ترفع فيه الهيئات اصواتها بأهمية الامن والسلام مع اقتراب موعد الانتخابات تزداد فيه اعداد القتلى وترتفع اصوات السلاح ودوي الانفجارات.
ودعا معاليه الى ضرورة بذل الجهود الذاتية داخل الجزائر بعيداً عن كل اشكال التدخلات الاجنبية من اجل العمل على حقن الدماء والتخلي عن اسلحة وشعارات الحرب والفتنة التي ذهب ضحيتها الكثير من الانفس والاموال والثمرات، ونتج عنها الافساد والفساد في الارض والله لايحب المفسدين وذكر معاليه بالتحريم القطعي لكافة اشكال القتل التي تمارس في الجزائر وهي التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى في محكم آياته فقال: ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق فقد حرم الاسلام القتل وغلظ عقوبة فاعله واعتبر قتل النفس عدو انا على البشرية جمعاء كما هو مبين في قوله تعالى انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا كما اكد النبي صلى الله عليه وسلم حرمة سفك دماء المسلمين وحرمة الاعتداء على اعراضهم ونهب اموالهم فقال في خطبته الشهيرة في حجة الوداع مخاطباً المسلمين: ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام .
وخاطب معاليه شعب الجزائر ومسؤوليه وقادة احزابه مبيناً ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان مكرماً مما يوجب تعاون المسلمين اينما كانوا للحفاظ على التكريم الالهي للانسان كما نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى ولقد كرمنا بني ادم,, ولفت معاليه الانظار الى ان مايجري في الجزائر مضاد لسنة الحياة ومخالف اوامر الله عز وجل فقد ازهقت الارواح تحت شعارات حمايتها واسعادها وقضي عليها باسم الحفاظ على الكرامة وهذا تضادبين القول والعمل ما انزل الله به من سلطان وهو من اشد الشرور بل هو عمل الشيطان.
ونبه معاليه الى ان مايجري في الجزائر اليوم هم كبير من هموم الامة المسلمة لابد من ازالته ولايجوز السكوت عليه ولابد من اعادة الحلق الى نصابه والساكت عن الحق شيطان اخرس، واضاف معاليه ان الامة المسلمة جسد واحد ولابد لها من المشاركة في علاج الصراع الجزائري الدامي وانتزاع فتيله المشتعل، واهاب بجميع حكومات العالم الاسلامي ومؤسساته وهيئاته ان تتابع مايجري على ارض الجزائر الطاهرة التي رويت خلال فترة الاستعمار الفرنسي بدماء مليون شهيد وان تمارس الضغوط اللازمة من خلال نفوذها وعلاقاتها مع القيادات السياسية والزعامات الشعبية في الجزائر بغية وقف حرب الارهاب البشعة بين جميع الاطراف المتنازعة، فلابد ان يتحقق الامن اولاً.
وحذر معاليه من ان ترك الحبل على غاربه في الجزائر واستمرار الصراع وازدياد الفوضى الامنية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لن يعود على شعب الجزائر الا بالمزيد من الاضطراب والخسران، وعند ذلك لن تكون للانتخابات اية فائدة ترجى، وحث معاليه جميع الفئات في الجزائر على اخذ العبرة من الفترة الماضية وقال ان الصراع لايصنع زعامة، وان القتال لايمنح نصراً وان الفتنة اشد من القتل، فالسلام السلام، والامن الامن بعيداً عن اساليب الثأر الغوغائية.
واختتم معاليه بيانه داعياً المرشحين للانتخابات الرئاسية الى التحلي بروح الاخوة الاسلامية والبعد عما يخدش صفاء الاخوة والالتزام بالهدوء والرضا بالنتائج والتسامح مع الآخرين والعمل من اجل الوطن في كل موقع يحتاج الى العلم والبناء وكل انسان محاسب يوم القيامة على عمله فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved