هل كانت تصريحات سمو الامير خالد بن سعد رئيس نادي الشباب شيئا من الضجيج الاعلامي,, بقصد التأثير في ظروف النهائي على كأس سمو ولي العهد امام الهلال؟
جرت العادة ان يحرك مسؤولو الأندية الاجواء قبيل اللقاءات الحاسمة لفرقهم للنيل من منافسيهم بغرض التأثير على الروح المعنوية للفريق المنافس,, وصولا إلى مستوى من التهيئة النفسية المساعدة على كسب نتائج اللقاءات على اعتبار أن أطراف اللقاءات الحساسة، وخاصة النهائية (في الغالب) فرق مؤهلة للكسب، وتبقى بعد مسألة الكفاءة الفنية (التي لا تفتقدها الاطراف المتأهلة) الكفاءة النفسية للفوز,, فكثيرا ما حسم العامل النفسي نتائج مباريات حساسة ومهمة حين فشل احد الاطراف في ملاحقة تكتيكات الطرف الآخر,, الامر الذي جعل من كفاءة فريقه الفنية أثرا بعد عين تحت وابل الضغط النفسي والعصبي,, وهذا ماحدا بالاتحاديين للتنبه له مؤخراً، والعمل من اجله قبل مرحلة التصفية الاخيرة لفرق الصدارة الاربعة في منافسات الدوري,, ليس لان الاتحاد اقل مستوى من الاهلي,, بل لأن المخاطر النفسية قدتتسبب في حدوث انزلاق اتحادي مفاجئ إلى المركز الرابع!,, فالشباب قد يكون من الناحية الفنية أخطر من الاهلي، ويملك مقومات كبيرة للفوز,, لكن الاجواء النفسية بين الطرفين خالية من الحسابات التقليدية كما هو الحال مع الاهلي,, فضلا عن ان الضغط الجماهيري غير متعادل!!, ولربما كان الاتحاديون في الرياض اكثر من الشبابيين، وهذه مشكلة شبابية لم تحل بعد,, وقد تحتاج إلى وقت طويل مع اشتراط الاستمرار على هذا الاندفاع الموفق للفريق باتجاه اللقاءات الختامية,, حيث ما زال الشباب طرفا في النهائيات المحلية للمرة الثالثة على التوالي، وأمامه فرصة اخرى للمثول في نهائي رابع من خلال منافسات المربع الذهبي للدوري هذا العام,, فقد كان طرفاً في نهائي دوري العام الماضي، ونهائي كأس الاتحاد، وكأس ولي العهد في موسمنا الجاري,, فالبقاء الشبابي في هذا المستوى الموفق لبلوغ النهائيات اساس قوي لصناعة امله الجماهيري,, فالوصول الى القمة، وحصد الجوائز والالقاب عمل مؤثر في خلخلة القاعدة الجماهيرية الرياضية في منطقته (وهي الاساس لتحريك مستقبل نشاطه وانجازاته,, لان الاندية لا تنجح بدون ظهر جماهيري قوي),, والمهمة الشبابية المعلقة هي تنحية احد ناديي الهلال والنصر لسحب قاعدته الجماهيرية، والانطلاق من هناك إلى استعادة مكانة الشباب القديمة بين الجماهير الرياضية,, لان من الصعب بناء قاعدة جماهيرية مؤثرة في وجود قطبين كبيرين في مدينة واحدة,, ولهذا فإن الاتحاد كاسب من ناحيتين حين اختار فرصة العبور عبر الطريق الشبابي نحو النهائي في منافسات المربع الذهبي ولم يختر الطريق الاهلاوي,, وتلكما الناحيتان هما: الناحية النفسية، والناحية الجماهيرية,!, فالشباب في هاتين الكفتين ارحم بمراحل من الاهلي!.
- نعود لسؤال البداية:
هل كانت تصريحات سمو الامير خالد بن سعد بقصد التأثير في ظروف اللقاء النهائي على كأس سمو ولي العهد امام الهلال؟ وتحريك أجواء اللقاء النهائي لصالح فريقه؟.
نعم ، ولا !,.
لا,, لان الواقع الذي يمر به فريق الشباب هذا الاسبوع واقع غريب,, شوش عليه رحلة عمل خارجية مهمة لا يلام على ما حدث له فيها كل اللوم,, مما اضطره في وقت لاحق من بدء المنافسة في بطولة النخبة لفرق الاندية العربية لكرة القدم إلى التضحية بفرص البحث الممكن خلف اللقب!,, وللموضوع - كما حدث - تداعياته المنطقية، وغير المنطقية!.
ونعم ,, كانت التصريحات للاثارة استباقا لما يمكن عمله من اجل الخروج من هاتين الفرصتين الحرجتين بأقل الممكن,, ولو بطولة واحدة بعد ان عز الجمع بينهما رغم كفاءة الفريق,, لانه كرئيس لنادي الشباب ان لم يستغل هذا الظرف لتحريك الاجواء من اجل استثارة الوسط الرياضي لصالحه، والضغط على الطرف المنافس,, فمتى يفعل؟,, مع ان (الهلال) الطرف المنافس لا ناقة له ولا جمل فيما يجري للشباب إلا كونه عقبة دون بلوغ أحد ألقاب هذا الموسم، وكفى بهذا سببا للتحسس منه,, مع ان الهلال مؤخراً في حال فنية تشكى إلى الله,, حال غير مهيأة لكسب ثقة احد لانتزاع اللقب!.
من الصعب ان يخرج الشبابيون بلا فوز رغم تكاثر صيد البطولات من حولهم,, فقد ضاع كأس الاتحاد مطلع هذا الموسم، ثم كأس الاندية العربية، ثم كأس النخبة، وها هو الآن يواجه خطراً هلالياً يحول بينه وبين كأس ولي العهد,, ثم أمامه الاتحاد،والفائز من الهلال والاهلي في مرحلة المربع الذهبي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين!,, عدا ما فرط فيه الفريق العام الماضي,, فهل ينجح الشبابيون في بعض ما تبقى امامهم من المهمات الصعبة لكسب ارض جديدة في سباق الجماهير؟!,, فيعزز قاعدته الشعبية بالحاق الهلال بالنصر؟,.
هذا مما يلقي بظلاله على تصريحات سمو الامير خالد الذي لا يلام,, خاصة وقد دخلنا في مرحلة اختناقات آخر الموسم مرحلة فض الاشتباك الاخير نحو المنصات!,, فلمن سيصفقون؟.
الجرح النازف !
لان المسلمين كالجسد الواحد، ولأن هذه الارض الطاهرة قبلة المسلمين، ولأن لنا رموزنا التي تحمل في صدورها هما إسلاميا عظيما,, يأتي الرجاء كبيراً ليخصص من دخل ما تبقى من مباريات الموسم ما يمد به شباب هذا البلد الاسلامي الكريم إخوانهم في البلقان,, للرفع عنهم، و لمواساتهم في مصابهم الانساني الفاجعة!,, وقد فتكت بهم، وبمقدراتهم، وأعراضهم أيدي الآثمين الجائرين الظالمين,,
لتكون خاتمة موسمنا الرياضي هذه اللفتة الانسانية الاسلامية النبيلة,, لفتة اخوة في الله,, كأقل ما يمكن للرياضيين السعوديين ان يقدموه في هذا الظرف المؤلم,.
وإن لهم (بعد الله) في العزيزين فيصل وسلطان - حفظهما الله - أملاً لا يخيب.
|