عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
رائع ذلك الإنسان الشهم وقد تعلقت به الافئدة فالتصق حبه بشغاف القلوب, انه اخي وصديقي وزميلي المربي القدير والفلكي الناجح الاستاذ عبدالله بن ابراهيم ابوعباه، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه, انها مناسبة مؤلمة في النفس نتذكر فيها بكل حسرة الخبر وعفة اللسان وصدق الوطنية نبأ وفاته المفجعة من خلال تصفحي صحيفة الجزيرة يوم الاربعاء الموافق 21/12/1419ه التي نشرت خبر وفاته.
لقد نمت وترعرعت علاقتي بالفقيد اكثر من ثلاثين سنة يوم ان كان طالبا ومدرسا ومدير مدرسة ومشرفا اداريا ومدير تعليم بالانابة بمحافظة الخرج.
لقد كنت دائما اسعد بلقائه واحترامه واعتز بخبرته وتجربته في مجال التربية والتعليم, لقد كان المغفور له رفيق دربي في التعليم ويتميز بصفات كثيرة وهي النشاط والتجديد والابتكار والتضحية في العمل وتحمل المسؤولية.
كنت اشيد بجهوده واثني على عمله واخلاصه وانجازاته الوظيفية في تقاريري عند زيارته خلال عمله في مجال التعليم وكان الفقيد محل رضى وتقدير من مسؤولي التعليم ومن زملائه المشرفين ومديري المدارس والمدرسين بمحافظة الخرج,, وقد كان متمكنا من فهم عمله حريصا على الدوام وعلى متابعة الدارسين والمدرسين التابعين لادارته الى ما فيه الخير والصلاح.
لقد كان الفقيد نشيطا في مجال التعليم وخصوصا فيما عرفت عنه في مجال محو الامية وتعليم الكبار فهو ينير العقول ويطفىء ظمأ النفوس الى المعرفة ويضيء الدرب امام من فاته قطار التعليم,, لقد فتح ابواب مدرسته ثمامة بن الاثال الابتدائية لجميع الراغبين في التعليم ولقد كان يقول للدارسين في احد توجيهاته (العمل حق وواحب وشرف والتعليم حق وواجب وشرف لان العمل المتميز لا يتم بدون التعلم كما ان التعليم يعيد تكوين الانسان ويفجر فيه طاقات كانت موجودة لديه لكنها معطلة وبفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة فتحت ابواب المدارس لتعليم الكبار فاحرص ايها الدارس على الاجتهاد والاستفادة والتحصيل مما وفرته لك الدولة من فرص ثمينة للتعلم),,لقد كان الفقيد كثير السؤال عن زملائه واصدقائه ويفرح بلقائهم ويسعد بالاجتماع بهم ودعوتهم الى منزله ولقد كان حريصا على خدمة من يطلب منه العون والمساعدة ولا يتردد في الاستجابة في ذلك ,, كما ان الفقيد كان متحدثا بارعا في كل مجال من مجالات المعرفة الانسانية حتى تحسبه مختصا في ذلك فهو كثير القراءة والاطلاع والبحث في صنوف المعرفة وخصوصا في مجال علم الفلك حيث كان متميزا بل هو موسوعة يستشيره كثير من الناس وخصوصا المزارعين عن انسب الاوقات في زراعة المحاصيل وهو يجيبهم عن فهم ومعرفة ويدلهم على ما يفيدهم.
واليوم ننعي زميلنا والموت مصير كل انسان فأين الآباء والابناء والاصدقاء الذين كانوا معنا انهم اليوم في باطن الارض واننا ننتظر دورنا وكل من عليها فان والدنيا دار ممر لا دار مقر,وختاما نسأل الله ان يسكن الفقيد فسيح جناته وان يمطر على قبره شآبيب رحمته وغفرانه وان يلهم ابناءه واسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
محمد بن سعد الحسين
رئيس قسم تعليم الكبار بتعليم الرياض - سابقا