عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
فقد قرأت في عدد الجزيرة 9681 الصادر يوم الخميس 15/12/1419ه على هذه الصفحة مقالا قصيرا للاخ صلاح بن محمد الرعشان بعنوان: (بل امنعوا استيراد السجائر)، وهذا المقال كان تعقيبا على مقال للاخت حنين الماضي الذي جاء بعنوان (ارفعوا اسعار السجائر)، وحقيقة انا لم اقرأ مقال الاخت حنين الماضي ولكني قرأت مقال الاخ صلاح فأحببت ان اشارك اخوتي طرق هذا الموضوع من جوانب جديدة,,
فمما لا شك فيه ان موضوع التدخين يهم المجتمع بأسره، بل لا ابالغ اذا قلت انه يهم الامة الاسلامية برمتها لانه يذهب من خزينتها مليارات الدولارات الى خزائن اعدائها مصنعي سجائر التبغ ولا اظن ان مسلما متمسكا بدينه لا يحزن لاجل المسلمين المدخنين الذين ينفقون اموالا طائلة بسبب ممارستهم للتدخين ويصابون بأمراض خطيرة لتعاطيهم هذا الخبيث الضار، وقد جاء في الحديث الشريف (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم), وقد جاء تحريم التدخين على ألسنة كثير من علماء المسلمين مستشهدين بقوله تعالى (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) وقوله ايضا: (ما اسكر كثيره فقليله حرام) وغيرها من الادلة.
وتعظم المصيبة اذا علمنا ان كثيرا من نسائنا وبناتنا مدخنات فقد قرأت في عدد الجزيرة 9684 الصادر يوم الاحد 18/12/1419ه مقالا للاخ عبدالعزيز العبدالله التويجري بعنوان (عيب,,, والله عيب يا بنات بلدي,,؟!) واشار فيه الى بحث الدكتورة سونيا احمد المالكي وقال عن بحثها وجاء فيه بالحرف الواحد وبالخط العريض كما ترون النص الآتي: 27% من طالبات المتوسطة في جدة يمارسن التدخين وترتفع النسبة في الثانوية الى 35% ومن بين المعلمات الى 51% هكذا والله جاء العنوان في النشر وهو كذلك في صلب البحث ثم اكد صحة هذه النسب بقوله (اكد ذلك مدير عام الخدمات الطبية برئاسة تعليم البنات الدكتور سليمان بن ناصر الشهري الذي قال في تصريح له عقب ذلك: (ان تلك النسب لا يعتد بها والبحث لايزال تحت انظار الرئاسة ولم تتم اجازته لا حظوا لم تتم اجازته؟؟ ثم نقل التويجري, عن الدكتور الشهري قوله: (ان مثل هذه المعلومات سرية وغير قابلة للنشر والتداول) ثم يقول التويجري :(وهذه في نظري خطيئة اكبر من اختها حيث هي محاولة للتستر على تلك الظاهرة وتغطيتها وهي اشد خطرا من الخطر نفسه فكشف الحقيقة وبسط الاضواء على الاخطاء هو السبيل الوحيد للعلاج قبل ان يستفحل الامر ويصبح ليس بالامكان تعديل تلك المسارات الخاطئة).
ثم يقول في موضع آخر من مقاله: (ومما يزيد المي انه من خلال التساؤلات الكثيرة التي كانت اطرحها خلال الفترة الماضية التي اعقبت نشر هذه المعلومات المؤسفة انني حصلت على الكثير من المعلومات الاخرى المشابهة لذلك في وسط الطالبات في اغلب اقسام الكليات وخاصة في جامعة الملك سعود وهذا امر مقلق ومزعج ويتنافى بشكل كبير مع ما هو مؤمل ومنتظر من بناتنا ونصفنا الآخر ولا اعتقد الا ان ذلك ناقوس خطر رهيب يهدد المجتمع السعودي بأسره وينذر بتفكك هذا التماسك والارتباط الديني والاخلاقي الذي يتميز به مجتمعنا بين المجتمعات الاخرى).
ثم بعد ذلك قال في آخر مقالته: (ارجو ان اكون قد اسمعت المسؤولين في التعليم العالي وفي الرئاسة العامة لتعليم البنات للنهوض من تلك الغفلة وتشكيل لجنة بحث ودراسة دقيقة لهذا الموضوع,, ووضع الحلول الجذرية للقضاء على تلك الظاهرة الخطيرة بالعلاج الديني والنفسي والطبي ثم الجزائي,, وتطهير مدارسنا وكلياتنا من البنات والمعلمات المدخنات مهما كلف الامر ومهما كانت النتيجة) انتهى كلام التويجري.
ايها القراء الاعزاء بمناسبة الحديث عن الجامعات فأنا ابرىء ساحة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية من وجود مدخنين او مدخنات فيها على الاقل في حرم الجامعة وساحاتها فقد تخرجت منها حديثا واعرف عنها الكثير وحينما كنت طالبا فيها كثيرا ما كنت اقرأ بين الفينة والاخرى عن قرارات حرمان من المكافأة لمدة شهر او شهرين لطالب او طلاب وجدوا يدخنون في حرم الجامعة واحيانا يصل الامر الى فصل الطالب من الجامعة اذا تكرر منه ذلك فهذا الجزاء الصارم مع الطلاب فكيف الحال مع الطالبات؟!!
فهذا الصرح العملاق الشامخ يهتم بتربية ابنائه قبل تعليمهم وموضوع التدخين قديم حديث ورغم مضاره الكثيرة فاننا نرى عدد المدخين في ازدياد مستمر فالذين يزينونه انشط من الذين يحذرون منه بالرغم من ان الحق مع المحذرين فقد تفوق المزينون له لانهم لا يكلون ولا يملون من الترويج له فلجميع السبل ولجميع الوسائل يستخدمون ومن وجهة نظري المتواضعة جدا ارى انه لابد من تنفيذ الامور الآتية بصورة عاجلة للحد من ظاهرة التدخين التي ارخت سدولها بأنواع الامراض ومن هذه الحلول:
1- تخصيص محلات خاصة لبيع الدخان وحده ولا تبيع شيئا سوى الدخان ومنع بيعه في سواها من المحلات التجارية كالاسواق ومحطات البنزين والتموينات وغيرها.
2- تخصيص محل واحد او محلين فقط في كل حي لبيع الدخان فقط ولا يبيع غيره ويفضل ان يكون في اطراف الاحياء كما فعل بالمقاهي.
3- تشديد المراقبة على تنفيذ ذلك ومجازاة من يخالفه بالجزاءات الرادعة.
4- وضع نظام خاص لهذه المحلات الجديدة واخذ رسوم كبيرة عليها وتنفق هذه الرسوم في اعلانات تحذيرية من ممارسة التدخين في التلفاز وفي الصحف وعلى الطرق السريعة بالقيام باستئجار لوحات اعلانية كبيرة للتحذير من التدخين ببيان مضاره وحكمه الشرعي والامراض التي يسببها.
5- زيادة ثمن الدخان للغرض نفسه.
فعند ارتفاع سعره وبعد مناله يصعب على النساء والصبيان الحصول عليه.
فمن الخطأ الجسيم والجرم العظيم السماح ببيع الدخان مع المواد الغذائية بحيث يكون في متناول الجميع وفي كل مكان فنحن نعلم ان بعض الآباء المدخنين يرسل ابنه الى البقالة ليحضر له علبة سجائر وما يدري انه بذلك يدعو ابنه الى التدخين ويزينه له بشربه امامه والتلذذ الوهمي به فترسخ هذه الصورة في عقل الابن الصغير وتكبر معه فيصبح مدخنا لا محالة الا ان يعصمه الله عنه.
ونحن نلمس حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على صحة المواطن وما له وسلامته من كل ما يؤذيه فليت حملة القضاء على التدخين تكون بقوة حملة التحذير من المخدرات علما بان فيه جزءا منها وهو البداية لها وليته يفعل بالتدخين كما فعل بالمقاهي باخراجها خارج الاحياء السكنية.
وللتدخين اضرار مادية فالذي يدخن في اليوم علبة واحدة قيمتها خمسة ريالات يكون قد انفق في الشهر مائة وخمسين ريالا وفي السنة الفا وثمانمائة ريال وفي عشرين سنة يكون قد انفق ستة وثلاثين الف ريال كالاتي:
5x30x12x20= 36000 ريال وبعض الموظفين المدخنين له في وظيفته اكثر من عشرين سنة وليس في رصيده هذا المبلغ الضخم بل ربما يكون مدينا فهل فكر ماذا فعل به الدخان وكيف خسر هذا المبلغ الكبير ولو ذهب هذا الشخص الى المستشفى وعمل اشعة لصدره فماذا يتوقع ان يظهر فيها؟!ولو عمل فحصا لاسنانه او حلقه او شرايين قلبه فماذا يتوقع ان يرى؟!فهل عرف المدخن عدوه الاول؟؟!وانا اعرف شخصا توفي منذ ايام في مستشفى التخصصي بسبب السرطان الذي اصابه في لسانه ثم استشرى في جسده - نسأل الله السلامة - وسبب مرضه هذا هو التدخين,وصدق من قال: (ان التدخين انتحار بطيء),و(السعيد من وعظ بغيره).
خالد جبير خالد العنزي
الرياض