عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
من معالم حياتنا المعاصرة ان التلوث بدأ يدب في كل جزء من اجزاء هذا العالم, فاذا نظرنا الى غذائنا المعاصر والذي يجري نحوه الكبير والصغير - من منطلق التقليد لأفراد المجتمعات الاخرى - لوجدناه قد دخل عليه الكثير من المواد الكيماوية التي افقدته مذاقه وقيمته الغذائية مما نتج من هذا الغذاء في بعض الاحيان اضرار ومشاكل صحية متعددة، وبالذات تلك الاطعمة الغذائية الجاهزة والتي امتلأت بها الدنيا مثل المطاعم المتخصصة بالاكلات السريعة والتي يجري اليها الكثير دون وجود المعرفة الحقيقية عنها لدى نسبة كبيرة ممن يقدم عليها, ويطلق على مثل هذا الغداء JUNK FOOD (طعام غير صحي) وذلك لعدد من الاسباب ومن اهمها اشتمال هذه الأغذية على نسب عالية من الدهون والسكريات والمواد الكيماوية حتى يكون لهذه الاكلات السريعة لون وطعم لتعجب الزبون، ولكن هذه الوجبات الغذائية السريعة تفتقد للكثير من العناصر الغذائية, وكم اتمنى من تلفزيوننا العزيز عرض افلام تعليمية تتحدث عن مثل هذه الحقائق, ولو اطلع مع يعشق مثل هذه الاكلات على حقيقة محتواها لما أقدم عليها, فليس كل ما يوجد وينتشر بين طبقات معينة من المجتمع الامريكي اوغيره من المجتمعات المتقدمة يعتبر مقياسا لصلاحية الشيء من عدمه,, ومن انواع التلوث التي دخلت في حياتنا اليومية التصنيع والمصانع والتي تقذف بالكثير من السموم وتخلف الكثير من المخلفات الضارة بالانسان على المدى القريب والبعيد مثل ردم المخلفات الضارة باليابسة او في البحار والانهار, ومن بين اسباب التلوث المعدات والسيارات التي نستخدمها في تنقلاتنا ولكنها تلوث البيئة في نفس الوقت ويصبح التلوث والضرر على اشده في حالة ان يكون الوقود المستخدم للسيارات من النوع المشتمل على الرصاص والذي مازال يستخدم في مجتمعنا,, وكم اتمنى من الجهات المختصة لدينا سرعة تطبيق الوقود بدون رصاص لما ينتج من الوقود المشتمل على الرصاص من سموم واضرار متعددة لا يمكن حصرها في مثل هذه المقالة المبسطة.
كما ان استخدامنا واعتمادنا على الكثير من التكنولوجيا والتي اصبحت من اساسيات الحياة المعاصرة ولها اهمية كبيرة في تطور الافراد والمجتمعات كأجهزة التلفزيون والكمبيوتر والمايكرويف وألعاب الكمبيوتر وغيرها ادى الى سرعة وقع الحياة والاستفادة من هذه المستجدات في العلم والمعرفة والتطبيق العملي لكل الاعمال ولكن في نفس الوقت ينتج منها الكثير من الاضرار وعدد من النتائج السلبية في حالة استخدامها بأساليب خاطئة او بطرق غير مناسبة حيث من الممكن ان تصبح معاول هدم للانسان بدلا من ان تكون وسائل تطور وتحضر, وعلى سبيل المثال فان التلفزيون يعتبر من اهم وسائل التثقيف والترفيه والتوعية ولكنه من الممكن ان يكون ضارا بالصحة وخصوصا البصر فانظر الى انتشار ضعف النظر لدى الجيل الجديد فان اهم سبب له حسب وجهة نظري هو الاستخدام الخاطىء للتلفزيون وذلك بالجلوس قريبا من جهاز التلفزيون وهذا ينطبق على الكمبيوتر والالعاب اللالكترونية للاطفال.
ومما سبق الاشارة اليه وغيره من اسباب التلوث والتشويه لحياتنا الاجتماعية يتضح الحاجة الماسة للتفاؤل ولكن في نفس الوقت العمل على التخفيف قدر المستطاع من هذا التلوث وغيره والبحث عن كل جديد ولكن بعد ادراك الحاجة له وتسخيره لصالحنا ووضع الخطط الكفيلة لتلافي العيوب والضرر منها، وألاّ نقع في اخطاء من سبقونا بل نبدأ بما انتهى منه الآخرون.
والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل.
عبدالله بن ابراهيم المطرودي
واشنطن