Thursday 15th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 29 ذو الحجة


بدون ضجيج
صياغة المستقبل
جار الله الحميّد

حدثني احدهم فقال
اذا كان لك ابن او ابنة فساهم في صياغة مستقبله او مستقبلها من الآن, ولا تدعه او تدعها مثل الذي يوشك ان يقذف بنفسه في نهر, يمكن ذلك بأن تتدخل في طريقة تذوقه لموضوع ما, المناهج الدراسية ما هي الا تمرين على التعلم, لا كما يظن البعض انها (نهاية الارب، ومبلغ الطلب)، اذا كان لك ولد سيتخرج بعد اشهر من الآن فاطرح عليه ان تختار انت! قل له: ما رأيك لو اخترت لك قسم اللغة العربية مثلاً؟! فاذا كانت اجابته تحتمل التفسير وليست قاطعة كإجابات بعض الإخوة المتخرجين حديثاً على آبائهم الذين عانوا (ثلاثة الأمرار) لكي يروا هذا اليوم, ولا تبحث له عن وظيفة من الآن! لأنك اذا وجدت الوظيفة فستصم آذنيك حتماً عن الكلام عن المستقبل وحاجة الوطن للمهنيين والتقنيين لا موظفي الارشيف وحملة الأختام, وستقتنع بأن خير الأمور الوسط, وتبدأ بعد ذلك اقساط (الداتسون) على أنها سيارة العائلة, ثم تقديم طلب الارض والتليفون والكهرباء والماء وربما (الإنترنت)!! ثم البحث عن بنت الحلال, ثم كشف حساب (بنت الحلال), هل هي مدرسة؟!, إذن فالدعوى من (8) وفوق, وهذا يفتق موهبة ابنك في الصيد بالماء القراح الزلال, وقد يكون وراء المدرسة عقار منسي يساوي (المدرسات كلهن)!, طبعاً اذا كنت حتى الآن تتدخل في اختيار ابنك او بنتك، فحاول ان تنسى الوظيفة، لأننا كمواطنين يجب ان نعترف بأننا (أكلة وظائف) مثل أكلة اللحم، وغير منتجين دوما ومعتمدون على الدولة في انها كل اول سنة هجرية ستضع ما يقارب مائتي الريال تضيفها الى راتبك (باعتبارك ذا وظيفة صغينون) وتتحمل الدولة جزءاً مهمّا من احتياجاتك اليومية سواء على شكل دفع هذه الاحتياجات لك كالأدوية (مثلاً) أو تدوينها في سجلك المدني حتى تكبر وتعرف ما لك وما عليك!.
الى هنا وتوقف عن الكلام وطلب ماءً, وحين شرب قال:
(لماذا لا تسمع الا نغمة الأنين والشكوى؟!).
قلت له: فعلا إنني أسمع هذه النغمة باستمرار، حتى من الذين تعطيهم الدولة قروضاً بالملايين لاستزراع الارض, بينما هم ك(زُرّاع) مطلوب منهم امداد السوق المحلي باحتياجاته المتزايدة من الخضار والفاكهة, وهم لا يفعلون ذلك الا بسبب (حفظ قوانين البنك والحقوق المدنية صم), اما مسألة (تنمية البلد) فعليك ان تولي شطراً آخر, اقول انه حتى هؤلاء الذين انتزعتهم الدولة من الهامش الاجتماعي الى فئة المنتجين والمرابحين, حتى هؤلاء ملؤوا الدنيا تذمراً يوم ارتفع سعر الديزل, وكأنهم هم حقاً الذين يدفعون! فقال لي:
(اسمع هذه:
اسألك أولاً: هل أنت من مؤيدي التدريس ام من مؤيدي التعنيس؟!).
قلت: وما معنى الأخيرة؟!.
قال:
(اليوم صارت المسألة فلوساً في فلوس, فعيوب طالب الزواج تخفيها الوظيفة! وعيوب المطلوبة للزواج يخفيها راتب المدرسة الذي يهنأ به الجميع ما عدا صاحبة الراتب), قلت له:
- وإذن ما الحل؟!.
هل نفتح بيوتنا للشمس, ونصغي الى كلام المنطق, ونعرف كيف نتحدث, ونعرف متى نتذمر؟! ام ندع ثور الله في برسيمه؟!.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved