المتأمل لديوان الشاعرة لطيفة قاري (لؤلؤة المساء الصعب) يلاحظ ان الديوان يحكي هما واحدا، ويتوق الى فرحة واحدة, اما الهم فهو هم الانسان بإنسانيته، واما الفرحة فهي فرحة الانسان بانسانيته ايضا.
والديوان يضم عددا من القصائد التفعيلية التي تراوح بين الطول والقصر، بعضها ينبض بالنفس الملحمي العريض، والبعض الآخر يتوهج بفلاشات مختزلة تستثير الحدس وتوقظ الذاكرة في آن.
ويتميز الديوان بانه يحمل في تضاعيفه عددا غير قليل من مفردة السماء يفوق ما يحمله من مفردة الارض وهذا يعني ان الشاعرة تعاني من ملاقاة الآخر اكثر من معاناتها تجاه دواخلها النفسية فهي مشغولة بالبراكين اكثر من انشغالها بالزلازل ,, ذلك لان الشجرة التي تضرب بفروعها في الريح، لا تستجدي الماء من الطين بقدر ما تناديه مطرا يهطل من غيمة عابرة.
هذا بعض ما يوحي به هذا الديوان,, والحقيقة اني لم ار الديوان حتى الآن، ولم أقرأ حرفا واحدا منه، ولم اقرأ شيئا ومع هذا، لم اجد بدا من المقاربة التحليلية لهذا الديوان، بالفعل لاني معني بالقراءات النقدية للشعر خصوصا ولكافة الانجازات الادبية الصادرة حديثا والتي لم تصدر بعد وايضا التي لن تصدر ابدا.
وقد قاربت عددا من الدواوين بالطريقة ذاتها، وحصلت على مكافآت مجزية,, ولكن ما يحزنني هو اني لم أُدعَ الى مهرجان دولي حتى الآن!!
ديوان في كتاب
بحثت عن ديوان وتنتحر النقوش,, احيانا للشاعر سعد الحميدين في مختلف المكتبات، ولكني لم اعثر على نسخة منه,, فاضطررت الى شراء نسخة من كتاب القصيدة والنص المضاد للدكتور عبدالله الغذامي!
انا لا احب كتابات الغذامي، ولكني اشتريت كتابه لانه يحمل في صفحاته ديوان الحميدين كاملا,, ليس مرة واحدة انما مرتين,, مرة مع الدراسة النقدية/ موضوع الكتاب، والمرة الثانية في آخر الكتاب,, حيث يوجد الديوان كاملا مكتملا، خالصا ومخلصا من اية دراسات او تحليلات.
وقريبا وجدت ديوان الحميدين بائرا في احدى المكتبات فاعرضت عن شراء نسخة منه (رغم قناعتي بقيمته) ذلك لاني بكتاب الغذامي، اصبحت املك نسختين من ديوان الحميدين!!.
ويبقى السؤال يراودني:
هل اشطب اسم الغذامي من غلاف الكتاب، واضع اسم الحميدين حتى تسهل عليّ عملية الرجوع الى الديوان؟!
الإلقاء الشعري
قرأت كثيرا للشاعر محمد علي شمس الدين، ولا اخفي اعجابي بشعره، ولم اشك لحظة في اصالة تجربته التجديدية ولم يساورني الظن بانه يقلد احدا,.
ولكني حين شاهدته وهو يلقي شعره,, كأني بمحمود درويش، بنبراته العالية، واشاراته الدالة، يتجلى امامي.
فهل شمس الدين يقلد درويش في الالقاء فقط؟ وان صح ذلك، فهل هذا يعيب التجربة الشعرية؟!
الالقاء كما يجب ان يكون، من الهوامش المفتوحة امام الشاعر,, وفي النهاية لن يبقى من الشعر سوى المكتوب منه اما الملقى ، فهو يضاف الى المسرح الشعري وليس الى الشعر، فهذه نضال الاشقر قامة من قامات المسرح الشعري والالقاء المسرحي والذائقة الشعرية,, مع انها ليست شاعرة.
قصيدة جديدة
صعد الشاعر الجديد على المنبر، وبدأ في تفجير قصيدته الجديدة:
القارورة الآن,.
على طاولتي المستديرة
ويدي طويلة جدا,.
ولكني ظمآن
ظمآن,.
ظ,, م,, آ,, ن .
الجمهور الطيب صار يصيح بالشاعر: اشرب,, اشرب ولكن شاعرنا الجديد يصر على الاحتفاظ بخصوصيته وظمئه,, فليرحمه الله!
|