ضمن ما احتواه العدد الجديد من مجلة الثقافة العالمية عدد من الدراسات والقضايا الادبية مثل: الادب الروسي في العقد الاخير ترجمة : د, أشرف الصباغ، آداب امريكا اللاتينية السحرية بقلم إماريو كامبانيا وترجمة صالح علماني,, توني موديسون ,, التجربة القصوى حوار اجراه: مانويل كاركاسون وترجمة ابراهيم فياض,.
وعندما يلتقي الضوء بالماء,, بقلم: هيلين دويدار، وترجمة: راوية صادق إضافة الى الثقافة الشعبية والعولمة بقلم: سيمون ديورينج وترجمة غادة سعيد الحلواني، آينشتاين والجذور الثقافية للعلم الحديث بقلم: جيرالد هولتون، ترجمة عبدالسلام رضوان,, العالم في عيون روما بقلم: ت, ر, ريد,, ترجمة أ, د, محمد عبدالغني,, في حين توقف رئيس التحرير عند مقالة هل كانت الديمقراطية مجرد لحظة!؟
إذ يقول عنه: انه يفتح: صفحة مهمة في الحوار المعاصر حول الديمقراطية، طارحا العديد من التساؤلات حول جدوى النموذج الغربي للديمقراطية، خصوصا إذا طبقناها في دول العالم الثالث، يؤكد المقال: ان سقوط الشيوعية بسبب عوامل داخلية لا يعني ابدا ان الديمقراطية الغربية قادرة على الاستمرار على المدى البعيد ويحذر من خطورة الارتكان الى الازدهار الذي يشهده الغرب حاليا، ويستشهد بالمؤرخ اليوناني ثوسيديدس الذي رأى ان الحياة الآمنة والمريحة التي تمتع بها الاثينيون في ظل بريكليس قد اعمتهم عن القوى الخفية في الطبيعة الانسانية التي اصبحت تدريجيا سبب دمارهم في الحرب البلوبونيزية, ويقول: ان الديمقراطية لا تجعل المجتمعات دائما اكثر تحضرا ، لكنها تفضح دائما وبلا رحمة صحة المجتمعات التي تعمل فيه وكما هو واضح في متن المقال: فإن الغرب يلعب بالنار عندما يحاول فرض نموذجه الديمقراطي على بلدان العالم الثالث، فتطبيق هذا النموذج في مجتمعات متخلفة وبائسة تذخر بالصراعات القبلية والعرقية والدينية وتعاني من الجهل والفقر والمرض,, يعني في المقام الاول تفجير هذه البلدان,, تشهد على تجارب رواندا وهاييتي والكونغو وكمبوديا وسيراليون والقائمة تطول,, نجاح الديمقراطية في مجتمع ما يتطلب اولا توافر مجموعة من الشروط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويرصد كابلان مفارقة جديرة بالملاحظة فبينما امريكا تبشر بنموذجها الديمقراطي خارج ارضها، فإن الديمقراطية ذاتها تتعرض لتهديدات جمة في الداخل,, فالمواطن الامريكي يفقد على نحو متزايد إحساسه بالامان والفردانية، الامر الذي يجعله ينزع الى التخلي عن اهتماماته العامة مقابل حصوله على الاحساس بالامان، وهو ما توفره له التجمعات السكنية المسورة والمغلقة,,, وفي الوقت الذي زاد فيه نفوذ الشركات الكبرى, وزاد تركز الثروة لدى قطاعات صغيرة من الشعوب الغنية على نحو مخيف في ظل ما يعرف بظاهرة العولمة، زادت ايضا لا مبالاة الناس وأصبحت النخبة اقل مسؤولية، وهنا تتحول الديمقراطية الى خواء وتهدد المجتمع بالتحلل.
|