منطقة حائل تنتظر موسما سياحيا هذا الصيف ولاتزال هناك ظاهرة تخدش وجه (عروس الشمال) الجميل وتتسبب في ازعاج مستمر للاهالي والزوار معا,, وهي ظاهرة مألوفة لكل سكان الارض وما جاورها في المريخ والمشتري وزحل وبقية الجيران في الكواكب والاجرام السماوية الاخرى!! لكنها في حائل استشرت بشكل تستحق معه الوقفة والتأمل وهي ظاهرة التسول (وهذا اسمها حتى في القطب الجنوبي).
في صالون الحلاقة (مع الاعتذار لوزارة التجارة عن استخدام كلمة صالون!!) تحديدا,, دخل علينا (انا والحلاق طبعا) طفل صغير لم يتجاوز السادسة من عمره وتبدو عليه كل علامات التسول في العالم!! مد يده مع موال الشحاذة المعتاد,, لكنني امكست ذراعه عنوة وهددته بالشرطة لكن فرائصه لم ترتعد,, ثم هددته بالضرب (في محاولة اخرى!!) فبكى كثيرا ثم اخبرته بانني سأمنحه (المقسوم) ان هو اخبرني عن اسمه وعنوانه واسم الشخص الذي حفزه على التسول!!,, وتفاجأت به يخبرني بكل ما طلبت (رغم صعوبة تحدثه بالعربية!!)
وقال لي اسماء مفردة لا يعلم لها اخرى,, حيث يتم شحنه (هكذا قال) مع بقية الغلمان ويتم توزيعهم على احياء عديدة في المدينة لجلب المال عن طريق ممارسة التسول يوميا,, واضاف ان هناك اشخاصا آخرين (يبدو انهم اكثر حظا) غير مسيطر عليهم يتسولون بأنفسهم لصالح اسرهم انطلاقا من حي شعبي معروف باطراف المدينة!!
حكاية هذا الطفل مأساة حقيقية تمر على العشرات من امثاله على مرأى من المسؤولين عن مكافحة هذه الظاهرة الدخيلة علينا وعن المجتمع المسلم المتكافل!! والمشكلة الاكثر ازعاجا في هذا الجانب هو وجود فتيات منقبات صغيرات يتجولن بمجموعات صغيرة للتسول في اماكن يرتادها الاجانب في الاسواق الرجالية وهن بذلك يعرضن انفسهن لمختلف انواع الاذى!!
فمتى نستيقظ ونحس بخطورة هذه الظاهرة,, ومتى يبادر المسؤولون عن ذلك للقضاء عليها,, متى!!
محمد المصارع