اقرأوا معي هذا الخبر الذي نشرته صحيفة البلاد يوم 19/12/1419ه (تقدم عدد من لاعبي فريق الروضة بشكوى الى لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم وذلك بسبب عدم استلام مرتباتهم الشهرية لفترة تجاوزت ثمانية عشر شهرا).
يالطيف,, الطف بعبادك اتمنى ان يكون هذا الخبر غير صحيح او على الاقل جزء منه وهو ما يتعلق بعدد الاشهر، اكثر من ثمانية عشر شهرا فهذه مصيبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولا يرضاها ديننا الحنيف الذي حثنا على اعطاء كل ذي حق حقه حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (اعطوا الاجير اجره قبل ان يجف عرقه) او كما قال, ولايرضاها التعامل الانساني الذي تربينا عليه في هذا المجتمع الطيب ولا ترضاها القوانين الانسانية, بمختلف اشكالها وألوانها، فأكثر من 540 يوما واللاعب لم يستلم رواتبه فهو لم يجف عرقه فقط انما دمه ايضا, اننا نصاب بالخجل من انفسنا ونتصبب عرقا عندما نسمع ان احد العمال الذين يستقدمون للخدمة في هذه البلاد المعطاء لم يستلم رواتبه منذ شهرين او ثلاثة اشهر فما بالك بابن الوطن الذي ينتظر رواتبه منذ سنة ونصف! أليست هذه كارثة؟ فللاعب مطالب وغذاء وكساء لاسرته ومما يزيد النار اشتعالا في داخله ان ادارة ناديه تطالبه بالاخلاص والمدرب بالعطاء والجهد والجماهير بالفوز والمسكين ينتظر بهمومه وأوجاعه امام شباك المحاسب عسى ولعل.
من المسئول عن هذه الحالة يا لجنة الاحتراف أنصفي اللاعبين من انديتهم وأنصفي الاندية من لاعبيها فكما ان الحياة اخذ وعطاء فالاحتراف جزء منها.
لا للمنافس
كثر الحديث مؤخرا عن هروب الاتحاد من مواجهة الاهلي في مربع الذهب, فالظروف جميعها - مبارياته المؤجلة وعلو مستواه وخروج اغلب الفرق التي يقابلها من المنافسة - مهيأة لاعتلائه قمة الدوري في مرحلته التمهيدية وتسجيل رقم جديد من النقاط لم يصل اليه من قبل احد الفرق وقد يستمر هذا الرقم عدة مواسم وفي بداية كل موسم يشار اليه كسابقة اتحادية، الا انه كما يقال رفض ذلك.
وقد طرح الرياضيون ,- بمختلف ميولهم - هذا الامر للنقاش في مجالسهم واشبعوه تفسيرا وتحليلا.
ولو حدث ما تصوره البعض عن (فكرة الهروب) فان هذا الامر طبيعي في المنافسات الرياضية المختلفة وليس في كرة القدم فقط، فأي فريق في العالم لايتمنى مقابلة منافسه وان كان اقل مستوى في اي لعبة تؤدي الى خروجه من المنافسة، فلو افترضنا ان امام هذا الفريق طريقين احدهما سهل يمر عبر الالتقاء بالمنافس والآخر صعب يقابل فيه فريقا قويا واحتمال هزيمته منه شبه مؤكدة فغالبا سيختار الطريق الاصعب ليس حبا في المغامرة انما خوفا من فوز منافسه, ولدينا محليا فرق ذات مستوى متقدم وتصنف من الفرق الافضل في المملكة ينافسها فرق اقل مستوى فمثلا نادي الاتفاق (درجة ممتازة) ينافسه على مدينة الدمام نادي النهضة (درجة ثانية) والطائي من حائل (ممتازة) ومنافسه الجبلين (ثالثة) ومايقال عن الطائي والجبلين ينطبق على النجمة والعربي من عنيزة والوحدة وحراء من مكة المكرمة وكذلك الشعلة (أولى) والكوكب (ثالثة) من الخرج، واي من هذه الاندية الافضل لا يتمنى ان يصل منافسه الاضعف فنيا الى دور الستة عشر من كأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الامين فكيف لو وصل وارغمتهما القرعة على الالتقاء في المستطيل الاخضر لان التنافس التقليدي يرفع حمى اللقاء ويلغي الفوارق الفنية ويضخم الضغط النفسي لديهما ويزرع القلق في جماهيرهما ويضعف خطط اللعب ويصبح الامر كله معلقا على اجتهادات اللاعبين وصيحات الجماهير.
فلا تلوموا الاتحاد ولا تعذلوه لان الامر طبيعي في عالم المستديرة, بقيت نقطة واحدة اشير اليها بمصطلحات القادة العسكريين وهي ان خسارة الفريق من منافسه في الدوري هي خسارة جولة يمكن تعويضها وخسارته في الكأس (خروج المغلوب) تعتبر خسارة معركة لا يمكن معها التعويض.
ما السر في أن ,.
مستوى اللاعب احمد بهجا لا يرقى الى (نصف) مستواه في موسم الثلاثية، فهذا اللاعب موهوب لكنه لم يقدر الموهبة التي حباه الله بها لذلك لم يتطور الى الاحسن والا لاصبح من لاعبي العرب الكبار الذين تتسابق في الحصول على تواقيعهم الاندية الاوروبية وكلنا يعلم ان الملعب الاوربي هو طموح اللاعب اينما كان سواء في امريكا الجنوبية او افريقيا او حتى جزر الواق واق.
وبهجا ظهر مع المنتخب المغربي في مونديال عام 1994 في امريكا وبالرغم من ان نتائج منتخب بلاده كانت مخيبة للآمال الا انه لفت الانظار اليه وسارع الهلاليون الى التعاقد معه ولعب في الدوري السعودي بالقميص الازرق وليس سرا انه لم يستمر طويلا مع فريق مميز كالهلال حيث ان حصيلته في موسم واحد سبعة عشر انذارا وكثير من المناقشات (الساخنة) مع زملائه خاصة بين شوطي المباراة وكما سارع الهلاليون الى التعاقد معه فانهم سارعوا الى انهاء كافة الاوراق الخاصة بعدم تجديد التعاقد معه بعد ذلك لعب بهجا في نادي الاتحاد القطري قبل ان يعود مجددا الى ملاعب المملكة, اما على صعيد منتخب بلاده فان المدرب هنري ميشيل صرف النظر عنه وكشف سر ذلك بقوله (ان عدم استجابة بهجا لشروط اللعب ضمن المجموعة هو سبب عدم اختياره وانني أفضل لاعبا يفكر في المجموعة وليس نفسه فقط) وما اوضحه هذا المدرب عن طريقة لعب بهجا هو ما نراه حاليا عند تمثيله لنادي الاتحاد بجدة,, فهل هذا هو سر هبوط مستواه ام كما يروج البعض ان مفتاح بهجا في يد طلعت لامي الذي في عهده وصل اللاعب الى كامل توهجه.
عودة اللاعب سعيد العويران الى تألقه وابتسامته حتى وهو يعاق من الخلف، فالعويران بدأ هذا الموسم بداية ضعيفة وفجأة سمعنا عن سفره هو ورفيق دربه فؤاد انور الى الصين تمهيدا لاحترافهما خارجيا وكلنا يعرف ما حدث بعد ذلك حيث بقي فؤاد انور في الصين محترفا وعاد العويران الى المملكة لمشاركة فريقه الذي سجل بغيابهما نتائج غير مرضية وقاده الى الفوز في عدة مباريات اهلته الى مربع الذهب بجدارة وكان العويران سببا مباشرا في ذلك وحين سئل عن سر تألقه قال (عشت جوا احترافيا في الصين فكنا نتمرن فترتين صباحية ومسائية اضافة الى صعودنا ونزولنا من جبل يقدر طوله بأربعة كيلومترات يوميا وزاد ذلك من معدل لياقتي) لكن هناك سؤال يطرح نفسه لو كان هذا الجبل في حي الياسمين (مقر نادي الشباب) هل سيصعده العويران ام يحك رأسه؟ يا مطبقي الاحتراف كم جبلا سنحتاج للاعبينا.
تألق اللاعب سوزا في الدوري السعودي فهذا اللاعب بدأ محليا مع نادي الهلال واكمل تعاقده بنجاح وحظي برضى وتقدير الهلاليين الا انه لم يستمر بالرغم من رغبته في ذلك لان طموح الهلاليين للافضل هو ما عجل برحيله الا ان العقول الخبيرة في النادي الاهلي اعادته مرة اخرى الى الملاعب السعودية وها هو بكل اخلاص يخدم القميص الاخضر فهو يسجل ويمون زملاءه ويحرث الملعب ركضا رغم تقدمه في السن ولنا ان نتساءل عن سر عدم نيله الكروت (نقيض بهجا الاتحاد وسيرجيو الاهلي) هل هي عقلية الاحتراف التي يتسم بها ام ان طبيعته ودودة لا ينفعل بسرعة.
عقلية الاحتراف هذه يمكن ان نراها - بصورة اقل - في جاكو الطائي وكواكي النجمة وفاين الرياض.
وبالمناسبة فان اطرف الالقاب التي اطلقت عليه كان من قبل الاستاذ عبدالرحمن السماري عندما شبهه بحصان الشرطة وهو محق في ذلك فهذا الحصان لا يكل ولا يمل.
اللاعب ناصر الحلوي كان من منسقي نادي الهلال فهذا اللاعب لم نسمع به الا عندما ارتدى الفانيلة الصفراء ممثلا لنادي النصر ولكنا قرأنا مؤخرا انه حاول في احدى مشاركات فريقه الاعتداء على احد الاداريين المرافقين وتم ايقافه كاجراء تأديبي من قبل ادارة ناديه عن المباريات التي تلت هذه الحادثة فهل هذا هو سر تنسيقه من الهلال.
عبيد الضلع