عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد:
ففي كل يوم يتزايد او بمعنى ادق يزداد اعجابنا بكاتب الجزيرة المبدع/ عبدالرحمن بن سعد السماري، وهذا ليس غريبا، فهو يستحق منا الشهادة، وهي اقل مايمكن ان نقدمه,, مع بطاقة ود وشكر للسماري,.
في يوم الاثنين 19/12/1419ه كان للأخ عبدالرحمن بصمة قوية,, بصمها في زاويته مستعجل في الصفحة الرابعة عدد رقم (9685),,, وهي تستحق الإطراء,, والتنويه,, وكذلك تستحق القراءة اكثر من مرة,, وتستحق المشاركة,, المشاركة الفكرية,, والمشاركة الحسية.
نعم,, هؤلاء,, هم رجال مكافحة المخدرات,, كان هذا هو العنوان,, ليس من عادتي نشر رسائل القراء كاملة,, هذه بداية الكلمة,, او بداية الموضوع,.
اسمحوا لي اعزائي قراء الجزيرة بصفة عامة,, وقراء هذه الصفحة بصفة خاصة ان اعيد كتابة تلك الكلمة كما كتبها اخي/ عبدالرحمن,, وهي تستحق اكثر من ذلك,.
(ليس من عادتي في هذه الزاوية نشر رسائل القراء كاملة,, لأن ذلك شأن صفحة اخرى في هذه الصحيفة وليس من شأن الزاوية,, لكن تلك الرسالة التي وردتني من احد القراء,, جعلتني اتعامل معها,, وأجد من واجبي نشرها نصاً وكما جاءت دون حذف او اضافة,, ماذا تقول هذه الرسالة؟!.
لدي ولد جاوز العشرين من عمره,, وهو منتظم في دراسته,, الا انني لاحظت في الفترة الاخيرة تراجع مستوى ابني الدراسي,, كما لاحظت عليه جملة من الامور منها:
اولاً: كثرة خروجه من المنزل وسهره المتواصل خارج المنزل,.
ثانياً: تغيرت بعض ملامح وجهه,, وأصبح وجهه اكثر انطفاءً,,
ثالثاً: تغير طبعه وتعامله مع كل من حوله امه واخوانه ,, حتى مدرسيه,, صاروا يشتكون منه,, ويستغربون هذه المتغيرات,,
رابعاً: عندما ينام,, فإنه يصعب ايقاظه,, وقد ينام يوماً كاملاً او اكثر,, بينما في السابق لاينام سوى سبع ساعات فقط,,.
خامساً: صار مستهتراً وفوضوياً لايعبأ بأي شيء,, وملاحظات اخرى لاحظتها عليه,, ولكن سأكتفي بماذكرت,.
وعندها شككت بأن ابني له علاقة بأصدقاء سوء,, وأنه ربما يستخدم شيئاً من المخدرات.
وفي كل يوم,, تزداد القرائن على سوء سلوك ابني,, ووقوعه تحت شلة فاسدة,, حتى ملكت اكثر من دليل يؤكد تورط ابني في هذا المسلك الخطير,.
وكنت اعرف من قبل,, دور ورسالة وجهود رجال مكافحة المخدرات,, فلجأت لهم وحدثتهم عن الموضوع وقد رحبوا بكل رحابة صدر,, وتعاملوا مع الحالة كحالة مرضية بحتة,.
لقد تابعوا الموضوع وعرفوا الحقيقة,, وتسلموا ابني وسلموه للجهات الطبية المعنية,, وأخضع لفترة علاج حددها مستشفى الامل,, وهو علاج طبي ونفسي مع متابعة دقيقة من رجال مكافحة المخدرات متابعة اجتماعية ونفسية وليست بوليسية!! حتى تسلمت ابني سليماً معافى,.
لقد حمدت الله,, وحمده ابني,, ان خرج من بؤرة الفساد والإفساد الى جادة الحق والصواب,, بجهود رجال مكافحة المخدرات الذين فتحوا قلوبهم وصدورهم ومكاتبهم لمثل هذه القضية,,
إنني انقل هنا,, شكري وتقديري لهؤلاء الرجال الاوفياء الشرفاء,, الذين يخدمون هذا المجتمع بهدوء وصمت,.
وقد عجزت العبارات,, وتوقف قلمي,, ان انقل ولو شيئاً يسيراً مما قدموه لي ولابني,, وهو شيء مذهل للغاية ,, انتهت الرسالة.
- إنني هنا اقف الى جانب ذلك الرجل الوفي,, الذي وضح الكثير من الامور,, بل وضح دلائل تعاطي المخدرات.
- كما انني اكرر مع الاخ عبدالرحمن,, الشكر والتقدير لكل من اسهم ويسهم في القضاء على هذا الوباء,, نعم انه وباء العصر,, هلاك ودمار للعقل,, وللأمة,,
- إنني ادعو عبر هذه الصفحة كل انسان تهمه نفسه ويشفق عليها من العذاب,, أدعوه للتوبة الصادقة,, أدعوه لتطهير نفسه وتزكيتها,, أدعوه للاقبال على التواب الرحيم قال تعالى : ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده، ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم ,(104)سورة التوبة.
- أقترح على ادارة مكافحة المخدرات وكذلك مستشفى الامل- جزاهم الله خيراً- ان يضعوا لافتات واضحة لإرشاد الناس بأن عملية العلاج تكون بكل سرية وإخلاص,, فالكثير يجهل ذلك,,
كما اقترح ان توزع نشرات على الناس في منازلهم,, وكذلك على الموظفين في مكاتبهم,,
يجب ألا نقتصر على وقت معين -في السنة- لنكافح فيه المخدرات دون غيره من الازمان,.
إن من واجبنا - نحن المسلمين- ان نتعاون على البر والتقوى قال تعالى:وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان الآية.
في الختام,, نعود جميعاً بعد الصلاة على خير الانام,, الى كلمة الاخ السماري - جزاه الله خيراً- ونعيد ونكرر بصوت واحد:,نعم,,هؤلاء,, هم رجال مكافحة المخدرات.