صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الانمائية,, ذلك البرنامج التنموي الخليجي العربي الذي يعنى بتحقيق التنمية البشرية في الدول النامية والموجهة للفئات الأكثر احتياجا خاصة من الأطفال والنساء وذلك بالتعاون مع المنظمات الانمائية والجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال,, ان ذلك البرنامج يساهم مساهمة فعالة في التوعية الصحية وصحة البيئة كما يعنى بالمشروعات التعليمية الموجهة للمرأة والطفل خاصة الفئة المحرومة من ذلك,, وذلك من خلال التعليم واعداد المناهج التعليمية وانشاء وتجهيز مؤسسات التعليم وانشاء تجهيز مراكز التأهيل المهني والبحوث والدراسات في مجال تطوير التعليم والجامعات المفتوحة عن بعد,.
كما ان ذلك البرنامج يعمل على تطوير وتعزيز البناء للمنظمات العاملة في مجالات التنمية البشرية خاصة في مجال المرأة والطفل,, وهو ايضا يعنى بضحايا الحروب والكوارث الطبيعية وقدرصد هذا البرنامج الخليجي العربي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز جائزة هي مكافأة مالية حددت بمبلغ ثلاثمائة ألف دولار أمريكي يمنحها للفائزين سنويا برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الانمائية وذلك لحفز وتشجيع القائمين على تلك المشروعات بالاستمرار في تنفيذ المزيد منها وتشجيع العمل التنموي والانساني في المجتمعات النامية وذلك يؤكد حرص البرنامج وسعيه المتواصل لتخفيف معاناة الانسان وآلامه,, والجائزة تتركز على بضعة بنود منها,, مكافحة الفقر والتخفيف من حدته في مجالات التدريب العملي وتدريب المرأة الريفية للاعتماد على الذات وتأهيل أطفال الشوارع والمشردين ودمجهم في المجتمع ولعل هذه البنود من أجمل الاعمال التي يقوم هذا البرنامج على تنفيذها,, كما ان الجائزة تمنح فقط للمشروعات الفردية في مجتمعات العالم النامي,, وتقسم هذه الجائزة الى عدة أقسام وهي كما يلي,, جائزة البرنامج المخصصة للمشروعات الريادية المنفذة عن طريق المنظمات الدولية والاقليمية وقيمتها مائة وخمسون ألف دولار أمريكي وجائزة البرنامج المخصصة للمشروعات الريادية المنفذة عن طريق الجمعيات الأهلية وقيمتها مائة ألف دولار أمريكي,, وجائزة البرنامج المخصصة للمشروعات التنموية الريادية المنفذة عن طريق الأفراد وقيمتها خمسون ألف دولار أمريكي,, وذلك لدعم الجهود الانسانية المتميزة والهادفة الى تنمية وتطوير مفاهيم التنمية البشرية المستديمة كما يعتمد هذا البرنامج على تطوير العمل التنموي وفق أسس علمية تساعد على تحقيق أهدافه وابراز وتعزيز الجهود الرائدة في الدول النامية التي تهدف الى بناء تنظيمات أهلية متميزة تعمل من أجل مستقبل افضل يسوده الأمن الاجتماعي والعدالة,, والجائزة يمنحها صاحب السمو الملكي الأمير طلال في احتفال يدعى اليه ممثلو الجهات الفائزة والمتخصصون والخبراء في مجالات التنمية كما يدعى اليه الشخصيات العالمية المهتمة بالمشروع وذلك في شهر ديسمبر من كل عام ويحق لكل المنظمات الاقليمية والدولية ومراكز البحوث والجامعات والمؤسسات العلمية العاملة في مجالات التنمية ترشيح المشروعات التنموية الرائدة المؤهلة لهذه الجائزة في دول العالم النامي باستثناء الجهة المنفذة للمشروع بحيث تقوم الجهات بتعبئة استمارة الترشيح وارسالها الى ادارة الاعلام في البرنامج في موعد لا يتجاوز 31/مايو/1999م بعد ان يتم فرز استمارات المشروعات المرشحة وتعرض الترشيحات على خبراء تنمويين متخصصين في كل موضوع من موضوعات الجائزة الثلاثة الحاصلة على أعلى التقديرات حسب المعايير لكل فرع من فروع الجائزة وسيتم اعلان اسماء المشروعات الفائزة عبر وسائل الاعلام فضلا عن ابلاغ الجهات رسميا بذلك,.
والمعايير التي يتم اتباعها عند تقديم المشروعات تقوم على اسهام المشروع للتطور والتجديد والحداثة والابتكار في المشروع وقابلية المشروع للتطبيق في الدول النامية المختلفة والقدرة على استخدام المصادر المالية بشكل فعال لانجاز المشروع واستخدام الأساليب الحديثة في تطبيق المشروع وتوفير التنظيم الاداري السليم للمشروع وامكانية قياس فاعلية الخدمات أو الانتاج المحقق وقدرة المشروع على تحقيق موارد ذاتية تمكنه من الاستمرارية وقدرة المشروع في تحقيق اهداف البرنامج الرامية الى التنمية البشرية المستديمة الموجهة للفئات ألاكثر احتياجا خاصة الأطفال والنساء,, ان هذه الجائزة التي يمنحها البرنامج يرجو بها ان تكون حافزا للجمعيات والأفراد للعمل البناء بإذن الله وهي ايضا شهادة تقدير للعمل الانساني الذي يساهم في تخفيف آلام ومعاناة البشر من أمير الانسانية الأمير طلال الذي كرس جزءا كبيرا من وقته وعملا متواصلا من جهده للعمل الانساني الهادف الى التنمية للانسان وبناء حياة كريمة له وتعليمه العمل الذي يمنحه تحقيق تلك الحياة للذين حرموا من نعمة التعليم وعاشوا في مستنقعات الجهل والفقر ولكن هذه اليد الخيّرة العاملة والتي قامت ببناء هذا البرنامج استطاعت ان تنتشل الكثيرين من هذه المستنقعات, وهذا البرنامج الذي قام لتشجيع العمل التنموي واستنهاض همم من لديهم القدرة للاسهام بمزاولة أو دعم أو تشجيع العمل الانساني التنموي في المجتمعات النامية هو برنامج انساني عظيم قام بسعي وتخطيط من صاحب السمو الملكي الأمير الانسان طلال بن عبدالعزيز وقد ساهم ذلك البرنامج منذ انشائه عام 1981م بمبادرة من الأمير طلال وبدعم وتأييد قادة دول الخليج التي تشكل عضويته وتساهم في ميزانية وعضوية لكل من الدول المشاركة فيه وهي المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة قطر ودولة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والجهاز التنفيذي بهذا الجهاز يضم الى جانب المدير التنفيذي للبرنامج الادارات التالية: المشاريع,, تنمية الموارد,, الاعلام والعلاقات العامة,, الجودة الشاملة,, ومركز المعلومات والشؤون المالية والادارية,.
انني حين كتبت بالتفصيل تقريبا عن هذا البرنامج الانساني أردت ان أطلع القارىء على الأعمال الانسانية التي تنفذ بواسطته والعمل الهادف الجاد الذي يقوم به والتي نفذ منها منذ قيام البرنامج حتى عام 1998م دعم وتمويل 580 مشروعا منها 353 مشروعا لمنظمات الأمم المتحدة الانمائية والمنظمات المعتمدة لديه و227 مشروعا للمنظمات الأهلية والجهات الحكومية العربية وقد تركزت تلك المشروعات في قطاعات التعليم والصحة والتدريب والبناء المؤسسي,, بالاضافة الى عمليات الاغاثة التي بلغ عددها 23 عملية وقد غطت هذه المشروعات 125 دولة من دول العالم النامية بتكلفة اجمالية بلغت حوالي مائتي مليون دولار أمريكي قدمت من خلال تعاون البرنامج مع 19 منظمة أممية ودولية و167 منظمة أهلية وعدد من الجهات الحكومية العربية واهتمام هذا البرنامج بشكل عام بالانسان وبالمرأة والطفل بشكل خاص هو ادراك ووعي من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بأن المرأة هي المؤسسة الأولى لبناء ورعاية الأجيال وان الطفل هو رجل المستقبل الذي سيكون على بنائه عزة أمته ونهضة وطنه كما ان الطفلة الصغيرة هي أم المستقبل المنتظرة لبناء الوعي والمعرفة والقيام بدورها الأسري المطلوب وهذا البرنامج يستحق,, دعم وتشجيع كل قادر على العمل من أجله.
***
من مفكرتي الخاصة
ان كانت بذور الشر والتدمير تنمو في بعض القلوب لتحطم كل جميل وسام في هذه الدنيا فإن بذور الخير لازالت نامية عميقة الجذور في قلوب انسانية تسعى للتخفيف من البؤس للناس المستضعفين في هذه الأرض وتحاول مساعدتهم وصد الشر الذي هو نتيجة عمل لقلوب فقدت الرحمة والايمان وغشّاها الظلام,.
***
مرفأ
ان لم أقدر ان أسعد نفسي
وفقني ياربي أن أسعد غيري
حين يجود الحزن الطيب يسمو يتحول عملا
حين يجود الحزن الأخضر يورق أملا
أتوسل يا صاحب نفسي الخائفة الوجلى
أتوسل ان يغزل ضوء الشمس دموعي منديل حنان
يمسح في كل مكان,, دمع الانسان
(الشاعر المرحوم محمد الجيار)
سلطانة بنت عبدالعزيز الأحمد السديري