Wednesday 14th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 28 ذو الحجة


مستعجل
الموسوسون بيني وبين دكتور,,!!

** كتبت في إحدى الزوايا عن الموسوسين والمتوهمين للمرض,, وقلت,, إن بعض أسواق الاطباء والمختبرات والصيدليات تقوم على هذه الفئة,, ولكني لم أقل أبداً,, إن كل الاطباء وكل المستوصفات وكل المستشفيات وكل المختبرات وكل شركات الدواء تقوم على هذه الفئة أبداً,.
** ومناسبة هذه المقدمة,, هو ما تلقيته قبل ايام من رد لاذع من أحد الاطباء,, يتهمني بأنني قلت ان جميع اسواق هؤلاء تعتمد على هذه الفئة,.
** الدكتور نفسه,, لم يستطع انكار وجود هذه الفئة,, مثلما لم يستطع انكار دورها في وجود أكثر العيادات وبالذات النفسية.
** ويبدو انه لا خلاف بيني وبين الدكتور - الذي لم يرض بذكر اسمه - ليس بيني وبينه خلاف حول هذه الفئة - الموسوسون - وأنهم يمثلون شريحة لا بأس بها في كل مجتمع وليس في مجتمعنا وحده.
** والوسوسة هذه,, لا تضر الصحة فقط,, ولا تتلف الجيوب وتهلك المادة فقط,, ولا تجعل الشخص يصرف آلاف الريالات بدون مبرر فقط,, بل قد تتعداه الى العبادات,, فيتخيل الشخص أشياء لا وجود لها,, كأن يصل به الخيال إلى انه لم يطهر من الحدث أو من النجاسة,, فيفوته وقت الصلاة,, او قد يترك الصلاة,, ذلك الركن العظيم بسبب توهم انه لم يطهر,, وهناك البعض مع الاسف بهذه العقلية المريضة.
** والوسوسة الزائدة ,, قد تجعل الزوج يشك في زوجته او في ابنته,, وقد يتهمها - باطلاً - بأمور صعبة تجر وراءها كوارث,.
** والوسوسة الزائدة,, جعلت البعض يترك عمله,, ويترك بيته,, ويترك بلده,, ويترك الناس حوله,, ويعيش عزلته إلى ان يموت موت حسرة,.
** والوسوسة الزائدة قد تجعل البعض يترك الأكل او أنواعا من الاكل مهمة للجسم,, إلى ان يصاب الشخص بهزال يقود إلى الموت,, وقد يتخيل انه منظول فيترك كل شيء حوله إلى ان يموت.
** وقد,, وقد,, فكيف نستغرب من فئة من هؤلاء تشغيل بعض العيادات والمختبرات؟
** ثم ان الدكتور قد فهمني خطأ عندما قال في رسالته,, انني اقول لمن يشعر بمرض,, لا تذهب للطبيب,, وأنا لم اقل هذا الكلام أبداً,, بل تحدثت عن الموسوسين,, وهناك فرق بين من يشعر بمرض وبين الموسوس.
** أشكر لهذا الطبيب تعقيبه الطويل,, وأتمنى لو سمح لي بذكر اسمه,, كما انني أتوقع انه يعيش على هذه الفئة من الناس,, وأكاد أجزم انه سعيد بتكاثرهم,, لانه لو اقتصرت عيادته على المريض الحقيقي لأغلقها بعد شهر من تاريخه,.
عبدالرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير