Wednesday 14th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 28 ذو الحجة


رأي الجزيرة
أهمية التجاوب مع الدعوة السامية بشأن المياه

لو لم تحقق حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - من الانجازات الوطنية التنموية ذات القيمة الحيوية والأهمية الاقتصادية والاجتماعية الاستراتيجية غير توفير مياه الشرب العذبة وخصوصا المحلاة منها للمواطنين والمقيمين على السواء لكفاها هذا الانجاز فخراً ومجداً، لأنه انجاز تحقق في دولة تمثل الصحراء القاحلة ثلثي مساحتها الجغرافية التي تساوي 80% من شبه الجزيرة العربية.
فالماء الذي قرن الله سبحانه وتعالى به خلق الحياة (وجعلنا من الماء كل شيء حي) الآية يمثل اغلى ثروة يملكها المواطن، ويتساوى في استهلاكها - وبدون رقيب - كل المواطنين وكل المقيمين.
والرسوم التي يدفعها المواطنون والمقيمون مقابل ما يستهلكونه من المياه باعتدال او بإسراف لا تكاد تساوي شيئاً من ادنى تكلفة لانتاج الماء العذب الذي أنفقت الدولة الكثير على انتاجه وتوفيره عبر 23 محطة لتحلية المياه المالحة وآلاف الكيلات الممتدة من مواسير شبكات ايصال المياه ليس فقط عبر الاحياء في المدينة الواحدة او القرية او الهجرة الواحدة وانما عبر المسافات الطويلة بين منطقة واخرى حتى تتحقق العدالة في توزيع حصص الاستهلاك بين المناطق ومدنها وقراها وهجرها.
وقد جعل انجاز الدولة في مجال توفير المياه العذبة، جعل من المملكة الدولة الاولى في العالم الاغزر انتاجاً للمياه المحلاة.
وما يزال العطاء متجدداً ومستمراً في هذا المجال كما في غيره من اجل رخاء عيش المواطن وضيوفه المقيمين والزائرين ومن اجل رفاهية حياتهم.
والدولة لم تطلب على هذا الانجاز العظيم الذي توفره للاستهلاك اي مقابل يرقى الى كلفته العالية.
كل المطلوب منا كمواطنين ومقيمين مستهلكين - كما ورد اول امس على لسان قائدنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله - هو ترشيد الاستهلاك والاعتدال فيه اللذين حثنا عليهما ديننا الحنيف ونهانا عن الاسراف في كل شيء (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) - الآية .
و(لا تسرف ولو كنت على جرف نهر جارٍ) - الحديث .
ان كل قطرة ماء نريقها هدراً أو زيادة عن حاجتنا تزيد من رصيد الفاقد الذي يتسبب مع التراكم والايام في نقص الانتاج عن حجم الاستهلاك مهما بذلت الدولة من جهود لتفادي مثل هذا النقص.
ومن هنا تبرز قيمة التجاوب من جانب الجميع مع الدعوة السامية لترشيد الاستهلاك والاعتدال فيه بما يساعد الدولة على زيادة المخزون الاستراتيجي من الماء لمستقبل لا يواجه فيه جيلنا القادم ازمة مياه حيث كثر الحديث الآن في العالم عن ان الحروب القادمة ستكون حروب مياه .
ويمكننا ان نبعد عنا شبح هذه الحروب اذا وقعت - لا قدّر الله - بمجرد الانضباط السلوكي ترشيداً واعتدالاً في الاستهلاك.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved