** العام الجديد,.
العام السعيد,.
العام الوليد,.
العام الذي يستيقظ الآن في أوراقنا,, وأحلامنا,,
نقول عنه مثلما قلنا عن العام الذي قبله,.
انه يباغتنا,.
انه يفاجئنا,.
انه يرشنا بالماء البارد,, لنلتفت الى قائمة الأيام التي تنسرب من بين الأصابع,.
والى الأحلام التي تنسرق منا من بين النوافذ,.
والى غرفات القلب التي تنطفىء فيها الاضاءات تباعا,.
والى العالم كله وهو يمتهن الانسانية ويبيح لنفسه أن يمارس سلطة الموت على الأطفال والثكالى,,!
** العام الجديد,.
مثل سفينة من ورق صنعناها وأطفالنا في لحظة لهو بريئة فغابت السفينة,.
وظل الماء راكدا,, صامتا,, كما هو قبل عام,.
** طال أطفالنا,.
قليلا
وارتدوا حقائب ثقيلة على ظهورهم الصغيرة
وقلدوا النمر المقنع
وزورو
وبدأوا يتحدثون بمفردات جديدة:
العدالة,, والشجاعة,, والصداقة,.
** وكلما حفظ ابناؤنا مزيدا من المفردات النزيهة سقط العالم في ثكنة الظلم والطغيان العتيدة
وكلما أشعلنا مزيدا من التوق الى السلام في قلوب أطفالنا انغمس العالم في حروب جديدة,.
وزارتنا مناظر البؤس والهلاك فهاجت في مشاعرنا رياح اليأس إلا من رحمة الله,.
* وكلما التفتنا
بحثاً عن شيء جديد,.
وجدنا أننا
على أعتاب عام جديد,, وعام آخر مغادر,.
دون أن يكون هناك
ثمة جديد,, أو مغاير,.
فالمياه راكدة وآسنة
والقلوب مطفأة
وستائر الأحلام الشفيفة
قد غادرت النوافذ
إذ لا نوافذ ولا أحلام!!.
فاطمة العتيبي