ابن معمر: بدء المرحلة الثانية من التوعية بترشيد استخدام المياه
* الرياض - واس
اوضح معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن معمر ان الوزارة بدأت الاحد الماضي بتنفيذ المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لتوعية المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية بأهمية ترشيد استخدام الماء والمحافظة عليه مستهلة هذه الحملة بالكلمة التوجيهية لصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الموجهة لكافة المواطنين والمقيمين على ثرى هذا الوطن للتجاوب مع اهداف هذه الحملة النبيلة ودعمها.
وقال معاليه في تصريح لوكالة الانباء السعودية ان هذه الحملة ستنفذ بشكل مكثف عبر جميع وسائل الاعلام المتعددة المرئية والمقروءة والمسموعة تحت عنوان لا تسرف في الماء فالماء امانة .
واشار الى ان الحضارات القديمة كان توجد بالقرب من مصادر الماء او بالمناطق التي يتوفر فيها ماء الامطار وفي هذه البلاد كان موحد هذا الكيان الملك عبد العزيز يرحمه الله على يقين بأن الاستقرار والتطور في هذه البلاد مرتبط بتوفر المياه.
وافاد ان الملك عبد العزيز كان يتابع اخبار الامطار ويسأل باستمرار عن احوال السكان من بادية وحاضرة حيث امر رحمه الله باستقدام البعثات الفنية للبحث والتنقيب عن مصادر المياه وتنمية الزراعة وتطوير اساليبها كما امر بتركيب وحدة لتقطير مياه البحر في جدة آنذاك عرفت بالكنداسة من اجل توفير الماء الصالح للشرب.
واضاف معاليه ان اعمال البحث والتنقيب عن مصادر الماء استمرت بعد ذلك باجراء الدراسات الهيدولوجية والجيولوجية المختلفة على اسس علمية منظمة حتى بلغ عدد الدراسات في الوقت الحاضر اكثر من 30 دراسة بلغت تكاليفها حوالي 650 مليون ريال.
وبيّن الدكتور ابن معمر انه على ضوء نتائج هذه الدراسات قامت الدولة ايدها الله بتحديد مواقع لحقول الابار لتوفير الماء الصالح للشرب للمواطنين والمقيمين عن طريق حفر الابار التي تتراوح اعماقها بين اقل من 100 متر الى اكثر من 2000 متر تحت سطح الارض وزودتها بالمضخات وانشأت شبكات الماء ومحطات التنقية لنزع الاملاح الزائدة وشيدت الخزانات الصغيرة والكبيرة بالاضافة الى تزويد المدن والقرى والهجر والمناطق النائية بالماء عن طريق الناقلات.
كما قامت الدولة باقامة المحطات العملاقة لتحلية المياه المالحة حتى وصل عددها الى 25 محطة على الساحلين الشرقي والغربي وبلغ مجموع انتاجها نحو مليوني متر مكعب حتى اضحت المملكة اكبر دولة منتجة للمياه المحلاة في العالم.
وذكر معاليه ان وزارة الزراعة والمياه قامت بتشييد 190 سداً بطاقة تخزينية تقدر ب777 مليون متر مكعب وذلك لتعزيز مصادر الماء موضحا ان كل هذه المشروعات العملاقة كلفت خزينة الدولة عشرات الالاف من ملايين الريالات من اجل خدمة المواطنين والمقيمين في هذا البلد ولتحقيق رفاهيتهم بتوفير مياه الشرب لهم اما بالمجان او مقابل رسوم رمزية لا تقارن بأي حال من الاحوال باسعار التكلفة او بأسعار الماء في الدول الاخرى.
واعتبر معالي وزير الزراعة ظاهرة الاسراف في استخدام الماء ظاهرة خطيرة تنم عن انخفاض مستوى الوعي لدى المسرفين ونقص الوازع الديني لديهم داعيا الى ضرورة ان يكون التعامل مع الماء على مبدأ (لا افراط ولا تفريط) مع اهمية تقدير جهود ولاة الأمر المبذولة لتوفير كافة المستلزمات الحياتية وخاصة الماء الذي يعتبر عصب الحياة على الكرة الارضية,وناشد معاليه المواطنين والمقيمين المحافظة على المشروعات المائية وابلاغ الجهات المختصة عن أي خلل تقع عليه الأعين يفضي الى الاسراف ومراقبة كيفية التعامل مع الماء داخل المنازل وضرورة الاقتصاد في استخدامه والمحافظة عليه وتفقد شبكات المنازل وعدم هدر الماء عن طريق استخدامه في المسابح وغسل السيارات واسطح واحواش المنازل او غيرها من اوجه الهدر الاخرى مع الحرص الدائم على استخدام الادوات الصحية وادوات السباكة ذات المواصفات الفنية الجيدة التي تؤدي في النهاية الى الاقتصاد باستخدام الماء.
وطالب الدكتور المعمر ايضا بتبليغ جهة الاختصاص على الفور عند رؤية الشوارع تغرق بالماء المتسرب من المنازل بعد تنظيفها وذلك للمحافظة على هذه السلعة النادرة التي تعتبر مصدر حياتنا.
كما اهاب بالمواطنين والمقيمين التأكد من سلامة خزانات المنازل واستخدام الطرق المثلى في ري الحدائق المنزلية وتجنب الري بالغمر محذرا من ان الاسراف في استخدام المياه يؤدي الى ارتفاع في منسوب المياه الارضية مما ينجم عنه تصدع المباني واتلاف التمديدات الموجودة تحت الارض وتآكل طبقات اسفلت الشوارع بالاضافة الى تلوث البيئة والصحة العامة.
وفي ختام تصريحه اكد معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن معمر ان ترشيد استخدام الماء هو واجب ديني ومطلب وطني وتنموي سائلاً الله تعالى ان يبارك للجميع في نعمة الماء الذي يعتبر الشريان الذي يربطنا بالحياة.