علاقة (أداء سوق الأسهم,, أسعار النفط) الطردية ترسم الصورة المتوقعة لأداء سوق الأسهم المحلية المحفزات الإيجابية تكون عديمة المفعول مع أي هبوط لأسعار النفط |
* الرياض - مسعود المطيري
يرتبط اداء سوق الاسهم المحلية بوجه عام بالتغيرات التي تحدث في اسعار النفط كما انه يتأثر بالمخفزات الايجابية والسلبية التي تؤثر على السوق في أوقات متفاوتة ولعل اهم هذه المحفزات ارتفاع ارباح القطاع المالي فالصناعي ثم الخدمي ولكن تبقى بوجه عام علاقة طردية بين اسعار النفط واداء السوق تؤثر على الاداء ولا يخفى على المتابعين ارتباط اداء سوق الاسهم المحلية بحركة اسعار النفط بسبب طبيعة هيكلة الاقتصاد السعودي الذي يسيطر عليه النفط كأهم مصدر من مصادر الدخل وحتى العناصر المكونة لهيكل الاقتصاد السعودي الاخرى ترتبط بطريق مباشر اوغير مباشر بالنفط والتحولات التي تحدث له.
ولكن ازمة 98م النفطية التي عاشها الاقتصادي السعودي والتي أثرت على ايرادات الدولة وانخفاض مساهمة القطاع النفطي والصناعي في الدخل ألقت بظلالها على سوق الاسهم المحلية وادت الى التالي:
1 - انخفاض اداء سوق الاسهم بحوالي 28% نتيجة لانخفاض ارباح الشركات وخصوصا الصناعية والتي على رأسها سابك.
2 - انخفاض مستوى الشفافية المطلوبة للتعامل مع السوق.
3 - انسحاب متداولين وتوجيه استثماراتهم لقنوات استثمارية أخرى اهمها صناديق الاستثمار العالمية.
ونتيجة للتحركات التي قامت بها مجموعة من الدول المصدرة للنفط في منتصف شهر مارس الماضي بهدف تحسين اسعار النفط عن طريق تقليص المعروض النفطي العالمي ب 2,1 مليون برميل يوميا والتي أثرت بشكل مباشر على زيادة اسعار النفط وخصوصا بعد اجتماع 23 مارس لأوبك اتسم اداء سوق الاسهم المحلية بزيادة قوة العلاقة الطردية بين اداء السوق واسعار النفط واصبحت هي من يقود السوق ويبدو ان تعلق المتداولين بأسعار النفط كمؤشر للقررات تطبيقا للمثل القائل من عضته الحية خاف من الحبل فبالرغم من توفر مجموعة من المحفزات الايجابية لانتعاش السوق الا ان المتابع يتفاجأ بانخفاض السوق نتيجة لانخفاض مؤقت في اسعار النفط مع الاخذ في الاعتبار تأثير عناصر القوى على السوق والسؤال الذي يطرح نفسه حول مستقبل اداء سوق الاسهم المحلية تكمن الاجابة عليه من تغليب احد السيناريوهات المتوقعة لاتجاه النفط فهذا التغليب الذي يجب ان يبنى على مواقف الدول المصدرة من الاتفاقات المبرمة ومؤيدة بأرقام حقيقية تكشف عن نسبة الالتزام بتلك القرارات التي صنعت بهدف تحسين اسعار النفط، واذا ما اعتمدنا السيناريوهات التي طرحها الدكتور مفرج بن سعد الحقباني في مقالة له عن التوجهات المستقبلية لأسواق النفط بعد الاتفاقات الحديثة في العدد 9685 بتاريخ 19/12/1419ه والتي حددها باحتمالين:
الاول: ان تلتزم الدول الموقعة على الاتفاق بالتخفيضات المعلنة، وفي هذه الحالة يمكن ان يساهم خفض الانتاج بالاضافة الى النمو المتوقع في الطلب العالمي على النفط خصوصا للدول النامية الى احداث نقلة نوعية في اسعار النفط ربما تصل بها الى المستوى المستهدف (18 - 21) دولاراً للبرميل.
والثاني: الاتلتزم الدول بالتخفيضات المتفق عليها وفي هذه الحالة ستبقى اسعار النفط تتراوح عند معدلاتها ما قبل الاتفاقات الاخيرة خصوصاً وان معدلات الانتاج الحالية تفوق وبشكل كبير معدلات الطلب العالمي على النفط مما يوحي باستمرار الضغط على الاسعار باتجاه الانخفاض او على الاقل بقاءها عند مستوياتها.
ووضع الدكتور الحقباني عدداً من الملاحظات حول الاحتمال الاول ترتبط بحجم حصة اوبك في اسواق النفط والتي تمثل 35% .
كما وضع مبررات تاريخية حول قوة ومصداقية اتفاقات الدول النفطية سواء من اوبك او من خارجها بالاضافة الى واقع اعتماد اقتصاديات الدول النفطية على النفط كمصدر رئيس للدخل.
واعتمادا على هذين الاحتمالين فإن تغليب الاحتمال الاول سيؤدي بشكل مباشر الى.
1 - ارتفاع اداء السوق وخصوصا القطاع المالي والصناعي ,, المالي بسبب ان المسيطر على حجم التداول والصناعي بسبب ان سابك والصناعات التحويلية ستكون قادرة على زيادة ارباحها والتأثير في سوق التداول باعتبارها من اكبر قواعد المساهمين في السوق.
2 - ارتباط قرارات المتداولين بشكل مباشر على وجه العموم بحركة اسعار النفط لذلك فيمكن تخيل الخط البياني لأداء السوق متوائماً مع الخط البياني لحركة اسعار النفط.
3 - سيكون للمحفزات الايجابية الاخرى (ارباح الشركات,, الاخبار الايجابية) دور في تحريك السوق خلال فترات تأثير تلك المحفزات.
4 - وبالرغم من اهمية الشفافية لكشف المساهمة التي يمكن ان يتحرك فيها المستثمر في الاسهم الا انها لن تكون عائقا في ازدهار السوق.
اما في حالة تغليب الاحتمال الثاني الذي يتوقع الا تلتزم الدول النفطية بالاتفاقات لحفظ الانتاج فان ذلك سيؤدي ايضا بشكل مباشر الى.
1 - هبوط اداء السوق وهو ما حدث لسوق الاسهم خلال العام الماضي 98م والذي انخفض بنسبة 28% مقارنة بادائها للعام 97م.
2 - بحث المستمرون في سوق الاسهم عن قنوات استثمارية اخرى لتوظيف اموالهم المستثمرة في سوق الاسهم المحلية في قنوات استثمارية اخرى منها (صناديق الاستثمار في الاسهم العالمية,, والسندات ,, والاستثمارات العقارية,, بالاضافة للاستثمارات الدولية الاخرى .
3 - تهميش دور المحفزات الايجابية (ارباح الشركات,, الاخبار الايجابية) في إنعاش السوق وهو ما حدث لارباح البنوك للعام 98م، فخلال فترة الاعلان لم تستجب سوق الاسهم المحلية برغم انها من اهم محفزات انعاش السوق.
4 - ارتفاع المطالبة بزيادة شفافية السوق لأنها ستكون مؤثرة في القرارات السريعة مع ان المتداولين سيعانون من عدم شفافية السوق وبشكل اكبر.
5 - ستجد القوى المؤثرة في السوق بيئة صالحة لاعتماد المضاربات اساسا لتحقيق نتائج افضل بغض النظر عن ارتفاع اداء السوق.
لذلك فان اداء سوق الاسهم المحلية لما تبقى من العام 1999م والاعوام القادمة يعتمد على سيادة اي من الاحتمالين المتوقعة لتوجهات اسواق النفط العالمية وستكون نتائج النشرات التي تصدرها اوبك عن مدى التزام اعضائها باتفاقات التخفيضات، وكذلك مدى التزام الدول المصدرة الاخرى خارج اوبك بالاضافة للنشرات التي تصدرها وكالة الطاقة الدولية مؤشرات تستطيع التأثير على اداء السوق وقرارات المتداولين ولأن العلاقة الطردية بين حركة اسعار النفط واداء السوق ستكون المؤثر في قرارات المتداولين، فان الحذر ستكون سمة المتداولين وسيكون الاعتماد على القرارات الاستراتيجية اقل وسوف لن يندفع المتداولون وراء المحفزات الايجابية للسوق التي لايصاحبها استمرار تحسن في اسعار النفط.
|
|
|