لا أعتقد ان بيننا من لم يحس باهتمام القيادة السياسية في هذه البلاد بالاوضاع الاقتصادية عالميا واقليميا ومحليا,, وقد برز ذلك الاهتمام بشكل مركز ومنظم في منتصف هذا العام الحالي,, بعد ظهور تلك الانهيارات الاقتصادية في كثير من دول العالم: وهذا الاهتمام بلاشك دليل وعي حضاري يحسب لقيادة هذه البلاد التي تنبهت الى ما يمر بالعالم من هزات اقتصادية مريعة - وفي بلادنا قد سمعنا وفهمنا تلك الاشارة البليغة التي جاءت من خطاب سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز في قمة ابو ظبي لقادة دول الخليج العربية عندما قال سموه: (لقد ذهب زمن الطفرة ولن يعود) كأنه يقول علينا بعد الآن ألا ننتظر ذلك الزمن وأن نسعى لتطوير ما لدينا من موارد وروافد اقتصادية تسند اقتصادياتنا,, وانطلق في رحلات خارجية وداخلية لتنمية الموارد ولتطبيق هذه النظرية التي ليس لها بديل في المنظور القريب على الاقل,, لقد بدا سموه مقتنعا بفكرة تنمية الاقتصاد الوطني في تنويع مصادر الدخل وتشجيع اقتصاديات السوق,, وملاحقة المشاريع مهما كان حجمها والاخذ بيدها الى المواكبة والانطلاق ضمن المنظومة الاقتصادية حتى ليخيل للمراقب ان سموه على استعداد لتلبية اي دعوة لافتتاح اي مشروع يدعم الاقتصاد الوطني في البر أو الحضر صغر ام كبر والتحدث الى العمال بشكل يجعلك تحس بأن سموه هو المسؤول الاول عن المشروع وأن العمال اولاده يحنو عليهم ويطلب منهم المزيد.
لقد رأينا سموه وهو يفتتح العديد من المشاريع مثل بداية تصدير الزيت من الحوطة - ومشروع الخزن الاستراتيجي ومشروع البترول الكبير في ابوشيبة (الربع الخالي) وكيف كانت ملاحظات سموه الطبيعية جدا مع طواقم العمل في تلك المشاريع وكيف كان يحثهم على بذل المزيد من الجهود المشكورة من اجل بلادهم وأنفسهم وأبنائهم,, واليوم يتوجه سمو الامير عبدالله الى المنطقة الشرقية ليستمر نهج القيادة في تطوير القدرات الاقتصادية لهذه البلاد وافتتاح العديد من المشاريع الاقتصادية والحيوية, وقد رحب سمو امير المنطقة الشرقية وأهالي المنطقة بهذه الزيارة التي تجيء في وقتها الملائم وهي امتداد لزيارات اخرى يقوم سمو الامير عبدالله بها وسمو الامير سلطان بن عبدالعزيز الذي افتتح بدوره عشرات المشاريع التنموية في مناطق مختلفة من المملكة.
تأتي هذه التحركات وكأنها خطة موضوعة لتنويع مصادر الدخل ومحاولة جادة للقضاء على البطالة ان وجدت واعطاء المواطن مزيداً من الثقة في اقتصاده الوطني وذلك ايضا مواكبة لما يدور في العالم من الاهتمام بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية,, ولدينا دول الاتحاد الاوروبي كمثال حي على الانطلاق بشكل مدروس يأخذ في الاعتبار المنطلقات الاقتصادية كنهج يوصل الى حياة مستقرة سعيدة,.
- لقد ادركت اوروبا اهمية الوحدة الاقتصادية فبدأت بها لتكتمل عناصر بقائها قوية موحدة,, ان مشروعنا الذي يجب ان نراهن عليه هو المشروع الاقتصادي الذي سيحفظ بعد الله لهذه البلاد عزتها وقوتها - ويجعلنا ندخل مع امم الارض في هذا السباق الحضاري الذي يسود العالم ونحن في غاية الاطمئنان,, ثم هو الذي سيمكننا من فتح آفاق ارحب لأجيالنا القادمة ويجعلنا ايضا نتغلب على تلك الاهوال التي تحيط بهذه الامة من كل جانب.
|