Wednesday 14th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 28 ذو الحجة


صمت العاصفير
لا عودة بعد الموت

سقسقة:
عندما يموت الإنسان تستطيل رجلاه
- حكمة عربية -
***
هذا وجهنا فكيف نخفيه!! وهذا ديدننا فكيف نتخلص منه,!! وأهازيج الرثاء لغتنا فكيف ننسى الأبجديات!!
رحل في هدوء الدكتور حسن ظاظا
فما قرأ ولا سمع ما كتبناه أو قلناه عنه من عبارات ثناء وتقدير.
أتت تهرول بعد ان أغمض الرجل عينيه وذهب الى عالم آخر أكثر عدالة وأمانا في ظل رحمة الله.
اما عالمنا هذا فيرزح بعضه تحت أعباء سوء التوقيت المتمثل في سياسة التأبين وسيكولوجية الرثاء وهما جزء من تركيبة الشخصية العربية.
وقد سئل اعرابي ما بال المراثي أجود أشعاركم؟
قال: لأننا نقولها وأكبادنا تحترق
اريد ان أخبر ذلك الاعرابي اننا صرنا نحترق رمادا بعد انطفاء النار.
وصرنا نضن بالكلمة العادلة والحرف الصادق حتى تأتي في وقت تصبح فيه اجترارا للماضي.
رحمك الله يا استاذنا ظاظا ورحم تواصلك وابداعاتك وقلمك الذي تصدى للفكر الصهيوني.
هل كان يغريك هذا العالم الذي تركته بالبقاء؟
هل أوفى لك تلاميذك وأنصفك قراؤك,!!
لا ليس الآن بعد ان مضيت فما عدت تقرأ او تسمع شيئاً.
انما في أيامك الاخيرة وقبل ان تفارقنا,!!
رحل ظاظا ورحل قبله مبدعون كثيرون وسيرحل بعده آخرون
وسنظل,, نحمل كلماتنا فلا نلقيها للعالم إلا بعد فوات الأوان.
وكأننا مع مبدعينا نطبق قول الرازي:
المرء ما دام حيا يستهان به
ويعظم الرزء فيه حين يفتقد
لو أن لي ان أسأل مبدعينا في أواخر حياتهم عن تقدير الذين يلقونهم مقارنة بالتأبين بعد وفاتهم لفعلت.
لو أن لي ان أجعل من مسرحية الشهاب لديرينمات جرسا يدق في آذان النقاد الذين جعل منهم المؤلف بابا للسخرية لفعلت.
فقد جعل البطل أديبا يعلن الاطباء وفاته فيمتدحه النقاد الذين طالما حاربوه في حياته ثم تحدث المفاجأة بخطأ تشخيص الأطباء واستمرار حياة الأديب,!!
ترى إلى متى نجاهر بعقوقنا لمبدعينا,!!
وإلى متى نظل دائما متأخرين في الوصول,!!
ألا يمكن ان نحسن التوقيت ذات مرة,!!
ألا يمكن ان نتواصل مع مبدعينا فلا نعود
نلمس نبرة الحزن في أحرفهم قبل الوداع!!
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved