ما فعله الصرب من أعمال قذرة في البوسنة يكررونه اليوم في كوسوفا,, ولعل من أهم أسباب تكرار الأفعال المشينة للصرب وبالذات اغتصاب الفتيات المسلمات هو عدم ايقاع العقاب المستحق بهؤلاء الذئاب عن جرائمهم في البوسنة، بل على العكس من ذلك فإن الصرب حققوا من وراء تلك الجرائم التي لا يتصورها عقل انسان مكاسب عديدة، من أهمها الاستيلاء على مدن ومساكن وممتلكات المسلمين البوسنيين الذين فضلوا الفرار وترك كل ما يملكونه ليحافظوا على شرف بناتهم بعد ان لجأ الصرب الى أقذر وسيلة عرفها البشر وانحط مرتكبوها الى ادنى من الحيوان بإقدامهم على اغتصاب الفتيات.
فعمليات الاغتصاب تلك سجلها ووثقها الموظفون الدوليون ومع هذا وبعد تسوية قضية البوسنة بالصورة التي تمت والتي حصل بها الصرب على ثمن جرائمهم كيانا خاصا بهم ومدنا مسلمة ومساكن,, بعد كل ذلك الثمن لم يحاكم أي من مجرمي الاغتصاب، بل كل الذين قدموا لمحكمة الجزاء الدولية والذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين لم توجه لهم أية تهمة خاصة بالاغتصاب، ولذلك فإن الصرب والذين يعرفون مدى ما يحققه هذا العمل الوضيع من فائدة لأهدافهم القذرة بطرد السكان المسلمين من كوسوفو، تمادوا وتوسعوا في عمليات اغتصاب الفتيات في مدن اقليم كوسوفو اذ تتوالى التقارير المتضمنة شهادات اللاجئين الفارين من الاقليم عن عمليات مبرمجة لاغتصاب الفتيات، ومن تلك التقارير اقامة معسكر في منطقة دباكوفيكا في جنوب غرب كوسوفا ترسل اليه الفتيات المسلمات بعد اختطافهن حيث يقوم الذئاب من جنود الصرب باغتصابهن عنوة، واللائي يقاومن يقتلن على يد الجنود، ويذكر آخر التقارير ان عشرين فتاة قتلن يوم الجمعة الماضي.
وفي مناطق أخرى حيث تنتشر عصابات أركان المطلوب لمحكمة الجزاء الدولية والذي عجزت القوات الدولية القبض عليه,,!! فنقل نشاطه الى اقليم كوسوفا هو وذئابه الذين يعثون فسادا في مناطق ومدن الاقليم فيدخلون القرى والمدن ويقتحمون منازلهم ,, ويذكر اللاجئون بأن أول أعمالهم جمع الفتيات حيث يتم اغتصابهن أمام ذويهم وتحت تهديد السلاح وبعد ان يتموا جريمتهم يأمرون السكان بالخروج من المنزل حيث يجبرونهم على الهجرة والفرار، وقبل ان يغادروا القرية يتم احراق المنزل.
هذه الجرائم البشعة التي لا ترتكبها حتى الحيوانات تتم جهارا في كوسوفا,, في تكرار مأساوي لما تم في البوسنة والهرسك,, سيتكرر هذا الفعل القذر في مكان آخر,, طالما يظل مرتكبه دون عقاب.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com