* القاهرة - رويترز
تعيد مصر تنظيم شبكة بنوك الدم في البلاد وتحاول نشر الوعي بمرض الايدز بعد ان اثار انتقال فيروس المرض المهلك الى عدد من الاشخاص نتيجة عمليات نقل دم حالة من الذعر.
وفي الشهر الماضي حظر وزير الصحة اسماعيل سلام على بنوك الدم الخاصة شراء الدم من متبرعين محترفين بعد مهاجمة وسائل الاعلام لمافيا تجارة الدم .
وانتقلت عدوى الايدز الى سيدة بعد عملية جراحية في مستشفى خاص اجريت لها خلالها عملية نقل دم في فبراير الماضي وهي ثاني حادثة من نوعها خلال شهرين.
وفي الحالتين كان مصدر الدم شابا شاذا مريضا بالايدز في السابعة والعشرين من عمره اتضح انه باع دمه 12 مرة خلال شهرين لنفس المستشفى مقابل 20 جنيها عن كل كيس دم.
وقالت الدكتورة مؤمنة كامل كبيرة مراقبي بنوك الدم في مستشفى القصر العيني بالقاهرة المشكلة تكمن في ان الوعي بالاجراءات الصحية ضعيف جدا بين العاملين في مجال الرعاية الصحية فضلا عن الافتقار الى البرامج التعليمية .
وتابعت ان بنوك الدم الخاصة تجمع عشر عينات او اكثر من الدم لاختبارها بدلا من اختبار كل عينة على حدة.
وتابعت 80 في المائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية يجهلون حقيقة ان فيروس الايدز موجود في مصر واختبار العينات العشوائية يوفر عليهم الوقت والمال .
مصادرة 25 ألف وحدة
واكتشفت مصر نحو 700 حالة ايدز في الفترة من عام 1986 الى عام 1998 وقد توفي 260 منهم على الاقل,وافادت وزارة الصحة ان 90 بالمائة من المصابين من الرجال وقد انتقل المرض الى نسبة 46,7 بالمائة عن طريق علاقات جنسية و27,5 في المائة عن طريق دم ملوث و12,5 في المائة عن طريق حقن ملوثة و11,7 في المائة عن طريق علاقات جنسية شاذة اما نسبة 1,6 في المائة الباقية فلم تعرف اسباب اصابتها بالمرض.
وفي فبراير قال سلام ان وزارته التي تجري فحوصا عشوائية على 20 ألف عينة دم شهريا صادرت 25 ألف وحدة دم ملوث في عام 1997 الا انه لم يذكر ارقاما لعام 1998.
وقالت د, مؤمنة كامل ان الوزارة تطالب جميع بنوك الدم بفحص عينات الدم لاكتشاف فيروس الالتهاب الكبدي (ب) والايدز وفي عام 1993 اضافت الكشف عن الالتهاب الكبدي سي والزهري.
وتابعت هناك قدر كبير من الاهمال من جانب بعض بنوك الدم الخاصة .
خطة ثلاثية لبنوك الدم
وتأمل الحكومة ان تستكمل اعادة تنظيم شبكة بنوك الدم خلال ثلاثة اعوام واقامة بنك وطني في الجيزة فضلا عن ثمانية بنوك اقليمية و20 بنكا في الاحياء.
وصرحت سلوى يوسف المستشارة بوزارة الصحة لرويترز المشروع يهدف الى وضع معايير موحدة للعمل في بنوك الدم .
وتابعت ان معظم مشاكل الدم الملوث كانت في مستشفيات خاصة اذ ان معظم المرضى في المستشفيات التابعة للدولة ينقل اليهم دم من افراد اسرهم.
وقالت يتوقع المرضى في المستشفيات الخاصة ان يتم توفير الدم لهم لذا فان المستشفيات ليس امامها سوى الاعتماد على المتبرعين المحترفين الذين يحصلون على اجر ,وقدمت سويسرا ثلاثة مليارات فرنك سويسري مليوني دولار لمشروع بنك الدم تصرف على مساعدة فنية وتدريب من جانب خبراء منظمة الصحة العالمية تحت اشراف وزارة الصحة والصليب الاحمر السويسري.
وقالت سلوى يوسف التي ترأس الجانب المصري في المشروع ان سويسرا ستقدم معدات حساسة ومتقدمة لبنوك الدم الجديدة لضمان سلامة الدم.
وتابعت ان المباني ستكون نظيفة ومريحة لتشجيع متطوعين من مستويات طيبة .
وذكرت ان واحدا في المائة فقط من تعداد سكان مصر البالغ 62 مليون نسمة يتبرعون بالدم.
وسيتم اغلاق 244 بنكاً من بنوك الدم الحالية التي تمتلكها الدولة او تحويلها الى وحدات لتخزين الدم فقط.