في عام 1403ه زار خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حاضرتنا الصناعية العملاقة (مدينة الجبيل),, وقام بجولة واسعة بين مصانعها الثقيلة والمساندة والثانوية، كما شاهد مرافق المدينة السكنية التي أُنشئت للعاملين فيها من مختلف الوظائف والرتب والمهن,, ويومها قال قولته المشهورة:
(ان بناء المصانع مهم,, ولكن أهمّ منه بناء الرجال) وكانت تلك المقولة تعبيرا عن رؤيته - حفظه الله - للشباب الوطني وهو يتولى ادارة وتشغيل وصيانة تلك المصانع العملاقة التي أنفقت عليها الدولة (12) ألف مليون دولار (48) ألف مليون ريال.
وقال في ابتهاج: (لقد رأيت شبابنا الوطني الطموح وهو يدير ويشغل ويصون هذه المصانع).
وهذا الشباب الوطني هو في الحقيقة احد معطيات النهضة التعليمية التي قادها ووضع استراتيجيتها السياسية خادم الحرمين الشريفين يوم كلّفه أبوه المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - عليه رحمة الله - بتولي أول وزارة للمعارف في الدولة الوليدة عام 1373ه.
وقد تعهد بحكمته وحنكته وآماله العريضة أبناء الوطن في مجال التعليم مرحلة بعد اخرى داخل وخارج المملكة كمبتعثين حتى أخذت اعداد الخريجين منهم تتزايد وتتكاثر في مواقع العمل الوطني العام في مختلف المجالات وبمختلف التخصصات، ونالت حاضرتنا الصناعية (الجبيل وينبع) نصيبها الوافر من هذا الكم المتعاظم من أبناء الوطن المؤهلين بالعلوم والخبرات وها هو صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يعيد للتاريخ توهجه بزيارته المرتقبة اليوم لمدينة الجبيل حيث يستقبله شبابنا الوطني العامل هناك , ولقد عبّر صاحب السمو الامير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع بالنيابة عن سعادة وفرح منسوبي الهيئة بهذه الزيارة حيث قال: (ان فرحتنا غامرة والكل هنا يترقب مقدم سموه المبارك الذي يأتي استمراراً لزيارات خيّرة سابقة قام بها قادة هذه البلاد لهذه المدينة الصناعية التي جاء إنشاؤها قبل اكثر من عشرين عاما استجابة لخطة طموحة استهدفت الاستثمار الامثل للموارد الطبيعية والبشرية التي تزخر بها بلادنا الغالية).
وزيارة سمو ولي العهد الأمين - حفظه الله - لمدينة الجبيل واحدة من بين عدة زيارات لمرافق متعددة في المنطقة الشرقية حيث يتفضل سموه بافتتاح العديد من المشاريع التي تم انجازها كما سيضع حجر الأساس لمشاريع اخرى حديثة في إطار تواصل حركة العطاء في مجالي التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الجزيرة