الدمام - واس
وجه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الكلمة التوجيهية الكريمة التالية:
بمناسبة انطلاق المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لتوعية المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية بأهمية ترشيد استخدام الماء والمحافظة عليه اليوم الاحد الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة 1419ه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
ايها الاخوة والاخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان ديننا الحنيف يأمرنا دائما بالتعقل والترشد في كل امر من امور حياتنا الدنيوية حيث وردت في القرآن الكريم توجيهات ربانية تدعو الى عدم الاسراف في النعم والماء نعمة كبيرة من نعم الله تعالى علينا فلا حياة بدونها لأي كائن ما كان من مخلوقات الله على هذه الارض كذلك فهي نعمة تستوجب منا الشكر لله تعالى وجود هذا العنصر الحيوي الهام لحياة كل مخلوق اذ قال الحق سبحانه وتعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي .
كما اننا ملزمون بالمحافظة على كل قطرة ماء وان لا نبذر او نسرف استعماله فقد قال المولى عز وجل في محكم التنزيل : وات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وقال تعالى : والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما كلنا يدرك طبيعة بلادنا المناخية والجغرافية القاسية المتمثلة في شدة الحرارة وقلة الامطار وانعدام البحيرات والانهار الجارية .
وبالرغم من هذه الظروف المناخية القاسية فقد تمكنت الدولة بحمد الله تعالى من توفير الماء العذب للمواطنين والمقيمين في جميع مدن ومحافظات وقرى وهجر المملكة العربية السعودية فخلال الخطط الخمسية التنموية المتعاقبة على البلاد لم تخل واحدة منها من مشاريع جديدة لحفر الابار الجوفية وانشاء محطات تحلية مياه البحر والسدود او توسعة للمشاريع القائمة او غير ذلك من مشاريع المياه الاخرى بالاضافة الى رصد الاموال اللازمة سنويا لعمليات التشغيل والصيانة لهذه المشاريع العملاقة الا انه وللاسف الشديد تولد لدى البعض عدم المبالاة في استخدام الماء الى حد الاسراف في استعماله بعيدا عن روح المسؤولية ومنطلق المواطنة الصادقة مما اوجب على الحكومة ان تضع في قائمة اولوياتها اهمية التوعية والترشيد في استخدام الماء والمحافظة عليه.
واستجابة لهذا الواجب الديني والمطلب الوطني فقد قامت وزارة الزراعة والمياه في العام الماضي باطلاق الحملة الوطنية لتوعية المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية بأهمية ترشيد استخدام الماء والمحافظة عليه ويسرني في هذا اليوم الاحد الموافق 25/12/1419ه ان ابارك انطلاقة المرحلة الثانية من هذه الحملة الوطنية داعيا الجميع للاسهام والمشاركة الفعالة في انجاحها والتجاوب مع اهداف التوعية وبرامج الترشيد المرجوة من هذه الحملة لكي نحافظ على الماء كأغلى ثروة في الوجود تدوم لنا وللاجيال القادمة اخذين في الاعتبار ان الاقتصاد في استخدام الماء واجب شرعي ومطلب وطني وعامل مهم في توفير الانفاق العام فلنعمق هذا المفهوم والتصرف الحضاري في نفوسنا ونفوس ابنائنا واسرنا والعاملين معنا.
ايها الاخوة والاخوات
وفي الختام اقدم شكري للجميع وادعوكم للامتثال لما يدعونا اليه ديننا الحنيف بالابتعاد عن الاسراف في النعم والماء على وجه الخصوص ولنتذكر ونردد قول المصطفى عليه الصلاة والسلام لا تسرف ولو كنت على نهر جار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.