Monday 12th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأثنين 26 ذو الحجة


سموه رعى حفل اكتمال مشروع مصفاة رأس تنورة
سمو ولي العهد زار مقر أرامكو وافتتح خط أنابيب المنتجات البترولية من الظهران إلى الرياض والقصيم

الظهران- حسين بالحارث
زار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أمس مقر أرامكو السعودية في الظهران شملت زيارة بئر الدمام رقم 7، حيث كان في استقبال سموه ومرافقيه كل من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة الشرقية وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء ومعالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس ادارة أرامكو السعودية والأستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة رئيس أرامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين.
وقد استمع سموه ومرافقوه إلى شرح مختصر من رئيس الشركة عن هذه البئر الذي يوافق هذا الشهر مرور 60 عاماً على زيارة الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- لها بعد أن اكتشف فيها البترول بكميات تجارية لأول مرة, الجدير بالذكر ان حفر هذه البئر بدأ في 23 رمضان 1355ه الموافق 7 ديسمبر 1936 وعلى عمق 1441 متراً تدفق الزيت منها في 5 محرم 1357ه الموافق 6 مارس 1938م بمعدل 1354 برميل في اليوم ثم ارتفع إلى نحو 3500 برميل في اليوم, وقد انتجت هذه البئر مايزيد على 32 مليون برميل منذ اكتشافها وحتى اغلاقها في عام 1982م حيث اغلقت لوجود بدائل انتاج أخرى لدى الشركة ويمكن للشركة متى أرادت ان تعود للانتاج من هذه البئر, واطلع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على اللوحة التذكارية التي تسجل زيارة سموه لموقع البئر.
بعد ذلك استقل سمو ولي العهد ومرافقوه الحافلة متجهين إلى مبنى ادارة أرامكو السعودية بالظهران، وعند وصوله قدمت طفلة لسموه باقة من الورود وزار سموه مركز ادارة تخطيط وتنظيم توريد الزيت في الشركة، حيث صافح سموه العاملين بالمركز، وقدم مدير ادارة المركز عبدالحكيم القوحي شرحاً لسموه عن مهام المركز واقسامه والأعمال التي تضطلع بها تلك الأقسام، وشاهد سموه في المركز أحدث التقنيات وأرقى نظم الاتصالات والحاسب الآلي التي تستخدمها الشركة في مجال تنظيم وتوريد الزيت والغاز والمنتجات البترولية كما شاهد عن طريق الشاشات بعض أعمال المركز، ومايتطلبه العمل فيه من تنسيق مع المصافي وفرض الشحن ومحطات التوزيع وخطوط الأنابيب، وشاهد سموه اللوحة التذكارية لزيارة سموه للمركز.
بعد ذلك غادر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ومرافقوه المقر الرئيسي للشركة بالظهران، في طريقه إلى محطة توزيع المنتجات البترولية الرئيسة بالظهران حيث كان في استقبالهم هناك نائب الرئيس لأعمال التوزيع في أرامكو السعودية خالد بن عبدالرزاق النفيسي وعدد من مسؤولي التوزيع في الشركة, وبعد وصول سموه بدأ بجولة في المعرض الخاص الذي أقيم في الموقع بهذه المناسبة حيث شاهد صوراً تروي مراحل انشاء خط أنابيب نقل المنتجات وعمليات توزيع المنتجات، كما قدم لسموه الكريم شرحاً مختصراً عن أقسام المحطة التي هي جزء من شبكة التوزيع المحلي للمنتجات البترولية في أرامكو السعودية وتضم الشبكة 18 محطة رئيسة لتوزيع المنتجات البترولية و17 وحدة لتعبئة الطائرات وعدداً من الفرض البحرية, وتتسلم محطة توزيع المنتجات البترولية في الظهران المنتجات المكررة من مصفاة رأس تنورة وتخزنها في مستودعاتهاالتي تتسع لمليون وربع المليون برميل ويرسل جزء كبير منها الى كل من الرياض والقصيم والأحساء عبر خط أنابيب المنتجات ومنصات التعبئة فيها تستوعب عشرين شاحنة في آن واحد، كما قدم لسموه الكريم -حفظه الله- شرحا مفصلا عن مشروع خط أنابيب نقل المنتجات البترولية من الظهران إلى الرياض ثم القصيم الذي يزيد اجمالي طوله 820 كيلو متراً وتبلغ طاقته الحالية من الظهران إلى الرياض 150 ألف برميل في اليوم ومن الرياض الى القصيم 80 ألف برميل يومياً، أما الخط الفرعي الممتد إلى الأحساء فتبلغ طاقته 30 ألف برميل يومياً, وقد تضمن المشروع انشاء محطة توزيع متطورة في الرياض تعمل بشكل آلي ومرافق لتسلم وتحميل المنتجات في القصيم والأحساء وسيسهم هذا المشروع بإذن الله في زيادة كفاءة الامدادات وخفض تكاليف نقل المنتجات وزيادة السلامة المرورية على الطرق السريعة وكذلك حماية شبكة الطرق التي كان تسلكهاالشاحنات.
بعد ذلك تفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بضغط زر تشغيل مشروع خط الأنابيب ايذاناً ببدء تشغيله رسمياً قائلاً: باسم الله وعلى بركة الله، ثم رفع الستار بيده الكريمة عن اللوحة التذكارية التي تسجل زيارة سموه للمحطة وافتتاح المشروع.
ثم قدم الاستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة رئيس أرامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين هدية تذكارية لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بهذه المناسبة وهي عبارة عن خريطة مجسمة للمملكة تحوي نماذج تمثل المكونات الرئيسة لمشروع خط الأنابيب, ثم غادر سموه ومرافقوه محطة توزيع المنتجات البترولية الرئيسة بالظهران متجهين إلى رأس تنورة.
سموه يرعى حفل اكتمال مشروع مصفاة رأس تنورة
ثم وصل سموه الى مقر مصفاة رأس تنورة لرعاية الحفل الذي ستقيمه شركة أرامكو بمناسبة اكتمال مشروع تحديث وتوسعة المصفاة, وفور وصول سموه الى مقر الحفل في رأس تنوره عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي واستهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى معالي وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس ادارة أرامكو السعودية المهندس علي النعيمي كلمة جاء فيها: يسعدني ان أرحب بكم في هذا الموقع التاريخي الذي شهد على يدي الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منذ أكثر من ستين عاماً، تدشين أول شحنة بترول تصدرها المملكة على متن ناقلة، هذا الموقع الذي لعب ومايزال يلعب دوراً مهماً ومتنامياً في صناعة البترول السعودية.
وقال: وكم هو رائع ياصاحب السمو ان نحظى بمشاركة ورعاية سموكم الكريم في افتتاح مشروعاتنا البترولية العملاقة واحداً بعد الآخر, فمنذ سنة ونيف، كنتم معنا في حفل افتتاح حقول منطقة الرياض، وفي الشهر الماضي، شرفتمونا بافتتاح حقل الشيبة في الربع الخالي, وها أنتم اليوم تشرفوننا بافتتاح مشروع توسعة وتحديث مصفاة رأس تنورة، ومشروع خط أنابيب نقل المنتجات البترولية الممتد من الظهران إلى الرياض ومنها الى القصيم، ولاشك ان مشروع تحديث هذه المصفاة، هو واحد من أهم مشروعات الصناعة البترولية السعودية لمردوده الاقتصادي من ناحية اسهامه في تلبية حاجة المملكة من المنتجات البترولية، ولأنه ايضاً يمثل خطوة مهمة باتجاه استخدام البنزين الخالي من الرصاص في المملكة.
واضاف يقول: وعندما يتحدث العالم عن البترول في المملكة العربية السعودية، فإن تفكير المتحدثين ينحصر غالباً في الاعتقاد بأن مايميز المملكة هو كونها تملك أكبر احتياطي بترولي في العالم، وأنها أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول, إلا أن هذا الاعتقاد تنقصه الشمولية، فدور المملكة ومكانتها في ميدان صناعة البترول، لاينحصر في عمليات انتاج وتصدير الزيت الخام فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل معالجة البترول وتصنيعه وتكريره لاستخراج منتجاته المختلفة، فضلاً عما هو معروف من مكانتها المتميزة في مجال انتاج ومعالجة الغاز، فالمملكة تعدواحدة من أكبر عشر دول في العالم في مجال تصنيع وتكرير البترول واستخلاص منتجاته، وهي تقف، ضمن هذه المجموعة، مع عدد من الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا واليابان، وتصل طاقة المصافي السبع العاملة داخل المملكة إلى حوالي مليون وسبعمائة ألف برميل يوميا.
وقال: واضافة إلى هذا، فإن للمملكة حصصاً في ملكية عدد من مشروعات التكرير والتسويق المشتركة في الخارج، وتزيد طاقة التكرير في المصافي التابعة لهذه المشروعات على مليون ونصف المليون برميل يومياً, وهذا يعني ان الطاقة التكريرية المرتبطة، كلياً أو جزئياً، بصناعة البترول السعودي، داخلياً وخارجياً، تصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً.
وقال وزير البترول: لقد بدأت صناعة تكرير البترول في المملكة منذ مايقارب الستين عاماً، وبالتحديد في عام ألف وثلاثمائة وتسعة وخمسين، من هذه المنطقة بالذات، وبعد سنتين فقط من رعاية الملك عبدالعزيز -رحمه الله- انطلاق أول شحنة من الزيت السعودي من رأس تنورة كانت بداية مصفاة رأس تنورة بسيطة، إلا أن طاقة المصفاة زادت بعد أربع سنوات لتصل إلى خمسين ألف برميل يومياً، ملبية بذلك الطلب المحلي، مع تصدير الفائض إلى الخارج، بعد ذلك سارت صناعة البترول في المملكة بخطوات حثيثة، لتحقيق المزيد من العوائد الاقتصادية المجزية، بمايخدم المصلحة الوطنية, ففي عام ألف وثلاثمائة وثمانية وثمانين أنشئت مصفاة جدة، وبعد ذلك بأربع سنوات أنشئت مصفاة الرياض.
وأضاف وخلال العقد الأول من القرن الرابع عشر الهجري، توجهت صناعة البترول السعودية نحو انشاء مصاف لإنتاج وتصدير المنتجات البترولية بمشاركة شركات بترولية عالمية, وقد بدأ هذا بالفعل في منتصف تلك الفترة، بإنشاء مشروع تكرير مشترك مع شركة موبيل الأمريكية في ينبع، وتلاه خلال وقت قصير، إنشاء مشروع تكرير مشترك آخر مع شركة شل العالمية في الجبيل، وكانت مصفاة ينبع المحلية قد بدأت العمل قبل ذلك بسنتين، ولاشك ان إنشاء هذه المشروعات البترولية في مدينتي الجبيل وينبع، على وجه التحديد، يؤكد سعي المملكة الحثيث إلى بناء مدن صناعية حديثة واقتصاد صناعي متين، مستفيدة من الميزة النسبية التي تملكها، وهي البترول والغاز الطبيعي، وهذا يشمل الصناعات البتروكيميائية التي أقيمت في هاتين المدينتين.
ومضى معاليه يقول: ومع تأسيس شركة الزيت العربية السعودية أرامكو السعودية في عام ألف وأربعمائة وتسعة، وبتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ومن سموكم الكريم، بدأنا انطلاقة جديدة وقوية نحو بناء صناعة بترولية متكاملة، ليس داخل المملكة العربية السعودية فحسب، بل على المستوى العالمي كذلك، فعلى المستوىالعالمي: دخلنا في مشروعات مشتركة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية كوريا، والفلبين، واليونان، وذلك بهدف تكرير البترول وتوزيع منتجاته إلى المستهلك النهائي, كما تم بناء اسطول بحري لنقل البترول ومنتجاته، حيث وصل عدد ناقلات هذا الاسطول الآن إلى 27 ناقلة، تزيد طاقة شحنها الإجمالية على خمسين مليون برميل, وعلى المستوى الدولي كذلك: انشئت مكاتب لتسويق البترول السعودي في المناطق والدول المستهلكة الرئيسة، بغرض بيع البترول السعودي إلى المستخدم النهائي بأفضل الأسعار ودون وسيط أو طرف ثالث, أما على المستوىالمحلي: فقد دمجت مصافي التكرير المحلية ومرافق توزيع المنتجات البترولية في أرامكو السعودية في مطلع عام ألف وأربعمائة وخمسة عشر، ورافق ذلك تحويل حصة الدولة في مشروعات التكرير المشتركة المحلية إلى أرامكو السعودية، ثم تحويل حصة الدولة في مشروعات تصنيع زيوت التشحيم المشتركة, وكان الغرض من عمليات الدمج هذه هو بناء صناعة بترولية سعودية متكاملة وقوية تحقق أعلى العوائد باقل التكاليف, ولعل من الجدير بالذكر هنا، الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية كانت بهذا الاجراء رائدة في عمليات الدمج والتكامل في الصناعة البترولية.
وقال: كما اتجهت الصناعة البترولية السعودية إلى تيسير وتعزيز عملية نقل المنتجات البترولية داخل مناطق المملكة، حيث تم انشاء خط أنابيب لنقل المنتجات المكررة من الظهران إلى الرياض، ومن ثم إلى القصيم، وهذا الخط اضافة إلى عوائده المالية العالية، سوف يسهم في حماية البيئة، وزيادة معدلات السلامة المرورية، ويجري الآن التخطيط لانشاء خطوط أخرى لنقل المنتجات البترولية تربط جازان مع أبها وينبع بالمدينة المنورة، ومشروعات تحديث المصافي السعودية ليست قاصرة على مصفات رأس تنورة، بل إن تحديث هذه المصفاة إنما هو البداية فقط, فالخطة الحالية تتجه نحو تحديث مصفاتي ينبع المحلية ورابغ, ونحن نطمح بإذن الله تعالى إلى أن نجعل مصفاة رابغ نواة لمركز جديد لصناعة بترولية وبتروكيميائية في المملكة مشابهة للقلعتين الصناعيتين في الجبيل وينبع، وذلك عن طريق تحديث المصفاة وربطها بصناعات بتروكيميائية جديدة.
وأكد ان عملية تحديث أية مصفاة بترولية هي عملية طويلة ومكلفة، إلا أن لها عوائدها الاقتصادية المجزية، اضافة إلى اسهامها الواضح في حماية البيئة, وهنا أحب أن أركز على علاقة الصناعة البترولية السعودية بموضوع حماية البيئة، حيث حققت هذه الصناعة في هذا المجال انجازات متوالية، تفخر بها، وهي ماتزال تواصل هذه الانجازات، فعلى سبيل المثال يجري العمل الآن على توسعة شبكة الغاز الرئيسة، وستؤدي هذه التوسعة إلى زيادة استخدام الغاز الطبيعي واحلاله محل البترول الخام ومشتقاته كوقود في محطات الكهرباء، ومحطات تحلية المياه والمصانع، وهذا يعني تخفيض الانبعاثات من الرصاص والغازات الضارة.
ولاشك ان عملية تحديث المصافي، وفي مقدمتها هذه المصفاة، تسهم في حماية البيئة، وخصوصاً بتخفيض نسبة الرصاص في بنزين السيارات، حيث تسير المملكة بشكل تدريجي نحو هذا الهدف، آخذة في الاعتبار جميع النواحي البيئية والاقتصادية, فنسبة الرصاص الموجودة في البنزين المستخدم في المملكة في انخفاض مستمر، وستسهم مصفاة رأس تنورة بعد أن تم تحديثها في تخفيض هذه النسبة، بل ان لدينا في الوقت الحاضر خطة محددة، للتخلص من الرصاص في بنزين السيارات خلال العامين القادمين.
عقب ذلك ألقى الأستاذ عبدالله صالح جمعة رئيس أرامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين كلمة رحب فيها بتشريف سمو ولي العهد لهذا الحفل وقال: لاشك عندي في أنه يحق لأرامكو السعودية أن تعد هذا العام عام سعد لها، اذ حظيت فيه بلقاء سموكم الكريم عدة مرات بعد أن أتم العاملون فيها، من أبناء هذا الوطن العزيز، العديد من المشروعات البترولية العملاقة جرى العمل فيها جميعاً في وقت واحد، والكل يعلم، ياصاحب السمو ان أية شركة بترولية عالمية كبرى ستعد اتمام أي مشروع من هذه المشروعات منفرداً وبمثل هذه الكفاءة انجازاً فريداً ومصدراً للفخر والاعتزاز.
وأضاف: وبين مارآه سموكم في بحر الرمال في الشيبة، وماترونه هنا على ضفاف مياه الخليج تكامل وثيق، فأرامكو السعودية، حين انطلقت تنتج الزيت الخفيف جداً من حقل الشيبة، كانت تضطلع بدور عالمي تمليه مكانتها كمصدر أساس للطاقة للعالم أجمع، وتحقق في نفس الوقت مكاسب اقتصادية جمة للوطن الذي تنتمي إليه، وهي اليوم في رأس تنورة تؤدي دوراً وطنياً ينبع من اضطلاعها بمسؤولية توفير المنتجات البترولية للاستهلاك المحلي، طبقاً لأرفع المستويات وبأفضل الطرق وآمنها.
وأوضح ان هذا الدور يتمثل جلياً في المشروعين اللذين نحتفل اليوم باكتمالهما، مع مايمثلانه من دعم للاقتصاد الوطني وتعزيز لنموه، ولعلكم تأذنون لي بالحديث عن هذين المشروعين بشيء يسير من التفصيل, أما المشروع الأول: فهو خط أنابيب نقل المنتجات البترولية من الظهران إلى الرياض ثم إلى القصيم، الذي شمل انشاء شبكة من الأنابيب تجاوز طولها ثمانمائة وعشرين كيلو متراً، ومن وحدة الضخ التي أنشئت في محطة التوزيع بالظهران ضمن هذا المشروع، يضخ البنزين والديزل والكيروسين إلى الرياض بطاقة مقدارها مائة وخمسون ألف برميل في اليوم، كما يضخ البنزين والديزل إلى الأحساء بطاقة قدرها ثلاثون ألف برميل في اليوم، والى القصيم بطاقة قدرها ثمانون ألف برميل يومياً، ومن الممكن، مستقبلاً زيادة طاقات هذه الشبكة باضافة وحدات ضخ إليها.
وقال: وقد تطلب اكمال هذا المشروع انشاء محطة توزيع آلية كلياً، شمال مدينة الرياض،ومرافق لتسلم المنتجات في محطة التوزيع بالقصيم، ليصبح بذلك مشروع خط الأنابيب جزءاً من شبكة توزيع المنتجات البترولية المتكاملة التابعة لأرامكو السعودية، والتي تضم ثماني عشرة محطة لتوزيع المنتجات، وسبع عشرة وحدة لتعبئة الطائرات بالوقود اضافة إلى عدد من الفرض البحرية، كما ان هذه الشبكة ترتبط بدورها بمرافق مشروع الخزن الاستراتيجي الذي تتولى أرامكو السعودية تشغيله، ويقوم أبناؤكم العاملون في مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت، الذي حظي بزيارة تفقدية كريمة من لدن سموكم هذا اليوم، وزملاؤهم العاملون في محطات التوزيع وادارة أعمال خطوط الأنابيب، بالتحكيم في عملية شحن المنتجات عبر هذه الشبكة, كما ان بامكانهم مراقبة عمل خط الأنابيب والمرافق التابعة له، على مدار الساعة، وذلك بالاستفادة من شبكة لنقل المعلومات غاية في التطور التقني.
وأشار إلى أن اكمال مشروع خط الأنابيب أدى إلى تقليص تكاليف نقل المنتجات بشكل كبير، اذ حل محل قرابة ألفين وخمسمائة شاحنة صهريجية كانت تنقل هذه المنتجات يومياً, كما أدى إلى رفع مستوى السلامة المرورية، وخفض معدلات استهلاك الطرق السريعة التي كانت تسلكها هذه الشاحنات.
وقال: أما المشروع الثاني فهو مشروع تحديث وتوسعة مصفاة رأس تنورة, وقد شهدت هذه المصفاة مشروعات تطوير عديدة، تزامنت مع مراحل التنمية الشاملة في المملكة، لكن هذا المشروع، الذي تتفضلون بافتتاحه بعد اكتماله هو اكبرها وأبرزها، فالمشروع يجهز مصفاة رأس تنورة لتنطلق، مع مطلع المائة الثانية من عمر بلادنا العزيزة، كواحدة من أحدث المصافي وارفعها تقنية في العالم، فبالاضافة إلى مرافق الخدمات والمساندة العديدة، يشمل مشروع تحديث وتوسعة مصفاة رأس تنورة عدة عناصر، منها وحدة للتكرير بالتكسير الهيدروجيني، ومعمل للهيدروجين تابع لها، ووحدة لخفض لزوجة مخلفات عملية التقطير، ووحدة للمعالجة المستمرة للنفتا بالوسيط الكيميائي، تستخلص منتجاً عالي المواصفات يستخدم كأحد اخلاط البنزين لزيادة نقائه وفاعليته، ولاشك ان اكمال مشروع تحديث المصفاة وتوسعتها، سيؤدي إلى زيادة نسبة انتاج البنزين من كل برميل من الزيت الخام إلى الضعف تقريباً, كما سترتفع نسبة استخلاص المكررات المتوسطة، كالكيروسين والديزل، بينماستنخفض نسبة انتاج زيت الوقود، منخفض القيمة، الى النصف تقريباً, وفضلاً عن هذا فإن المشروع سيمكن المصفاة من انتاج البنزين الخالي من الرصاص، استعداداً للتحول إلى استخدام هذا النوع من الوقود في المملكة.
وأوضح انه طبق على هذا المشروع مايطبق على جميع مشروعات الشركة من اعتبارات تهدف إلى المحافظة على البيئة الطبيعية في بلادنا الحبيبة، وهو أمر توليه أرامكو السعودية أقصى اهتمامها، ولعلكم تسمحون لي بأن أضرب لكم مثلاً يسيراً يدل على مدى اهتمامنا بالحفاظ على البيئة في مناطق اعمالنا في رأس تنورة.
فمنذ ثماني سنوات، وأثناء مسح بحري قام به فريق من العلماء التابعين للإدارة البحرية في أرامكو السعودية، اكتشفت مجموعات من الشعاب المرجانية في حال ممتازة، في رأس تنورة، وقد قام العلماء باعداد خرائط مفصلة لها في حينها واليوم، تقف الحال الممتازة التي ماتزال هذه الشعاب تنعم بها شاهداً على نجاح جهودنا في حماية البيئة التي نعمل فيها مهما كانت طبيعتها وحساسيتها.
عقب ذلك تفضل سمو ولي العهد بافتتاح المشروع بالضغط على زر التشغيل وازاحة الستار عن اللوحة التذكارية, وعقب مأدبة غداء على شرف سموه قام بجولة في مرافق المصفاة ثم غادر متوجهاً إلى الدمام.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
ملحق الجبيل
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved