* لندن - واشنطن - العواصم - الوكالات
اعرب مسؤولون بوزارة التنمية الدولية البريطانية امس عن مخاوف من تعرض مائة الف رجل الباني مسلم من سكان اقليم كوسوفا لمذابح مروعة على ايدي الصرب.
وقال هؤلاء المسؤولون الذين عادوا امس الاول من مقدونيا والبانيا نقلا عن شهود عيان ان السلطات الصربية جمعت هؤلاء الرجال وفصلتهم عن اسرهم ثم اقتيدوا بعيداً داخل كوسوفا حيث واجهوا مصيرهم وذلك بعد ابعاد النساء والاطفال والمسنين باتجاه الحدود لطردهم من الاقليم.
واضافوا انهم لاحظوا ان معسكرات اللاجئين من مسلمي كوسوفا في مقدونيا قد خلت من الرجال تقريباً.
وفي واشنطن ذكرت محطة التلفزيون الامريكية اي بي سي نقلا عن مصادر عسكرية ان الولايات المتحدة تملك صوراً التقطتها الاقمار الصناعية تدل على وجود مقابر جماعية في كوسوفو بالقرب من مدينة اوراهوفاتش (جنوب غرب).
واوضحت اي بي سي ان هذه المقابر البالغ عددها نحو 100 حفرت منذ فترة قريبة على صفين مستقيمين وهي مماثلة للمقابر الجماعية التي عثر عليها بعد الحرب في البوسنة والهرسك.
وتابعت المحطة ان هذه الصور تؤكد شهادات اللاجئين الذين تحدثوا عن عمليات اعدام جماعية في هذه المنطقة.
وقد نشرت وزارة الدفاع الامريكية امس عدة صور دقيقة التفاصيل التقطت عبر الاقمار الصناعية وتظهر مجموعات من البان كوسوفو لجأوا الى التلال بعد ان فروا من قراهم.
وقال عسكريون ان هؤلاء الاشخاص تركوا بيوتهم اما تحت التهديد المباشر للقوات اليوغوسلافية او خوفاً منها.
هذا وعلى الصعيد نفسه فقد حذرت هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية من مغبة التوطين النهائي للاجئين الكوسوفيين في بعض دول الجوار او في اية دولة اخرى,, حتى لا تكون هناك فرصة للصرب في تحقيق اهدافهم المتمثلة في افراغ كوسوفا من اهلها,, وخصوصا انهم يريدون افراغ الاقليم وابادة شعبه.
ويقول الدكتور عدنان بن خليل باشا الأمين العام للهيئة بأن هناك ضرورة قصوى في اعادة هذا الشعب الى دياره واغلاق الابواب امام كل الجهات التي تحاول محو هويته الجماعية,, مشيرا الى ان تقديم المساعدات الغذائية والطبية وتوفير المأوى والكساء لهم يجب الا يصرف الذهن عن الهدف الاساسي وهو البحث عن سبل استقرارهم في ديارهم.
واضاف بأن الهيئة تدعو كل المنظمات والهيئات والمؤسسات الاسلامية والدولية والاقليمية وكذلك المجتمع الدولي الى ايجاد ضمانات امنية كافية لعودة هؤلاء اللاجئين خصوصاً وان تدفقهم يزداد يوماً بعد يوم حيث ان هذا التدفق هو عملية اجبارية تهدف الى تمزيق هوية ابناء كوسوفا والغاء هذا الاقليم من خارطة العالم,, وترى الهيئة بأن الحلول الجذرية لمشكلة هؤلاء اللاجئين تكمن في عودتهم الى ديارهم في اسرع وقت ممكن والحفاظ على دينهم وهويتهم وحقوقهم الانسانية المشروعة وستعمل الهيئة بكل جهدها بالتعاون مع المنظمات الاخرى في ايجاد السبل الكفيلة تجاه استقرار هؤلاء اللاجئين.
تجدر الاشارة الى ان الهيئة تواصل جهودها لمساعدة لاجئي كوسوفا حيث خصصت حالياً معونة عاجلة قدرها 45 مليون ريال منها 15 مليون ريال كمعونة مادية و30 مليون ريال في شكل مساعدات غذائية وطبية وخيام وكساء.
في هامبورغ كشفت مجلة دير شبيجل الاخبارية الالمانية النقاب عن ان ابراهيم روجوفا زعيم البان كوسوفو وضع رهن الاقامة الجبرية في منزله الكائن في بريشتينا مند الحادي والثلاثين من اذار مارس الماضي, وان قوة صربية اقتادته الى بلجراد لعقد اجتماع مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش روج له الصرب بوصفه مبادرة ثنائية.
وفي تقرير تنشره المجلة في عددها الذي يصدر اليوم الاثنين حصلت وكالة الانباء الالمانية على نسخة منه مقدما قالت دير شبيجل ان مراسلتها في بلجراد اكدت ان روجوفا قيد الاقامة الجبرية وان السلطات الصربية رفضت الاذن له بمغادرة كوسوفو.
وامضت مراسلة المجلة ستة ايام مع روجوفا واسرته وكبار مساعديه في مقر اقامة الزعيم الالباني المعتدل في برشتينا عاصمة كوسوفو.
وخشية الكشف عن هويتها كصحفية غربية تنكرت مراسلة دير شبيجل بارتداء غطاء رأ س لتبدو وكأنها احدى قريبات روجوفا او فرد في اسرته التي تضم سبعة عشر فردا.
وعلى مدار الايام الستة التي امضتها في منزل الزعيم الالباني دونت المراسلة الاحداث يوما بيوم واكدت ان روجوفا قد اكره على التوجه الى بلجراد في الاول من نيسان/ ابريل الجاري.
|