مركز الملك عبدالعزيز التاريخي هدية المئوية,, ولوحة الأمجاد!! عبدالعزيز العبدالله التويخري |
بكيت قبل عشرين عاماً في المربع؟!
وبكيت بعد عشرين عاما في المربع؟!
وما بين البكاء والبكاء,, مساحة كبرى من التفكير والتخطيط والرسم,, الذي كان يُعمل سرا ويُنفَّذ في الخفاء.
قبل عشرين عاما بكيت حزنا وألما,, لما كانت عليه حال المربع، ومبانيه الشامخة تتهاوى امامي وتتهدم وافاعيل الزمن المر,, تعبث به كما شاءت ,, وكيفما تريد، وآثار الكرم والشجاعة والبطولات تتقلص وتختفي على ارضه، والاشعاعات المضيئة بذكرياته الخالدة تخبو شيئا فشيئا,, ويومها وبحسرة وألم,, كنت (حسايف) بالمربع وبكيت؟!
وبكيت بعد عشرين عاما,, ولكنه بكاء الفرح,, وشريط الذكريات يمر بسرعة البرق في ذاكرتي,, لتغيير الصورة، وتحديث الاثار، وتجديد المواقع، وتأصيل الحضارة، وحفر الأمجاد والبطولات حقيقة واقعة على الطبيعة,, معبرة يشهدها الناس,, ناطقة يسمعها الوطن.
وما بين العشرين عاما,, كان شيئا مذهلا,, كان شيئا مدهشا، كان مشروعا عملاقا، وكان عملا اعجازيا باهراً,, وكان ثورة اصلاح وحركة عمل ترسم لوحات البناء والتعمير على ارض المربع الطاهرة من حيث لا ندري,, ومن حيث لا نعلم,, حتى تم الاعلان المبارك,, عن مولد هذا المشروع العملاق (مركز الملك عبدالعزيز التاريخي) فكانت هي المدة الزمنية لما كنا نحلم به وما كنا نتمناه.
وبعد رفع الستارة الخضراء,, عن تلك اللوحة الخالدة, وهي تحكي قصص الانجازات الاعجازية وتروي مسيرة البناء والتعمير والتطوير,, خلال مسيرة المائة عام الماضية,, وبعد فتح بوابات العز والشرف والكرامة للمواطنين,, للاطلاع والتعرف على ماضيهم المشرف موصولا بحاضرهم المزدهر,, عن طريق آثار المربع، وقصور البطل الموحد,, بحدائقه الفسيحة ومناظره الجميلة، وشلالاته المبهرة ومسالكه العابرة، وتنسيقه البديع,, لوحات تحكي رواية التوحيد، وقصص الكفاح والبناء والتعمير,, لكل الناس ولكل مواطن ومقيم, رأيتني ومن خلال تلك المشاهد في ثلاث امسيات متتابعة خلال عطلة عيد الاضحى المبارك, وكل عام وانتم بخير,, رأيتني مع الاف الزائرين، والسائحين، والمتنزهين كبارا وصغارا، شيبا وشبابا، نساء ورجالا، وهم يرفعون اكف الضراعة للخالق عز وجل,, ان يحفظ لهذه الامة ولاة امرها وبناة مجدها وان يديم عليهم الامن والامان,, الذي حققوه لوطنهم، وامتهم وان يمدهم بالتوفيق,, لمزيد العطاء، ومزيد البناء، ومزيد التطوير والتعمير, لخير هذه الامة، وخير هذا الوطن الغالي,, اقول رأيتني وامام هذه المشاهد المؤثرة وهذه الفرحة العارمة,, وقد بكيت,, ولكنه بكاء الفرح,, بكاء الذكريات المؤثرة,, موصولة برؤية تلك الانجازات الحاضرة، والافراح الشعبية الغامرة, وهذا هو سر البكاء بعد العشرين عاما, واعلان مولد هذا المشروع الخلاب,, بتوافق موافق مع المئوية التاريخية لتوحيد المملكة وتأسيسها,, كان ولاشك مثار دهشة الجميع، وفرح الجميع,, لما يتصف به هذا المشروع العملاق,, من صفات مميزة,, تجمع بين التراث الخالد، والحضارة الزاهرة,, وتعكس التطور والبناء والاعمار,, وتبرز العطاءات اللامحدودة,, التي تقدمها الدولة لترسيخ الماضي وبناء الحاضر واسعاد المواطن,, بحياة عزيزة كريمة,, فيها الرخاء، وفيها الرفاهية والامتاع، وفيها سمو الروح والنفس بعطاءات قادة هذه الامة وانجازاتها الباهرة لخدمة الانسان والارض,, جنبا الى جنب ورعاية شؤونهم، وحفظ مصالحهم، والسهر الدائم على راحتهم,, بتوجيهات الوالد القائد، والزعيم الرائد، خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز,, متعه الله بالصحة والعافية، وآمنه وآمن به وبجميع افراد اسرته المالكة الكريمة, شعب وارض هذا الوطن الغالي والامة العربية والاسلامية في مختلف بقاع الارض, هذه الهدية الكريمة من قادتنا اعزهم الله وايدهم بنصره,, بتلك المناسبة الغالية,, مناسبة مرور مائة عام على توحيد المملكة وتحقيق الامن والامان فيها, هدية غالية ثمينة هدية, ينعم اليوم بها الكبير والصغير، المواطن والمقيم، الزائر والمسافر على حد سواء,, تلك هي (حدائق) المربع,, او بالاصح,, ووفقا للتسمية الجديدة (حدائق) مركز الملك عبدالعزيز التاريخي,, لوحة تاريخية خالدة,, لماضٍ مجيد,، وحاضر سعيد,, اتقن صنعها، واحسن رسمها، وانجز تنفيذها,, صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية ووفقه في مسيرة البناء والتطوير,, الذي لا اقول لمدينة الرياض لوحدها,, ولا لمنطقة الرياض لوحدها,, وانما للمملكة كلها,, فبنظرة سموه العادلة، ورؤيته الشاملة وبمشاعره وأحاسيسه تجاه هذا الكيان العظيم,, هذه المملكة الفتية,، كأحد قادتها البارزين,, الذين يعملون ويخططون بهاجس الولاء لقائدهم,, وحسن الاخلاص لوطنهم وامتهم, فان سموه الكريم يرتفع بتلك الصفات,, الى الشمولية والعمومية في الاتجاهات الاربع من الوطن الغالي,, حفظ الله سموه ووفقه واعانه على حمل المسؤوليات الكبيرة,, التي يلتزم بها ذاتيا امام قائد هذه الامة، ورائد نهضتها الملك المحبوب، وولي عهده الامين، والنائب الثاني,, حارس الحدود والخدود على ارض الوطن, والشكر مع ذلك موصولا لجميع الرجال الذين ساهموا في تنمية هذا الوطن، وشاركوا في بناء حضارته,, ووصلوا ماضيهم بحاضرهم,, بالدعم المتواصل، والعطاءات الكبيرة,, والتوجيهات الدائمة من قادة هذه الامة وحماة امنها,, حتى قدموا لنا تلك اللوحات التاريخية المشرفة,, بهذه الصور والرسومات المعبرة,, عن المكانة المرموقة التي وصلت اليها بلادنا الغالية,, في مجالات التقدم والتنمية والازدهار, وما تلك الانطباعات العابرة,, الا من تأثير المشاهدات العامة في الحدائق، والممرات، والمظاهر الخارجية,, مما هو مهيأ لكل الناس ولجميع المواطنين والمقيمين,, اما ما في داخل اقسامها المتخصصة، وإداراتها المختلفة,, فلاشك انه سيكون اكثر تأثيرا وادق تعبيرا واصدق تصويرا,, ولكن في وقته المناسب ان شاء الله، وفرق شاسع ما بين حال المربع بالامس, وحاله باليوم,, واللهم فاشهد وأنت خير الشاهدين.
|
|
|