* إن الشعر الشعبي له مكانته الخاصة واصالته منذ القدم فهو إحساس يصور فيه الشاعر ما يراه من واقع في حياته للخيال احيانا في كثير من القصائد التي نسمعها ولكن ذلك يعطينا طابعا خاصا يقارنه الشاعر بالواقع الذي امامه,, وشاعرنا هنا يتجه للسنين بالتأكيد في مواجهة ساخنة قالها لاعباء الشيخوخة وانهزاماتها
غبني من أيام السنين الحطايب الهن بشيّال الثقايل مضاريب اللي على الشدة يشيل النوايب كد قلّعن حذاه واستدخل العيب |
كأنما ينعي شبابه,, وهذا حقه طبعا,, لكنه في واقع الامر ينعي تلك القدرات الشبابية التي كانت تمثل مؤهلات الطيب والكرم والفروسية والشجاعة,, التي كان يوظفها لصالح تلك القيم النبيلة,, ها هو يشير الى مسألة (القلّ) وهي القضية التي ترتبط بالعجز عن العمل عادة.
يجبر صواب اللي من القل عايب لا قلّ ما بيده لقوبه عذاريب |
هنا فقط قد نكتشف تلك الحقيقة,, التي تؤكد ارتباط الحياة تماما بعطاء الشباب,, ثم توقفها عند دخول مرحلة الشيخوخة,, وهذا قد يدفعنا لالتقاط حجم عائدات العمل والتي تبدو هنا محصورة في حدود متطلبات اليوم فقط,, بدليل ان مجرد الدخول في مرحلة الشيخوخة,, هو في النهاية دخول لمرحلة (القلّ) وهنا يعني العدم تقريبا,, لتوقف المصدر,.
نحن امام مجتمع كادح,, أذاب احذيته في الركض من اجل لقمة اليوم المباشر فقط ولكنه لم يستطع ان يستبقي لنفسه رصيدا لشيخوخته,, لأن العائد كان دائما أقل من الاحتياج,!! لذلك ظل يناوئ تقدم السن ربما لأنها تعني الموت جوعا في حال ما,,!!
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء