هل يمكن اقامة حوار مع القتلة,,؟! هذا السؤال يطرح بقوة بعد العرض الصربي الذي قدمته بلغراد والمتمثل في وقف اطلاق النار من جانب واحد.
العرض الصربي كما نعلم رفضته الدول الأساسية التي تقود الحرب الأطلسية في البلقان، حيث بادرت كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا، الى الاعلان عن رفض العرض، وأبدت اسباب الرفض وهي أسباب متوقعة,, بل ومنطقية، فما كانت لتقدم على حرب بالشراسة التي نتابعها وتستجيب لأول مبادرة من العدو قبل ان تتحقق أهداف هذه الحرب أو على الأقل الأهداف المعلنة.
وحتى يخرج المراقب الاعلامي أو السياسي بتصور عن العرض الصربي ان كان جادا والمطلب الأطلسي للاستجابة لوقف الحرب، لابد من عرض ما يعرضه الصرب,, وما يريده الأطلسيون,, ومن خلال عرض الصورتين يمكن للباحثين عن حل لهذه الحرب، ان يتلمسوا ضوءاً يمكن ان يوصل الباحثين لوقف لهذه الحرب.
في البداية ماذا تضمن عرض الصرب,,؟.
البيان الذي اذاعته محطة بلجراد الرسمية والذي تضمن وقف اطلاق النار من جانب واحد، أوضح ان بلجراد اقترحت على زعيم ألبان كوسوفو المعتدل ابراهيم روغوفا اعداد اتفاق مؤقت بشكل مشترك يؤدي لاحقا الى حكم ذاتي واسع للاقليم.
وقال البيان ان السلطات اليوغسلافية والصربية اقترحت على روغوفا ان يعد بشكل مشترك معها برنامجاً لعودة اللاجئين بالاشتراك مع المفوضية العليا للاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولية.
واقترحت الحكومتان في الوقت نفسه على الالبان الذين يمثلهم ابراهيم روغوفا اعداد اتفاق سياسي بشكل مشترك.
وأوضح البيان ان الأمر يتعلق في البداية باعداد اتفاق مؤقت بسيط يتيح عمل أجهزة الحكم الذاتي للمجموعتين القوميتين الألبانية والصربية والمجموعات القومية الأخرى .
واضاف وفي ختام فترة محددة، سيشكل هذا الاتفاق اساسا لاقامة حكم ذاتي واسع ودائم في كوسوفو، في اطار صربيا ويوغوسلافيا .
ذاك ما يضمنه العرض الصربي.
أما المطالب الأطلسية فيمكن ان يجملها البيان الذي اصدره مباشرة وزير خارجية فرنسا والذي تضمن خمسة اسئلة,, طالب ان تحظىبرد ايجابي,, وقبل ايراد الاسئلة يمكن ان يكون بيان فيدرين بداية لعودة الحوار مع ميلوسيفيتش كبير قتلة الصرب.
يقول فيدرين وزير خارجية فرنسا في بيانه انه لن يكون لوقف اطلاق النار الذي اعلنته بلجراد من معنى إلا اذا ترافق برد ايجابي على الاسئلة التالية:
1- هل ميلوسيفتش مستعد لوقف -يمكن التحقق منه- لاي هجوم وأي قمع؟.
2- هل يقبل ميلوسيفيتش بانسحاب قواته العسكرية وميليشياته والشرطة من كوسوفو؟.
3- هل يقبل ميلوسيفيتش بالتطبيق الفوري لحق عودة اللاجئين الى كوسوفو؟.
4- هل يقبل ميلوسيفيتش بالاتفاق على اطار سياسي لكوسوفو على أساس اتفاقات رامبوييه؟.
5- هل يقبل ميلوسيفيتش بانتشار قوة أمن دولية؟.
وخلص البيان الى القول اننا ننتظر ردا عجلا؟ .
إذن هو فتح نافذة للصرب,, لعودة الحوار,, أيضا نحن ننتظر.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com